يمكن للأم حين تعرف أن طفلها يعاني من قصر القامة الوراثي أن هناك أسباباً أخرى تؤدي لقصر قامة الطفل وبعضها يمكن علاجه ببعض النصائح والتوجيهات، ولذلك فقد التقت “سيدتي وطفلك” وفي حديث خاص بها باستشاري الغدد الصماء الدكتور نضال الزريعي، حيث أشار إلى خطوات ونصائح لكي تعرفي كيف توصلين طفلك للطول المناسب إذا كان يعاني من قصر القامة الوراثي وأسباب أخرى لقصر قامة طفلك يمكن التعرف إليها في الآتي:
3 أسباب لقصر القامة عند الطفل
1- قصر القامة الوراثي
لاحظي أن طول قامة الطفل يرتبط من الأساس بالعامل الوراثي، أي أن الطفل يرث طول قامته من والديه، وقد يكون طول الوالدين متوسطاً ولكنه قد يرث قصر القامة أو طولها من الأجداد، فليس من الضرورة أن يرث الطفل طول قامته من جيل الآباء، ولكن يجب أن تعرفي دور العامل الوراثي، حيث إن هناك بعض العائلات المصنفة بإصابتها بما يعرف بالقزمة أو التقزم وهذه الحالة ليس لها علاج وينصح للتقليل منها التباعد عند الزواج وعدم زواج الأقارب كأحد الحلول الفعالة لها.
2- قصر القامة المرضي
اعلمي أن طفلك قد يتعرض لما يعرف بقصر القامة المرضي بسبب إصابته بنقص هرمون النمو وهو عبارة عن هرمون ببتيدي يفرز في الغدة النخامية وهو مسؤول بشكل عام عن النمو في الجسم منذ ولادة الطفل، ويصل مستوى هرمون النمو إلى أعلى معدل له خلال فترة الطفولة ويرتبط بعدة جوانب من نمو الطفل ومنها طول الطفل، حيث يعمل على أن يصل إلى المعدل الطبيعي، وقد يقدم لبعض الأطفال عن طريق الحقن مع ملاحظة أنه لا يمكن أن يحصل الطفل على أي تحسن في طوله إذا ما تم حقنه بهرمون النمو بعد سن السادسة عشرة، خاصة بالنسبة للأولاد الذكور، وقد يحدث اضطراباً في معدل هرمون النمو عند الطفل بسبب حدوث اضطراب في آلية عمل الغدة النخامية المسؤولة الأولى عن إفرازه.
3- قصر القامة الناتج عن سوء التغذية
لاحظي أن سوء تغذية الطفل لا يترك اثراً على نشاطه ومناعته فقط ولكن يترك أثره على معدل نموه من حيث زيادة الوزن والطول، حيث إن نقص بعض العناصر الغذائية خصوصاً في طعام طفلك يؤدي إلى نقص طوله بصورة طردية، فمثلاً الطفل المصاب بنقص فيتامين د يتأثر نموه العام، خاصة أنه تصبح لديه أعراض تؤثر على شهيته ومنها إصابته بقلة النوم ولا يمكن أن نغفل دور النوم المتواصل في زيادة طول الطفل، حيث إن هرمون النمو تحديداً ينشط خلال نوم الطفل وخصوصاً في مكان مظلم، إضافة إلى أن نقص فيتامين ب بمشتقاته العديدة يؤثر كثيراً على نمو الطفل ويعود ذلك إلى نمط التغذية السيء المقدم للطفل والذي يعتمد على الحلويات والعصائر المصنعة والوجبات السريعة الخالية من الفيتامينات الطازجة، إضافة إلى أن نقص فيتامين سي والذي يتوافر في الحمضيات خصوصاً والخضار الملونة يؤدي إلى نقص مناعة الطفل مما يضعف مناعته ضد الأمراض، حيث إن كثرة إصابة الطفل بالأمراض خصوصاً المعدية يؤدي إلى تأخر نموه بشكل ملحوظ.
نصائح مهمة لتحسين قصر قامة طفلك الوراثي
الحرص على تقديم مكملات غذائية خاصة لزيادة طول طفلك
- اعلمي أن تقديم مكملات غذائية لطفلك لا يعني ألا تقدمي له بعض العناصر الغذائية من خلال الغذاء، فمثلاً يجب أن تقدمي لطفلك كبدة البقر مرة أسبوعياً على الأقل، حيث تحتوي تحديداً على نسبة جيدة من فيتامين د أكثرمن كبدة.
