اخبار فلسطين

محلل سياسي إسرائيلي: 7 أكتوبر الهزيمة الأشد إذلالًا لـ”إسرائيل” في تاريخها 

ترجمات خاصة قدس الإخبارية: قال المحلل السياسي والصحفي الإسرائيلي بن كاسبيت إن الهزيمة التي مُنيت بها “إسرائيل” في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 كانت “الأشد إيلامًا وإذلالًا في تاريخها”، إذ لم يكن في أشد كوابيس الإسرائيليين أن يُخترق الجيش وتُسقط فرقة كاملة على يد تنظيم مقاوم “من دون جهد يُذكر”، في حين قُتل المئات وأُسر الجنود والمستوطنون، وتحوّلت مدن ومستوطنات إلى مسرح عمليات مفتوح. ويرى أن هذه الصدمة ستبقى ندبة غائرة في الوعي الإسرائيلي، لا يمحوها الزمن ولا الإنجازات اللاحقة، تمامًا كما فاجأت جيوش مصر وسوريا “إسرائيل” في حرب 1973.

ويقرّ كسبيت بأن إسرائيل أوقفت حملاتها ضد إيران وحزب الله بعد أيام أو أسابيع، لكنها تمسكت بحرب غزة بلا سقف زمني، بذريعة “إزالة التهديد”. ويرى أن الهدف الحقيقي لم يكن أمنيًا بل سياسيًا: حماية بقاء بنيامين نتنياهو وائتلافه. فإسرائيل كما يوضح لم تعلن قط أن “القضاء التام على العدو” هدفٌ واقعي، لأن ذلك ببساطة مستحيل. المطلوب فقط هو الردع وتقليص القدرة القتالية. وبرأيه، تحقق ذلك، لكن استمرار الحرب يخدم اعتبارات نتنياهو وحده.

يعتبر كسبيت أن نتنياهو حاول إقناع الإسرائيليين بأنه “تشرشل اليهودي”، لكن الواقع كشفه كنسخة محدثة من رئيس الوزراء البريطاني نيفيل تشامبرلين، الذي اختار الاسترضاء بدل المواجهة. سياسات “الاحتواء” التي تبناها نتنياهو تجاه حماس وحزب الله كما يقول قادت إلى انفجار السابع من أكتوبر، وهو “الانفجار الكوني” الذي دمّر حياة الإسرائيليين.

ويحمّله مسؤولية خطيئتين تاريخيتين: الأولى، قيادته حملة تحريض غير مسبوقة ضد مؤسسات الدولة والأمن والقضاء؛ والثانية، عرقلة إقامة لجنة تحقيق رسمية في أكبر إخفاق أمني منذ قيام إسرائيل، رغم أنه نفسه كان يطالب بها في قضايا أقل شأنًا.

يختم كسبيت مقاله باستحضار شهادة الأسير السابق حاييم بيري، الذي قُتل في غزة عن عمر ثمانين عامًا، وكان قد تنبأ وهو في الأسر بأن أزمة الأسرى ستستمر عامين على الأقل “لأن نتنياهو موجود”. ويعلق كسبيت: لقد صدق بيري، فحين كان على نتنياهو أن يختار بين بقاء حكومته وإنقاذ الأسرى، اختار البقاء. “لأنه نتنياهو”، كما ختم بيري.