طوباس وطمون: المقاومة تكسر الهدوء النسبي رغم الاقتحامات اليومية وملاحقة جيش الاحتلال والسلطة للمقاومين

خاص قدس الإخبارية: قالت مصادر من محافظة طوباس شمال الضفة الغربية لـ”قدس” إن المدينة وبلداتها تشهد منذ أسابيع تصعيدًا ميدانيًا متواصلًا، يتمثل في اقتحامات شبه يومية لقوات الاحتلال واندلاع مواجهات مع الشبان بالحجارة، إلى جانب عمليات دهم للمنازل وتهديد عائلات الأسرى الذين أفرج عنهم مؤخرًا في صفقة التبادل الأخيرة.
وبحسب المصادر، فقد حذّرت قوات الاحتلال تلك العائلات من الظهور الإعلامي أو تنظيم فعاليات استقبال للأسرى، في إطار سياسة تهدف لتقييد الفضاء الشعبي والإعلامي في المحافظة.
في بلدة طمون، أشارت المصادر إلى أن مقاومين فجّروا عبوة ناسفة في آليات الاحتلال أثناء انسحابها من البلدة بتاريخ 15 تشرين الأول/أكتوبر 2025، وتبنت العملية سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي. وجاء التفجير في نفس الموقع الذي شهد في 20 كانون الثاني/يناير 2025 انفجار عبوة ناسفة أسفر عن مقتل جندي إسرائيلي وإصابة أربعة آخرين.
عقب التفجير الأخير، اقتحمت قوات الاحتلال المكان برفقة جرافة عسكرية، وشرعت بتخريب وإغلاق بعض الطرق وخطوط المياه، إضافة إلى تمشيط المنطقة واستدعاء أصحاب المنازل المجاورة والتحقيق معهم. كما عادت القوات لاقتحام الموقع مجددًا بالأمس لعدة ساعات، حيث أفادت مصادر محلية بأنها زرعت أجهزة تصوير وتنصت في المنطقة، وفق ما تم تداوله بين الأهالي.
وأشارت المصادر إلى أن انفجار العبوة جاء بعد فترة هدوء نسبي عاشتها البلدة نتيجة حملات اعتقال نفذتها السلطة الفلسطينية وجيش الاحتلال ضد المطاردين، في حين كانت المنطقة قد شهدت سابقًا اغتيالات متكررة لمقاومين عبر القصف والاشتباكات ومحاصرة المنازل في طمون وطوباس ومخيم الفارعة.
وفي تطور ميداني جديد، اقتحمت قوات الاحتلال مساء أمس مخيم الفارعة، وسمع دوي انفجار عبوتين ناسفتين داخل المخيم، تزامنًا مع اندلاع مواجهات عنيفة.
ولفتت المصادر إلى أن مئات الشبان معتقلون حاليًا لدى أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في محافظة طوباس وقراها، على خلفية ملاحقتهم بتهمة الانتماء أو التواصل مع فصائل المقاومة، في ظل تصاعد الغضب من هذه الحملات المتزامنة مع اقتحامات الاحتلال اليومية.