- الدجاج، كما يجب أن تقدمي له البقوليات لأنها غنية بفيتامين ب ومشتقاته إضافة لتقديم الفواكه الحمضية بشكل يومي على شكل قطع صغيرة أو عصائر طبيعية غير محلاة بالسكر الصناعي.
- قدمي لطفلك بعض المكملات الغذائية الخاصة بزيادة الطول، ويجب في هذه الحالة استشارة الطبيب لأنه قد يصف لك مكملاً غذائياً واحداً على شكل شراب أو كبسولات جلاتينية يمكن مضغها أو بلعها وحسب عمر الطفل، وهذا المكمل الغذائي يحتوي على العناصر التي ترتبط بطول قامة الطفل وهي عنصر الكالسيوم الذي يلعب دوراً كبيراً في صحة ونمو العظام، وكذلك الزنك وأيضاً فيتامين د والحمض الدهني أوميجا 3، بالإضفة إلى ما يعرف بـ” L_arginin” وهو مكمل غذائي مختص بتحفيز هرمون النمو وغالباً ما يتواجد مثل هذا المكمل الذي يحتوي على هذه العناصر الخمسة في الصيدليات، ولكن المهم تناوله تحت إشراف الطبيب لتحديد جرعته وتوقيت تناوله، حيث إن الإفراط في استهلاك مثل هذه الهناصر قد يكون ضاراً بصحة الطفل وخصوصاً صحة الكبد والكليتين.
اهتمي بأن يمارس طفلك رياضة السباحة لزيادة طوله
- اعلمي أن هناك بعض الرياضات التي تسهم بشكل كبير في زيادة طول قامة الأطفال الذين يعانون من قصر القامة الوراثي، ويقصد بزيادة طولهم ليس أن يصبحوا عمالقة فلا يمكن تجاوز دور العوامل الوراثية في هذه الصفة، ولكن يمكن أن يصل الطفل إلى طول مناسب، بحيث لا يصنف ضمن الأطفال القصيري القامة، ومن هذه الرياضات رياضة السباحة والتي يجب أن يمارسها منذ سن مبكرة.
- لاحظي أن رياضة السباحة خصوصاً أنها تعتمد على تمديد العضلات العلوية والسفلية للجسم، أي تمديد عضلات الذراعين والساقين فهي تسهم بدور كبير في تمديد العمود الفقري بفعل مقاومة الماء، وكذلك في تعزيز إفراز هرمون النمو عند الطفل إضافة إلى أن السباحة تسهم في تقوية عضلات ظهر الطفل وعضلات الجذع، مما يساعد على تصحيح هيئة الجسم وتحسين استقامة العمود الفقري خلال المشي، وهذا ما يساعد في أن يجعل الطفل يبدو أكثر طولاً.
قدمي لطفلك أصنافاً غذائية تساعد على زيادة هرمون النمو
- قدمي لطفلك وخلال وجبة الإفطار خصوصاً الفول المدمس، أي المسلوق جيداً والذي يهرس ثم يضاف إليه زيت الزيتون والطحينة، حيث يعمل الفول على تعزيز وظيفة بعض هرمونات الجسم مثل هرمون “الدوبامين”، ويمكنك أن تزيدي الحصة اليومية لطفلك أيضاً من اللحم البقري، حيث يحتوي الأحماض الأمينية التي تساعد على تحفيز إفراز هرمون النمو، كما يجب أن تقدمي له أصنافاً منوعة من الخضروات التي تحتوي في تركيبتها على مادة “الأرجنين” التي تحفز من إفراز هذا الهرمون عند الطفل، إضافة إلى تقديم الأسماك بأنواعها ثلاث مرات أسبوعياً، حيث تحتوي على “فيتامين د” والأحماض الدهنية “الأوميجا 3″، وهناك بعض أنواع الفواكه خصوصاً التي تحفز إفراز هرمون النمو عند طفلك ومنها البطيخ والأناناس والتوت.
- قدمي لطفلك مسحوق بذور الحلبة مطبوخاً أو على شكل حلوى أو شاياً مغلياً ومحلى بالعسل، حيث توصف بذور الحلبة ومنذ القدم لعلاج قصر قامة الأطفال غير المرتبط بأمراض أو تشوهات، إضافة لأنه يمكنك تقديم ووفق وصفة الطبيب عشبة الأشوجندا لعلاج قصر القامة المرتبط بنقص في هرمون النمو، كما يمكن استخدام خلاصة عشبة الأرجنين أيضاً.
قد يهمك أيضاً: متى يعتبر الطفل قصير القامة؟
*ملاحظة من “سيدتي”: قبل تقديم هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.
