اخبار المغرب

الغموض يلف موقف إدارة ترامب من إمكانية ضمّ إسرائيل الضفة الغربية

كشف موقع “أكسيوس” أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو سيناقش، خلال زيارته المرتقبة إلى تل أبيب، مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إمكانية ضم إسرائيل لأجزاء من الضفة الغربية، وذلك في إطار رد إسرائيلي على الخطوات التي تخطط لها عدة دول غربية للاعتراف بدولة فلسطين في وقت لاحق من الشهر الجاري.

وبحسب الموقع، نقلاً عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، فإن نتنياهو لم يحسم بعد قراره بشأن المضي قدماً في الضم، وأنه يسعى خلال لقائه بروبيو لمعرفة ما إذا كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب سيبارك هذه الخطوة. وأكد مسؤولون إسرائيليون أن روبيو أبدى في اجتماعات خاصة عدم معارضته لضم أجزاء من الضفة الغربية، وأن إدارة ترامب “لن تقف في طريق إسرائيل”.

في المقابل، أشار مسؤول أميركي إلى أن هذه الادعاءات الإسرائيلية أثارت حالة من القلق داخل إدارة ترامب، التي لم تتخذ موقفاً واضحاً بعد، موضحاً أن الشاغل الرئيسي المطروح في اجتماعات البيت الأبيض ووزارة الخارجية يتمثل في احتمال أن يؤدي الضم إلى تقويض “اتفاقيات أبراهام” مع عدد من الدول العربية وتشويه الإرث الدبلوماسي الذي يسعى ترامب لتكريسه في الشرق الأوسط.

تصريحات إسرائيلية متشددة

وتزامنت هذه التسريبات مع تصريحات لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، أعلن فيها عزم حكومته ضم 82 بالمئة من مساحة الضفة الغربية. وقال في خطاب سياسي: “الدور السياسي للسيادة هو ضمان عدم قيام دولة عربية. يجب منع قيام الدولة الفلسطينية، والإدارة الأميركية تؤيد إسرائيل في قرار القضاء على فكرة إقامة دولة فلسطينية”.

وأضاف سموتريتش محذراً السلطة الفلسطينية: “إذا تجرأت السلطة الفلسطينية على رفع رأسها وتهديدنا، فسندمرها كما نفعل مع حركة حماس في قطاع غزة”. كما دعا نتنياهو إلى الإسراع في عقد اجتماع حكومي لاتخاذ قرار “تاريخي” بفرض السيادة الإسرائيلية على الأراضي المفتوحة في الضفة، التي يسميها اليمين الإسرائيلي “يهودا والسامرة”.

رد فلسطيني

في المقابل، دانت وزارة الخارجية الفلسطينية تصريحات سموتريتش ووصفتها بأنها “تحريضية وخطيرة”، مؤكدة أنها تندرج في سياق سياسات الاستيطان والضم والتهجير التي تمارسها الحكومة الإسرائيلية. وقالت الوزارة في بيانها: “ندين بأشد العبارات التصريحات والمواقف التي أدلى بها الوزير المتطرف سموتريتش، خاصة ما يتعلق بالدعوات التحريضية لتعميق الاستيطان وضم الضفة الغربية المحتلة، في تهديد ماخبار السعودية ومباشر لفرصة تجسيد الدولة الفلسطينية على الأرض وفقاً لمبدأ حل الدولتين”.

وأضاف البيان أن هذه المواقف تعكس “نهجاً ممنهجاً لإجهاض أي إمكانية لقيام دولة فلسطينية مستقلة، واستمرار ارتكاب جرائم الاستيطان والضم والإبادة والتهجير بحق الشعب الفلسطيني”.

انعكاسات محتملة

ويرى مراقبون أن أي خطوة إسرائيلية لضم الضفة الغربية ستُعتبر بمثابة الضربة القاضية لفكرة حل الدولتين التي تشكل مرجعية أساسية لقرارات الأمم المتحدة منذ عقود. كما أنها قد تعمّق عزلة إسرائيل دولياً في ظل الضغوط المتزايدة عليها بسبب الحرب المستمرة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، والتي أسفرت عن أزمة إنسانية غير مسبوقة.

في هذا السياق، يُتوقع أن تشكّل مباحثات نتنياهو مع روبيو اختباراً جديداً للعلاقة بين واشنطن وتل أبيب، في ظل تباين المواقف بين الجناح اليميني في الحكومة الإسرائيلية، الذي يدفع نحو ضم شامل، وإدارة ترامب التي تُحاول موازنة دعمها لإسرائيل مع الحفاظ على مكتسباتها الدبلوماسية في المنطقة.