تكنولوجيا

الصين تتهم NVIDIA بانتهاك قوانين الاحتكار وسط تصاعد الحرب التجارية

  • الصين تتهم NVIDIA بانتهاك قوانين الاحتكار بعد صفقة Mellanox.
  • التحقيق الصيني يتزامن مع محادثات تجارية حساسة مع واشنطن.
  • الشركة تواجه غرامات كبيرة واحتمالية تغيير ممارساتها التجارية.
  • الصراع الأمريكي الصيني يعمق انقسام سوق الرقائق العالمي.

أعلنت الهيئة الصينية لتنظيم السوق State Administration for Market Regulation أن شركة NVIDIA قد انتهكت قانون مكافحة الاحتكار في الصين، وذلك في نتائج أولية لتحقيق واسع بدأ منذ ديسمبر الماضي.

وجاء هذا الإعلان في وقت حساس، حيث تستعد بكين وواشنطن لجولة جديدة من المحادثات التجارية في مدريد، بينما يقترب موعد انتهاء هدنة الرسوم الجمركية بين الطرفين في نوفمبر المقبل.

صفقة Mellanox تحت التدقيق

تعود جذور القضية إلى استحواذ Nvidia على شركة Mellanox Technologies في عام 2020، وهي شركة إسرائيلية أمريكية متخصصة في منتجات الشبكات.

وافقت بكين على هذه الصفقة بشكل مشروط آنذاك، لكنها اشترطت على NVIDIA الالتزام بعدد من البنود المتعلقة بالمنافسة العادلة. وتشير نتائج التحقيق الأخيرة إلى أن الشركة لم تلتزم بالكامل بهذه البنود، ما دفع المنظمين الصينيين إلى فتح ملف القضية مجددًا.

أهداف سياسية في التوقيت

أشارت مصادر مطلعة إلى أن الهيئة الصينية خلصت إلى نتائجها قبل أسابيع من الإعلان الرسمي، لكنها اختارت هذا التوقيت لإصدار البيان بهدف تعزيز موقف بكين في المفاوضات التجارية مع الولايات المتحدة.

يعكس هذا التكتيك استخدام الصين لملفات الشركات الكبرى كورقة ضغط في الصراع التجاري والتكنولوجي المتصاعد مع واشنطن.

تفاصيل التحقيق

بدأت الهيئة الصينية التحقيق بعد أيام قليلة من إعلان الإدارة الأمريكية عن قيود جديدة على تصدير الرقائق المتقدمة ومعدات تصنيعها إلى الصين.

استغرقت التحقيقات عدة أشهر تضمنت مقابلات مع أطراف معنية وجمع آراء قانونية متخصصة. ويبدو أن السلطات الصينية سعت لبناء ملف قانوني متين يمكن أن يستخدم لاحقًا سواء بفرض غرامات مالية أو بإجبار الشركة على تغيير ممارساتها في السوق.

عقوبات محتملة

قد تواجه NVIDIA غرامات تتراوح بين 1 في المئة و10 في المئة من إجمالي مبيعاتها في العام الماضي. ولا يقتصر الأمر على الغرامات المالية فحسب، بل يحق للجهات التنظيمية إلزام الشركة بتعديل ممارساتها التجارية التي تعتبر مخالفة لقوانين مكافحة الاحتكار.

قد تعيد هذه الخطوة رسم ملامح علاقة NVIDIA بالسوق الصيني وتفرض عليها التزامات جديدة.

Nvidia في قلب التوتر التجاري

حققت NVIDIA في السنوات الأخيرة موقع الصدارة عالميًا في مجال رقائق الذكاء الاصطناعي، إذ أصبحت وحدات المعالجة الرسومية الخاصة بها أساسية في تطوير النماذج المتقدمة.

غير أن هذا النجاح جعلها عرضة للصراع بين الولايات المتحدة والصين، حيث فرضت واشنطن قيودًا متكررة على صادراتها من الرقائق المتطورة. ثم اضطرت NVIDIA إلى بيع نسخ مخففة من وحداتها الرسومية داخل الصين، ما أدى إلى ظهور سوق سوداء نشطة لتهريب المعالجات الأكثر تقدمًا إلى الداخل الصيني.

وفي وقت سابق من هذا العام، قامت إدارة ترامب بحظر مبيعات شريحة H20 التي صممتها الشركة خصيصًا لتلبية شروط القيود الأمريكية. لاحقًا توصلت NVIDIA إلى اتفاق يسمح باستئناف المبيعات مقابل حصول الحكومة الأمريكية على 15 في المئة من العائدات.

ضغوط إضافية من بكين

على الرغم من هذه التفاهمات مع واشنطن، لم يكن الوضع في الصين مستقرًا بالنسبة لـ NVIDIA. فقد حذرت السلطات الصينية شركات التكنولوجيا المحلية من شراء شريحة H20، ما زاد من حالة الغموض بشأن مستقبل أعمال الشركة داخل السوق الصيني.

وجعل هذا الضغط المزدوج من الجانبين NVIDIA في موقع صعب، حيث تحاول الحفاظ على مكانتها في سوق ضخم لكنه محفوف بالتحديات السياسية.

مواقف جنسن هوانج

لم يتردد الرئيس التنفيذي لشركة NVIDIA جنسن هوانج في التعبير عن استيائه من السياسات الأمريكية، واصفًا القيود بأنها فشل كبير ساهم في تسريع جهود الصين لتطوير بدائل محلية.

كما كثرت زيارات هوانج إلى الصين خلال السنوات الأخيرة في إشارة واضحة إلى أهمية السوق بالنسبة للشركة، لكن العقبات السياسية والتجارية ما زالت تهدد استراتيجيتها هناك.

الصين تتهم NVIDIA بانتهاك قوانين الاحتكار وسط تصاعد الحرب التجارية

مستقبل العلاقة بين الطرفين

تفتح هذه التطورات الباب أمام سيناريوهات متعددة. فقد تؤدي الضغوط الصينية إلى فرض عقوبات مباشرة على NVIDIA أو إلى تقييد عملياتها في السوق المحلي.

في المقابل، قد تستخدم واشنطن هذه القضية لتصعيد موقفها ضد الشركات الصينية، ما قد يعمق الانقسام في سوق الرقائق العالمي. ويظل السؤال الأهم هو ما إذا كان هذا الصراع سيدفع العالم إلى انقسام تكنولوجي طويل الأمد بين معسكرين متنافسين.

?xml>