ميتا تضع شروطًا جديدة تُنهي وجود ChatGPT وCopilot داخل واتساب

- واتساب يوقف دعم ChatGPT وCopilot وفق شروط جديدة لأعمال الشركات.
- ميتا تهدف إلى تركيز استخدام الذكاء الاصطناعي على روبوت Meta AI.
- المستخدمون قد ينتقلون للتطبيقات الأصلية لتلك الخدمات بعد الانسحاب.
- الاحتكار يقلل المنافسة ويحد من الابتكار داخل بيئة واتساب.
بدأت منصة واتساب خلال الأسابيع الأخيرة بفرض مسار جديد في طريقة تعاملها مع روبوتات الذكاء الاصطناعي. اعتمدت الشركة على تحديثات واسعة في شروط الخدمة الخاصة بواجهة واتساب الموجهة للأعمال، الأمر الذي أدى إلى بدء خروج روبوتات الذكاء الاصطناعي المنافسة، وعلى رأسها ChatGPT التابع لـ OpenAI وCopilot التابع لمايكروسوفت.
ظهرت هذه الخطوة كتحول استراتيجي موجه لإعادة ضبط طريقة استخدام واجهة الأعمال، مع تركيز أوضح على منع أي جهة تقنية منافسة من استخدام المنصة بوصفها قناة توزيع لمنتج يعتمد كليًا على الذكاء الاصطناعي.
موعد دخول الشروط الجديدة
أعلنت شركة OpenAI قبل أسابيع عن نيتها الانسحاب من واتساب نتيجة لهذه التغييرات، وجاء إعلان مايكروسوفت هذا الأسبوع ليؤكد الاتجاه نفسه. ودخلت هذه القرارات حيز التنفيذ وفق جدول زمني واضح، حيث أكد الطرفان استمرار وجود روبوتيهما داخل واتساب حتى الخامس عشر من يناير 2026، وهو الموعد الذي تُفعل فيه الشروط الجديدة.
أتاح فريق OpenAI للمستخدمين إمكانية ربط حساباتهم داخل واتساب بحساب ChatGPT الأصلي لنقل سجل المحادثات دون فقدان البيانات. لكن لم يتوافر الخيار نفسه لمستخدمي Copilot، الأمر الذي دفع المستخدمين إلى البحث عن بدائل قبل انقضاء الفترة المخصصة.
خلفية القرارات
أعلنت ميتا في أكتوبر عن تحديثات جوهرية في شروط الخدمة الخاصة بواجهة واتساب للأعمال. فقد وجهت الشركة هذه الشروط لمنع استخدام الواجهة بوصفها قناة توزيع لروبوتات الذكاء الاصطناعي التي تُقدم بوصفها منتجًا قائمًا بذاته.
حافظت الشركة في المقابل على إتاحة الواجهة أمام الشركات التي تستخدم روبوتات دعم العملاء أو أنظمة الردود الآلية المرتبطة بخدماتها التجارية. وبدا واضحًا أن القرار استهدف فئة محددة من الخدمات، تلك التي تعتمد على روبوت ذكاء اصطناعي كامل يشكل هو المنتج الأساسي، مثل ChatGPT وCopilot وروبوتات Perplexity وغيرها.
– المصدر: The Verge
رؤية ميتا للمنصة
أوضحت ميتا أن هدف واجهة الأعمال يتمثل في دعم الشركات التي تعتمد على واتساب لتقديم خدمة العملاء أو إرسال التحديثات المهمة للمستخدمين. وأشارت التصريحات الصادرة إلى أن المنصة تسعى إلى المحافظة على مساحة عمل موجهة للتجارب التجارية المرتبطة بالخدمات، وذلك لضمان عدم تحولها إلى قناة تستقبل منتجات ذكاء اصطناعي منافسة.
كما ظهر الدافع الاقتصادي بوضوح في هذه القرارات، حيث تعمل ميتا على توسيع نطاق استخدام روبوتها الخاص Meta AI، وتسعى إلى توفير بيئة خالية من المنافسة المباشرة داخل منصتها الأساسية.
