إيلون ماسك يتوعد آبل بدعوى قضائية بسبب ممارسات احتكارية

أطلق إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركة xAI ومؤسس منصة X، هجومًا علنيًا على شركة أبل مهددًا باتخاذ إجراءات قانونية عاجلة ضدها، متهمًا إياها بممارسات احتكارية تعرقل المنافسة في سوق تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
جاء ذلك في منشور على منصته X، حيث أوضح أن أبل تتبع سياسات تجعل من المستحيل لأي شركة منافسة، بخلاف OpenAI، أن تصل إلى المرتبة الأولى في متجر التطبيقات على نظام iOS. واعتبر ماسك أن هذا السلوك يشكل خرقًا واضحًا لقوانين مكافحة الاحتكار، مؤكدًا أن شركته ستباشر الخطوات القانونية دون تأخير.
خلفية التوتر بين ماسك وأبل
لم يكتف ماسك بالإشارة إلى سياسات أبل في الترتيب، بل اتهمها أيضًا بتجاهل إدراج تطبيقاته في قسم التطبيقات الموصى بها، رغم نجاحها الكبير. وأوضح أن منصة X تعد التطبيق الإخباري الأول عالميًا، بينما يحتل تطبيق الذكاء الاصطناعي Grok المرتبة الخامسة بين جميع التطبيقات في المتجر الأمريكي. وتساءل عما إذا كان استبعاد أبل لهذه التطبيقات يعكس تحيزًا أو دوافع سياسية.
يأتي هذا التصعيد بعد أيام من إعلان ماسك بفخر أن Grok تفوق على تطبيقات ضخمة مثل جوجل ليحتل مركزًا متقدمًا بين التطبيقات المجانية. إلا أن تقارير مستقلة أكدت أن تطبيق ChatGPT، الذي تطوره OpenAI، يحتل المرتبة الأولى في قائمة التطبيقات المجانية، وهو الوحيد المدرج في قسم التطبيقات الموصى بها من أبل.
شراكة أبل مع OpenAI
تعود جذور الأزمة إلى العام الماضي، حينما أبرمت أبل اتفاقية شراكة استراتيجية مع OpenAI لدمج إمكانيات ChatGPT في أجهزتها المختلفة، بما في ذلك آيفون وآيباد وحواسيب ماك. أثار هذا القرار غضب ماسك الذي اعتبر دمج خدمات OpenAI على مستوى نظام التشغيل تهديدًا أمنيًا، وهدد حينها بحظر استخدام أجهزة أبل في جميع شركاته إذا مضت أبل في خططها.
كما عززت أبل حضور OpenAI في متجرها عبر وضع رابط مباشر لتحميل نموذج ChatGPT-5 الجديد في واجهة قسم التطبيقات، وهو ما فسره ماسك كمؤشر واضح على انحياز أبل لصالح منافس مباشر لشركته xAI.
منافسة محتدمة بين xAI وOpenAI
يأتي الخلاف الأخير ضمن سياق تنافس شرس بين شركتي xAI وOpenAI. فقد أطلقت xAI في الشهر الماضي الإصدار الرابع من Grok، في حين أعلنت OpenAI الأسبوع الماضي عن نموذج GPT-5 الذي يعد أحدث وأقوى منتجاتها.
وتعود العلاقة بين ماسك وOpenAI إلى عام 2015، حين شارك في تأسيس الشركة، لكنه غادر مجلس إدارتها في 2018 بعد خلافات حول مسارها. ومنذ ذلك الحين، أصبح من أبرز منتقديها، بل رفع دعاوى قضائية ضدها وضد مديرها التنفيذي سام ألتمان، متهمًا إياهم بالتخلي عن الهدف الأصلي المتمثل في تطوير ذكاء اصطناعي لخدمة البشرية كافة، وليس لتحقيق مصالح تجارية ضيقة.
ردود الأفعال على اتهامات ماسك
رد سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لـ OpenAI، على اتهامات ماسك عبر منشور على X، واصفًا تصريحاته بأنها مثيرة للاستغراب، مشيرًا إلى ما سمعه من مزاعم حول استخدام ماسك لنفوذه في منصة X للتلاعب بالترتيبات بما يخدم مصالحه ويضر منافسيه.
أما أبل، فلم تصدر أي تعليق رسمي على اتهامات ماسك حتى لحظة نشر الخبر، في حين رفضت xAI الإدلاء بمزيد من التفاصيل حول الدعوى المحتملة.
سجل أبل مع قضايا الاحتكار
هذه ليست المرة الأولى التي تجد فيها أبل نفسها في مواجهة اتهامات احتكارية. ففي العام الماضي، رفعت وزارة العدل الأمريكية دعوى ضدها تتهمها بإدارة نظام iOS ومتجر التطبيقات بطريقة تحد من المنافسة.
وفي يونيو الماضي، رفضت محكمة أمريكية طلبًا عاجلًا من أبل لوقف قرارات تلزمها بعدم فرض عمولات على الروابط الداخلية لعمليات الدفع داخل التطبيقات، ومنعها من التحكم في تصميم هذه الروابط أو طريقة عرضها.
أبعاد المواجهة المقبلة
تعكس هذه الأزمة أبعادًا أوسع من مجرد نزاع تجاري، إذ تسلط الضوء على معركة النفوذ بين شركات التكنولوجيا الكبرى في مجال الذكاء الاصطناعي. لم يعد التنافس مقتصرًا على تطوير النماذج والبرمجيات، بل أصبح يشمل السيطرة على قنوات التوزيع والمنصات التي تحدد وصول التطبيقات إلى المستخدمين.
ويرى محللون أن استمرار الصراع بين ماسك وأبل قد يمهد لواحدة من أبرز قضايا مكافحة الاحتكار في قطاع التكنولوجيا خلال السنوات القادمة، خاصة إذا ما قررت xAI المضي قدمًا في دعاويها. ومن شأن هذه القضية أن تثير نقاشات واسعة حول كيفية ضمان بيئة تنافسية عادلة في عصر يزداد فيه الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في كل مجالات الحياة.
?xml>