منوعات

سموم مؤجلة.. الزيت المستعمل خطر متنكر في كل بيت‎




سلمى محمد مراد



نشر في:
السبت 9 أغسطس 2025 – 10:48 ص
| آخر تحديث:
السبت 9 أغسطس 2025 – 10:48 ص

إعادة تدوير المخلفات خيار حيوي لحماية البيئة ودعم الاقتصاد، وهناك كيانات صناعية متخصصة في جمع الزيوت المستعملة نشأت لإعادة تدويرها وتحويلها لاستخدامات مفيدة، مثل صناعة الجلسرين والشحوم، والوقود الحيوي، والتسميد، وعلف الحيوانات، بما يخدم الاقتصاد الوطني ويحافظ على البيئة ويوفر دخلًا للمواطنين، مع تجنب إلقائها في الصرف الصحي لمنع تراكمها وانسداد المواسير.

لكن مع انتشار سماسرة زيت الطعام المستعمل، الذين يشترونه من المواطنين ويعيدون تدويره في مصانع غير مرخصة، ثم يبيعونه مجددًا للمطاعم والمستهلكين، أصبحت هذه الممارسات سببًا رئيسيًا في انتشار أمراض خطيرة.

التوعية والرقابة قد تكونان الحل. وفي هذا السياق، أعلنت الدكتورة منال عوض، وزيرة التنمية المحلية والقائم بأعمال وزير البيئة، أمس، عن صدور قرار لتنظيم تراخيص أنشطة تداول زيوت الطعام المستعملة، ضمن الجهود للسيطرة على منظومة إدارتها. وأكدت ضرورة توجيه الكميات المجمعة إلى مصانع مرخصة، وإنشاء سجل تتبع للكميات الواردة لضمان إحكام الرقابة.

وحذّر خبراء البيئة والأطباء من إعادة تدوير الزيت المستعمل، لاحتوائه على مركبات هيدروكربونية ضارة تهدد الجهاز المناعي والكبد، وتزيد الكوليسترول الضار، وترتبط بأمراض منها سرطان القولون والكبد وأمراض القلب. ووفقًا لموقع Southern Green، يؤدي الإفراط في استخدام زيت الطهي إلى رفع ضغط الدم والكوليسترول والحموضة، مما يزيد خطر أمراض القلب وبعض السرطانات.

وتعزز إعادة تسخين الزيت تكون مواد مسرطنة مثل الهيدروكربونات العطرية متعددة الحلقات (PAH) و4-هيدروكسي-2-نونينال (HNE)، التي ترفع الجذور الحرة وتزيد الالتهابات، مما يضعف المناعة. ووفقًا لدراسة 2019 في Cancer Prevention Research، فإن الزيت المعاد تسخينه يسبب تغيرات خلوية تعزز نمو سرطان الثدي المتأخر. وأكدت أبحاث جامعة إلينوي أن “الزيت المعاد إساءة استخدامه حراريًا” يزيد من نمو سرطان الثدي النقيلي.

كما بيّنت مراجعة علمية نُشرت عام 2019 في Critical Reviews in Food Science and Nutrition، ارتباط استهلاك الزيوت المسخنة مرارًا بسرطانات الرئة والقولون والمستقيم والثدي والبروستاتا.

وبحسب موقع Fry Max، يؤدي تكرار استخدام الزيت إلى تلفه بسبب الضوء والأكسجين أثناء القلي، مما يغير لونه وطعمه ورائحته ويجعله غير صالح للاستهلاك. وفي المطاعم التي تعيد استخدام الزيت رغم وصول حرارته إلى أكثر من 200 درجة، يحدث تأكسد وتفتت للجزيئات، مولدًا مواد ضارة بالكلى والكبد إضافة إلى مخاطر السرطان.

كما يسبب إعادة الاستخدام ارتفاع ضغط الدم، وتشوهات نسيجية، وتغيرات في المادة الوراثية، نتيجة تلف الدهون الغشائية عبر بيروكسيد الدهون، مما يؤدي للإجهاد التأكسدي، وزيادة الكوليسترول، وتراكم الدهون الثلاثية الضارة، وبالتالي تصلب الشرايين وحدوث جلطات.

شاهد أيضاً
إغلاق