مراجعة لعبة Metal Gear Solid Delta: Snake Eater

في عام 2004 أطلق المخرج العبقري هيديو كوجيما تحفته الخالدة Metal Gear Solid Snake Eater لتقدم اللعبة وقتها واحدة من أفضل التجارب خلال العام وتحصد العلامة شبه الكاملة تقريبًا.
الآن تعود شركة كونامي لتقدم لعبة Metal Gear Solid Delta: Snake Eater وهي نسخة ريميك من اللعبة الأسطورية التي صدرت في عام 2004، ولكن هذه المرة كونامي تقدم الريميك بدون مشاركة هيديو كوجيما أو أيًا من عناصر فريق اللعبة الأصلية.
في الحقيقة نسخة الريميك تواجه العديد من التحديات لأنها تحمل على عاتقها إرث كبير جدًا لواحدة من أفضل ألعاب التسلل التي صدرت، فهل تمكنت اللعبة من الحفاظ على هذا الإرث؟
قصة لعبة Metal Gear Solid Delta: Snake Eater
تقع أحداث Metal Gear Solid Delta: Snake Eater في ستينيات القرن الماضي، في أوج الحرب الباردة، حيث تتشابك السياسة بالخيانة في لعبة تجسس تمثل الجذور الحقيقية لملحمة ميتال جير. بطل القصة هو العميل السري Naked Snake، الذي يرسل في مهمة خطيرة داخل الغابات السوفييتية لإنقاذ العالم من تهديد نووي متصاعد. مهمته الأولى، المعروفة بعملية “Virtuous Mission”، كانت بسيطة على الورق: إنقاذ العالم السوفييتي المنشق نيكولاي سوكولوف، الذي يعمل على تطوير سلاح مدمر يُعرف باسم Shagohod، دبابة نووية متحركة قادرة على قلب موازين القوة بين الشرق والغرب. غير أن الأحداث تنقلب رأسًا على عقب بسبب أمر غير متوقع على الإطلاق لن نحرقه عليك.
بعد فشل المهمة الأولى، يعود Snake مجددًا في عملية جديدة أطلق عليها اسم Snake Eater، والتي تمثل قلب القصة وجوهرها. هذه المرة، أوكلت إليه ثلاثة أهداف مصيرية: تدمير سلاح Shagohod قبل أن يصبح تهديدًا عالميًا، إيقاف الضابط السوفييتي السادي Volgin الذي يسعى لاستخدامه لبسط هيمنته العسكرية، والأصعب من كل ذلك، مواجهة وقتل معلمته السابقة The Boss، لإثبات براءته واستعادة هيبة بلاده. في طريقه، يخوض Snake مواجهات ملحمية ضد أعضاء وحدة Cobra Unit، مجموعة من الجنود الخارقين الذين يمثل كل واحد منهم جانبًا من الحرب النفسية والبيولوجية، بدءًا من The Pain وصولًا إلى The End وThe Sorrow، حيث تتحول كل معركة إلى اختبار جسدي وعقلي يضعه أمام حدوده القصوى.
إذا نظرنا إلى القصة نجد أنها تتمسك تمامًا بأحداث النسخة الأصلية التي صدرت في عام 2004 بدون أي إضافات او تعديلات سواء في الأحداث أو المشاهد السينمائية وطريقة الإخراج وزوايا التصوير. وهذا أمر جيد جدًا لأن النسخة الأصلية كانت من إخراج العبقري هيديو كوجيما بينما نسخة الريميك تأتي من فريق آخر تمامًا لم يعمل على النسخة الأصلية.
على الرغم من اختلاف فريق التطوير فإن الفريق الجديد فضل الاحتفاظ بروح المخرج العبقري وبجميع تفاصيل اللعبة الأصلية من حيث القصة. هذا الأمر أثار موجة من الحنين والمشاعر الإيجابية جدًا حيث تذكرت كل أحداث الجزء الأصلي وعدت بالزمن وأنا ممسك يد تحكم بلايستيشن 2.
أما بالنظر إلى القصة بشكل عام سنجد أن اللعبة سواء النسخة الأصلية أو الجديدة تمكنت من تقديم قصة ممتازة لا نجدها كثيرًا في هذه النوعية من الألعاب.القصة تعتمد على فترة تاريخية مليئة بالأحداث المثيرة الحقيقية والصراعات وتبني حولها مجموعة من الأحداث الخيالية الممتعة جدًا و المصبوغة بطابع سياسي يسهل تقبله ويعطي القصة طابعًا عميقًا حتى وإن كان في واقع الأمر خياليًا.
أسلوب اللعب
على غرار القصة فإن لعبة لعبة Metal Gear Solid Delta: Snake Eater تمسكت بنفس أسلوب اللعب الموجود في النسخة الأصلية الصادرة في عام 2004 بدون أي تغيير أو إضافة.
عمومًا لعبة Metal Gear Solid Delta: Snake Eater تقدم تجربة أكشن وتسلل نادرًا ما نجد لها شبيه في الوقت الحالي خصوصًا فيما يتعلق بالتسلل. اللعبة عندما صدرت في عام 2004 جاءت مع مجموعة كبيرة جدًا من الأفكار التي جعلتها لعبة ثورية وقتها.
