آبل تستعد لجلب نموذج GPT-5 إلى أجهزة آيفون وماك

تتحرك آبل بخطوات ثابتة نحو تعزيز قدرات أجهزتها عبر دمج أحدث نماذج OpenAI، وهو GPT-5، في أنظمة iOS وiPadOS وmacOS. هذه الخطوة تأتي بعد أيام قليلة فقط من إطلاق النموذج الجديد لمعظم مستخدمي ChatGPT، لتفتح أمام مستخدمي آيفون وماك نافذة على تقنيات ذكاء اصطناعي أكثر تطورًا.
ويبدو أن هذا الدمج سيغير شكل العلاقة بين المستخدم والمساعد الشخصي Siri، ليصبح الأخير أكثر قدرة على معالجة الطلبات المعقدة وفهم السياقات المتشابكة.
وصول GPT-5 مع تحديثات أنظمة 2025
تشير تقارير تقنية إلى أن آبل ستبدأ اعتماد GPT-5 مع إطلاق iOS 26 وiPadOS 26 وmacOS Tahoe 26، وهي تحديثات كبرى من المتوقع صدورها في سبتمبر المقبل، وفقًا للنمط المعتاد في السنوات الماضية.
هذا يعني أن مستخدمي أجهزة آبل لن يضطروا للانتظار طويلًا للاستفادة من إمكانات GPT-5، وهو ما يضع الشركة في موقع تنافسي قوي أمام مزودي الخدمات الرقمية الآخرين الذين بدأوا بالفعل في دمج النموذج الجديد.
قدرات أكبر رغم الدمج المحدود
لا يعد دمج ChatGPT في أنظمة آبل دمجًا شاملًا حتى الآن؛ إذ تعتمد معظم ميزات الذكاء الاصطناعي المدمجة في iOS وmacOS على نماذج آبل الخاصة المعروفة باسم Apple Intelligence.
تم تصميم النماذج للعمل محليًا على الجهاز وتضم نحو 3 مليارات باراميتر فقط، ما يجعلها أقل قدرة بكثير مقارنة بـ GPT-5 الذي يتجاوز 500 مليار باراميتر. ومع ذلك، تتيح آبل للمستخدم خيار تحويل الطلب إلى ChatGPT إذا تجاوز قدرات نماذجها المحلية، وهو ما يفتح المجال أمام أداء أقوى في حالات معينة.
آلية اختيار النماذج في GPT-5
يمثل GPT-5 نقلة نوعية في طريقة اختيار النماذج؛ إذ يقرر بشكل افتراضي ما إذا كان ينبغي استخدام وضع التفكير المتقدم أو الوضع العادي بناءً على طبيعة السؤال أو المهمة.
أما المستخدمون المجانيون، فيلتزمون بالخيار الذي يحدده النظام، بينما يمكن لمشتركي ChatGPT المدفوعين اختيار النموذج يدويًا لكل طلب على حدة. في المقابل، لا تزال آلية تطبيق هذه الميزة على أجهزة iOS وmacOS غامضة، حيث لم تتضح بعد إمكانية منح مستخدمي آبل حرية الاختيار، أم أن الشركة ستلتزم بالنهج الافتراضي للجميع.
الفارق الجوهري بين GPT-5 وApple Intelligence
يتفوق GPT-5 في العديد من الجوانب؛ إذ يقلل معدلات الهلوسة بنسبة تصل إلى 80 بالمئة مقارنة بالإصدارات السابقة، كما يقدم قدرات أعمق في التحليل وحل المشكلات المعقدة.
أما Apple Intelligence، فرغم أنها توفر سرعة في الاستجابة وإمكانية العمل دون اتصال بالإنترنت، إلا أن نطاقها محدود عندما يتعلق الأمر بالتعامل مع البيانات الضخمة أو الإجابات التحليلية المتقدمة. هذا الفارق في عدد الباراميترات وحجم التدريب يمنح GPT-5 الأفضلية الواضحة، خصوصًا في المجالات الأكاديمية والبحثية والمهنية.
تجارب ناجحة في منصات أخرى
قبل وصوله إلى أجهزة آبل، بدأ GPT-5 بالظهور في منصات متعددة، مثل أداة GitHub Copilot الموجهة للمطورين، وخدمة Microsoft Copilot للاستخدامات العامة.
وقد أظهرت هذه التجارب قدرة النموذج على تحسين الإنتاجية وتسريع إنجاز المهام المعقدة، وهو ما يعزز التوقعات بأن إدماجه في أنظمة آبل سيضيف قيمة كبيرة لمستخدميها، سواء في الأعمال أو التعليم أو الاستخدام اليومي.
مستقبل الدمج في أنظمة آبل
لا تشير التوقعات إلى أن آبل ستعيد تصميم طريقة دمج ChatGPT جذريًا مع إطلاق GPT-5، لكن المؤشرات واضحة نحو خطط أوسع للذكاء الاصطناعي في عام 2026. قد يتضمن ذلك دمجًا أعمق بين تقنيات Apple
Intelligence والنماذج الخارجية مثل GPT-5، ما يخلق تجربة أكثر تكاملًا وسلاسة للمستخدمين، وربما إدخال أدوات جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في صميم أنظمة التشغيل.
أثر الدمج على تجربة المستخدم
سيمنح دمج GPT-5 المستخدمين فرصة الحصول على إجابات أكثر دقة وتفصيلًا، خاصة في الأسئلة التي تتطلب استنتاجات منطقية أو معالجة معلومات معقدة.
كما يمكن أن يوسع نطاق قدرات Siri ليشمل مهام كانت مستحيلة سابقًا أو تتطلب حلولًا خارجية. ورغم هذه المزايا، قد تثار مخاوف بشأن الخصوصية وإرسال البيانات إلى نماذج تعمل عبر الإنترنت، ما قد يدفع آبل إلى تعزيز الشفافية وطمأنة المستخدمين حول حماية بياناتهم.
حقبة جديدة من الذكاء في آبل
يمثل دمج GPT-5 خطوة مهمة في استراتيجية آبل لتطوير الذكاء الاصطناعي، ويعكس إدراكها المتزايد لأهمية التعاون مع الشركات الرائدة في هذا المجال.
ومع استمرار المنافسة بين عمالقة التقنية على تقديم تجارب أكثر ذكاء وابتكارًا، يبدو أن السنوات المقبلة ستشهد تغيرًا كبيرًا في طريقة تفاعل المستخدمين مع أجهزتهم، حيث يصبح الذكاء الاصطناعي عنصرًا أساسيًا في كل عملية، من أبسط المهام إلى أكثرها تعقيدًا.
?xml>