فنون

صوت هند رجب يهز البندقية: فيلم كوثر بن هنية يُخلّد صرخة طفلة من غزة.. وبراد بيت وخواكين فينيكس يدعمانه من خلف الكاميرا




منة عصام والشيماء أحمد فاروق



نشر في:
الخميس 28 أغسطس 2025 – 12:16 م
| آخر تحديث:
الخميس 28 أغسطس 2025 – 12:16 م

صارت أصوات الفلسطينيين مصدرًا لإلهام الكثير من صناع السينما حول العالم، ولا يكاد يمر مهرجان سينمائي مؤخرًا دون أن يُعرض فيلم مستوحى من حكاياتهم المفعمة بالألم والمعاناة والمحاولة ومقاومة اليأس والموت، وأحدث هذه الأعمال فيلم “صوت هند رجب” للمخرجة التونسية كوثر بن هنية.

يُعرض فيلم “صوت هند رجب” للمخرجة التونسية كوثر بن هنية، المرشحة مرتين لجائزة الأوسكار، لأول مرة في المسابقة الرسمية لمهرجان البندقية السينمائي، الذي انطلق في 27 أغسطس الجاري ويستمر حتى 9 سبتمبر 2025.

يروي الفيلم الساعات الأخيرة من حياة الطفلة الفلسطينية هند رجب، البالغة من العمر ست سنوات، والتي قُتلت بنيران إسرائيلية في يناير 2024 بعد أن علقت في سيارة مع أقاربها القتلى في غزة.

وانتشرت على نطاق واسع صرخاتها المسجلة طلبًا للمساعدة، والتي أطلقتها عبر الإنترنت، وأصبحت رمزًا مؤلمًا لاستهداف إسرائيل للمدنيين في قطاع غزة.

دخل فيلم “صوت هند رجب” قائمة المنافسة على جائزة الأسد الذهبي، الجائزة الكبرى في مهرجان البندقية، وسوف يتنافس الفيلم مع عدد من الأفلام البارزة، منها “فرانكشتاين” للمخرج جييرمو ديل تورو، و”لا خيار آخر” للمخرج بارك تشان ووك، و”بيت الديناميت” للمخرجة كاثرين بيجلو.

وانضم الفنانان الأمريكيان براد بيت وخواكين فينيكس، إلى طاقم عمل الفيلم الفلسطيني “صوت هند رجب – The voice of Hind Rajab” قبيل عرضه الأول بأيام قليلة، ضمن فعاليات المسابقة الرسمية الدولية للدورة 82 لمهرجان فينسيا السينمائي الدولي في مدينة البندقية بإيطاليا.

وتناقلت وسائل إعلام أمريكية، أن انضم الفنانين جاء بصفتهما منتجين منفذين للفيلم، بالإضافة إلى صناع سينما آخرين أبرزهم المخرج والكاتب ألفونسو كوارون، والممثلة الأمريكية الشابة من أصول إيطالية روني مارا، والمخرج جوناثان جلازر، والمخرجة والمنتجة ديدي جاردنر والمخرج والمنتج المنفذ جيريمي كلاينر، وجميعهم انضموا للفيلم كمنتجين منفذين أيضا.

ويأتي انضمام هؤلاء النجوم والمخرجين المعروفين؛ ليمثل نقطة قوة وتعزيز كبيرة للفيلم الفلسطيني قبيل عرضه الأول يوم 3 سبتمبر المقبل في مهرجان فينسيا السينمائي الدولي، وقبل عرضه الأول في دول أمريكا الشمالية، ضمن فعاليات المسابقة الرسمية الدولي في مهرجان تورنتو السينما الدولي في كندا الفترة المقبلة.

وتقول بن هنية، التي رُشِّح فيلمها الأخير “أربع بنات” لجائزة أفضل فيلم وثائقي في حفل توزيع جوائز الأوسكار لعام 2024، إنها اضطرت إلى تغيير مسارها بالكامل بعد سماع صوت هند لأول مرة.

وقالت في بيان: “كان هناك شيءٌ مُفعمٌ بالطاقة في هذا المشروع، طوال سنواتي كمخرجة أفلام، لم أتخيل قط أنه من الممكن الانتهاء من عمل في 12 شهرًا فقط”، مضيفة: “عندما سمعت صوت هند شعرتُ فورًا بمزيج من العجز والحزن الشديد، ردة فعل جسدية، وكأن الأرض تهتز تحتي، لم أستطع الاستمرار كما خططتُ”.

حصلت بن هنية على التسجيل الصوتي الكامل عبر الهلال الأحمر، وقالت: “كان التسجيل مدته حوالي 70 دقيقة، وكان مُريعًا، وبعد الاستماع إليه، أدركتُ، دون شك، أنه عليّ التخلي عن أي مشروع آخر، كان عليّ صنع هذا الفيلم”.

وقالت والدة هند، وسام حمادة، إن بن هنية اتصلت بها بشأن المشروع قبل عام، وفقًا لتصريحات لمجلة ذا ناشيونال.

“رغم الألم وثقل الحزن، شعرتُ أن صوت هند بحاجة إلى أن يُسمع بصوت عالٍ وواضح. بعد عام، نشعر بتأثر كبير لعرض هذا الفيلم في مهرجان البندقية السينمائي، وكأم، لا شيء سيُشفي جرح فقدان ابنتي، لكن معرفة أن صوتها سيصل إلى جميع أنحاء العالم يمنحني القوة.. شكرًا لكِ كوثر ولكل الفريق على صنع هذا الفيلم.”

هذه القصة لا تقتصر على غزة، بل تحكي حزنًا عالميًا، قالت: “السينما قادرة على حفظ الذاكرة، قادرة على مقاومة النسيان، فليُسمع صوت هند رجب”.