تأثير الشروط في بقية الشركات
أدت القرارات الجديدة إلى خلق موجة من الترقب داخل قطاع الذكاء الاصطناعي، حيث يُتوقع أن تتبع شركات أخرى المسار نفسه وتُعلن مغادرتها للمنصة خلال الفترة المقبلة. وظهر اسم Perplexity بوصفه أحد المرشحين للانسحاب؛ إذ يعتمد على واجهة أعمال واتساب لتوفير تجربة بحث ذكية عبر الرسائل الفورية.
تجعل الشروط الجديدة عملية الاستمرار شبه مستحيلة أمام هذه الفئة من الشركات، الأمر الذي يعزز فكرة أن واتساب يتجه نحو احتكار مساحة الذكاء الاصطناعي داخل التطبيق بواسطة روبوت Meta AI فقط.
أثر القرار على المستخدمين
اعتاد جزء كبير من المستخدمين على استخدام ChatGPT أو Copilot مباشرة عبر واتساب، مستفيدين من سهولة الوصول ومرونة الدردشة.
لذلك أدى قرار الانسحاب إلى دفع المستخدمين نحو الاعتماد على التطبيقات الأصلية لهذه الخدمات أو التوجه نحو بدائل أخرى خارج واتساب. وقد استعاد بعض المستخدمين سجلات محادثاتهم عبر خيارات النقل التي وفرتها OpenAI، الأمر الذي خفف من عبء الانتقال النسبي.
اتجاهات ميتا المستقبلية
أنشأت هذه التطورات صورة أوضح عن استراتيجية ميتا داخل منظومة واتساب. وظهر تركيز الشركة موجهًا نحو دمج روبوت Meta AI داخل التطبيق بوصفه الذراع الذكية الأساسية.
تتوقع الشركة أن يُقدم روبوتها مستوى متقدمًا من الإجابات، إلى جانب قدرات بحث وتوليد محتوى ونصوص وصور، ما يعزز من التكامل بين خدمات الذكاء الاصطناعي والبنية الأساسية للتطبيق. كما يهدف هذا الاتجاه إلى تحويل واتساب من منصة تواصل فقط إلى منصة إنتاج وإدارة معلومات تعتمد على قدرات الذكاء الاصطناعي الداخلي.
الذكاء الاصطناعي عبر واتساب
أنشأت التغييرات بنية جديدة لسوق روبوتات الذكاء الاصطناعي داخل بيئة واتساب. فقد ظهرت المنصة خلال السنوات الماضية بوصفها إحدى القنوات الأسرع للوصول إلى المستخدمين، الأمر الذي جعلها خيارًا استراتيجيًا للشركات المنتجة للروبوتات الذكية.
تغير هذا المشهد بعد إعلان التحديثات، واتجهت ملامحه نحو شكل أكثر انغلاقًا يتيح مساحة لفئة محددة من الخدمات. كشفت هذه الخطوة عن رغبة ميتا في السيطرة على الحضور الرقمي للذكاء الاصطناعي داخل منظومة واتساب، مع تركيز على تقديم حلولها الداخلية بدلًا من تشغيل حلول الشركات المنافسة.
رأي شخصي: أرى أن تضييق المساحة أمام روبوتات الذكاء الاصطناعي المستقلة قد لا يحقق لروبوت Meta AI الزيادة المتوقعة في الجمهور؛ إذ قد يتجه المستخدمون إلى مغادرة واتساب بالكامل كلما شعروا بأن الخدمات التي اعتادوها خرجت منه قسرًا، الأمر الذي يقلل القدرة الفعلية لروبوت Meta AI على التوسع داخل بيئة واتساب. كما يكشف هذا المشهد عن حقيقة متكررة في عالم التقنية، وهي أن الاحتكار خيار يضعف المنافسة ويحد من الابتكار، ويخلق فجوة أوسع بين المستخدم والمنصة بدلًا من تعزيز الثقة واستمرار الاستخدام.