على سبيل المثال تحتوي اللعبة على نظام تمويه “كاموفلاج” أسطوري حيث يتأثر تمويه الشخصية بخيارات الألوان والمكياج مع البيئة المحيطة. كذلك تحتوي اللعبة على نظام صحة حيث يجب معالجة Snake بعد الإصابة ولا ننسى أنك تحتاج إلى تجميع المؤن والغذاء لكي يظل Snake في حالة مثالية دائمًا.
هذه الانظمة قد تبدو في الوقت الحالي نمطية وعادية جدًا ولكن بكل تأكيد في عام 2004 كانت ثورية بكل ما تحمله الكلمة من معنى. ومع الالتزام الشديد بنقل نفس التجربة الأصلية شعرت قليلًا أن اللعبة أصبحت صغيرة بالمقارنة مع النسخة الأصلية التي صدرت في عام 2004.
اللعبة بمعايير الوقت الحالي أصبحت لعبة بسيطة وصغيرة ومحدودة التفاصيل، لأن معظم الألعاب الموجودة في الوقت الحالي تقدم هذه الأنظمة بشكل أكثر توسعًا وبه المزيد من التفاصيل. لكن عمومًا تجربة التسلل في المجمل مرضية جدًا وغير موجودة تقريبًا في أي لعبة جديدة.
الرسوم في لعبة Metal Gear Solid Delta: Snake Eater
يأتي ريميك Metal Gear Solid Delta: Snake Eater مع قفزة رسومية مُبهرة ولا يمكن أن نقارن هذه النسخة بالنسخة الأصلية بأي شكل من الأشكال. تم إعادة تصميم اللعبة من جديد باستخدام محرك Unreal 5 وبالتالي توقع رسوم مُبهرة مع حركة شفاه ممتازة وواقعية.
تفاصيل الشخصيات أصبحت واضحة جدًا وحادة بشكل كبير والملامح مرسومة بشكل واقع، إلى جانب الكثير من التفاصيل المتعلقة بالأشجار والغابات. الصورة المعروضة على الشاشة مكونة من طبقات فوق طبقات من التفاصيل التي تعطي في النهاية صورة رائعة ومريحة. وبالطبع لا ننسى جودة الظلال والانعكاسات الموجودة في اللعبة. في نفس الوقت حصلت المشاهد السينمائية على إعادة تصميم ورفع جودتها بشكل خارق مع الاحتفاظ بجميع زوايا التصوير واللمسات الإخراجية الخاصة بالمبدع هيديو كوجيما.
النظام الرسومي الجديد أضاف على اللعبة طابع حازم وجاد جدًا وهو أمر غريب في بعض اللحظات لأن اللعبة الأصلية كانت تحتوي على العديد من اللحظات المضحكة فيما يتعلق بقتال الأعداء وأساليب التخلص منهم. هذه الأساليب المُضحكة كانت مقبولة جدًا للعبة في عام 2004 بهذه النوعية من الرسوم، ولكن الآن مع هذا الطابع الجاد قد يصبح الأمر غريبًا قليلًا ولكنه في النهاية معيار شخصي جدًا.
في نفس الوقت حصلت لعبة Metal Gear Solid Delta: Snake Eater على واجهة مستخدم مُحسنة جدًا مع بعض الاختصارات الهامة التي تجعل أسلوب اللعبة أكثر سلاسة ويمكن أن نقول اللعبة أصبحت مالوفة أكثر لنسخة Metal Gear Phantom Pain.
كاميرا جديدة في لعبة Metal Gear Solid Delta: Snake Eater
اللعبة تأتي مع كاميرا جديدة تنقل المنظور إلى شخص ثالث اعتيادي أقرب إلى لعبة Phantom Pain بشكل كبير جدًا. في نفس الوقت يأتي مع اللعبة عدد كبير من الفلاتر التي تسمح للاعب اختيار بالتة الألوان التي يفضلها مع وجود بالتة ألوان خاصة بالنسخة الأصلية.
أيضًا لا ننسى أن اللعبة توفر لك خيار اللعب باستخدام الكاميرا القديمة لكي تحصل على التجربة الكلاسيكية بشكل كامل ولكن في الحقيقة الكاميرا الجديدة أفضل ومريحة للعين أكثر.
كل هذا يأتي مع أداء سلس بشكل كبير جدً وبدون أي مشاكل تُذكر، وهو ما يجعلنا أمام نسخة ريميك موزونة ومتينة على الرغم من الغياب الواضح لأي عناصر وأساليب لعب جديدة بالمقارنة مع النسخة الأصلية.
الخلاصة
تقدم لعبة Metal Gear Solid Delta: Snake Eater تجربة ممتازة تحتفظ بروح النسخة الأصلية بشكل كامل تقريبًا مع دفعة رسومية لا يمكن مقارنتها بالجزء الأصلي. قد لا تقدم اللعبة الكثير من العناصر الجديدة فيما يتعلق بأسلوب اللعب ولكنها بكل تأكيد نسخة ريميك ممتازة لواحدة من أفضل ألعاب 2004. بكل تأكيد ننصح بتجربة اللعبة خصوصًا مع وضع السعر بعين الاعتبار حيث تأتي اللعبة بسعر 33 دولار فقط.
?xml>