مثقفون مغاربة يتشبثون بطرح سؤال فلسطين “في السياسة والثقافة”

السبت 13 شتنبر 2025 – 03:00
يستمر “سؤال فلسطين” حاضرا في ساحة النقاش الثقافي المغربي، بإصدارات جماعية وفردية ودراسات فضلا عن مقالات ومشاركات مباشرة لمثقّفين في الساحات العمومية، ومن أحدث صور ذلك أحدث أعداد فصلية “النهضة” الفكرية.
وخصّص العدد الحادي والثلاثون من الفصلية الفكرية موضوعه لـ”سؤال فلسطين، في السياسة والثقافة”. وضمّ هذا العدد الجديد مقالات ودراسات، هي: “فلسطين والمشروع الصهيوني في الفكر العربي” لعبد الإله بلقزيز، و”الأسس الدينية لعقيدة القوة الصهيونية وعلاقتها بالرأسمالية” لعبد الإله دعّال، و”فلسطين ونقد العقل الغربي.. في استراتيجيات المقاومة الثقافية عند إدوارد سعيد” لنبيل فازيو.
ويضم العدد أيضا مواضيع من قبيل: “السؤال الفلسطيني في القصيدة المغربية السبعينية” لنجيب العوفي، و”فلسطين منظورا إليها من السماء.. سينما إيليا سليمان نموذجا” لعبد الباقي بل فقيه، و”المقاومة عنوان فلسطين الحديثة” لمحمد أقضاض، و”فلسطين تكتب ملحمة الإصرار على البقاء” لحميد منسوم، و”طوفان الأقصى، طوفان الكون.. تدوينات في نقد الوعي المهزوم”.
ومن مواضيع العدد الجديد من الفصلية الفكرية أيضا “الكاريكاتير بين حرية التعبير ونية التحقير: أنا شارلي، إذن الآخر هو الجحيم”، لطه عدنان، و”شذرات في المسألة الديمقراطية وفي ما جرى في سورية” لمحمد الحبيب طالب، و”مقاربة في الثقافة والمثقف” لمحمد رزيق، و”في مفهوم القطيعة عند عبد الله العروي: أو كيف تتحدث الذات”، من توقيع حمزة السقلي.
وصدّر الناقد نجيب العوفي دراسته بقول: “يبدو من قبيل البدائِه التاريخية، أن الذاكرة المغربية مسكونة بالسؤال الفلسطيني منذ العقود الغوابر لرحلات الحج التي كان يقوم بها الحجاج المغاربة للديار المقدسة، حيث يشفعون حجهم بالعُروج على أولى القبلتين وثاني الحرمين، المسجد الأقصى بالقدس. ويكفي آية وبصمة على ذلك باب المغاربة بجوار المسجد الأقصى، الذي ينتصب شاهدا تاريخيا على حضور المغاربة في الذاكرة الفلسطينية، وحضور فلسطين في الذاكرة المغربية”.
وأردف الكاتب: “مع حلول نكبة فلسطين في 1948، أصبح السؤال الفلسطيني راعفا ونازفا في الذاكرة المغربية والعربية بعامة، وسؤالا قوميا ووجدانيا ومصيريا محركا للتاريخ العربي الحديث”، ثم زاد: “في السبعينيات الماضيات التي أعود إليها في هذه السوانح الأدبية عودة نوستالجية بعد تردي الراهن العربي، أستحضر كلمة للباحث التونسي ألبير ميمي يقول فيها إن التاريخ الحديث يتحرك في زي عسكري. وأقول عطفا وقياسا إن التاريخ العربي يتحرك في زي فلسطيني، مضرّج بالدماء والأشلاء”.
ثم تابع نجيب العوفي كاتبا: “وبعد طوفان الأقصى المشفوع بطوفان الإبادة الصهيونية، أصبح التاريخ العالمي المعاصر بجغرافياته المترامية يتحرك في زي فلسطيني باهر وغامر، في عُرام المظاهرات والاحتجاجات المنددة بهذه الإبادة”، مسجلا أن “المفارقة السياسية الموجعة التي نزلت كالصاعقة على قلوب المغاربة هي أن المغرب الرسمي قلب ظهر المجن للمغرب الشعبي وأصابه في صميم حساسيته، بإعلان التطبيع مع الكيان المحتل تحت ضغط اللوبي الصهيوني-الأمريكي الذي لعب على الوتر الحساس لقضية الصحراء المغربية”، ثم ختم تصديره بتسجيل أن “من الطبيعي والبديهي أن يكون الإبداع الشعري المغربي سبّاقا إلى التقاط وتمثل السؤال الفلسطيني بكل حمولته ورمزيته، وبكل شجونه وهمومه وصموده الأسطوري”.