منصة تقيس الأداء الرياضي للتلاميذ

أحدثت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة منصة رقمية لاكتشاف المواهب الرياضية في صفوف التلاميذ والتلميذات، بشكل مبكّر، تعتمد على اختبارات بدنية وقياسات أنثروبومترية، معمول بها عالميا، تُجرى بداية موسم دراسي، مُهيبة بأساتذة التربية البدنية القيام بتعبئة البيانات المتأتية من هذه الاختبارات، ضمن منظومة “مسار”، هذه السنة، على سبيل التجريب.
وكان عبد السلام ميلي، مدير مديرية الارتقاء بالرياضة المدرسية، تحدّث لهسبريس، بداية الموسم، عن إرساء مرتقب لهذه المنظومة الرقمية، موضحا أنها “ستسمح بالتقييم العلمي والعادل للطاقات الرياضية في مختلف جهات المملكة، والكشف المبكر عن القدرات الاستثنائية”.
ويأتي هذا المشروع موازاة مع استعداد الوزارة لإحداث مركز لتجميع التلاميذ المتميزين رياضيا على الصعيد الوطني، أكد المصدر ذاته، أمس الثلاثاء، للجريدة، أنه بُرمج ضمن الميزانية الفرعية للوزارة برسم 2026.
وأخبرت الوزارة مديرتي ومديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين والمديرين الإقليميين بـ”إحداث منصة رقمية ضمن منظومة “مسار” مخصصة لمسك هذه المعطيات رقميا؛ مما يمكن الأستاذات والأساتذة من الاطلاع عليها واستثمارها حسب الحاجة”.
وأضافت الوزارة الوصية على قطاع التربية الوطنية، في مذكرة وقّعها الحسين قضاض، الكاتب العام بالنيابة، أن هذه الخطوة تأتي “مواصلة للجهود المبذولة من أجل الارتقاء بالأداء التربوي والرياضي لأستاذات وأساتذة مادة التربية البدنية والرياضية، وعملا على استثمار المعطيات الخاصة بالاختبارات البدنية والقياسات الأنثروبومترية للتلميذات والتلاميذ”.
وفي شأن “مسك معطيات الاختبارات البدنية والقياسات الأنثروبومترية عبر منظومة “مسار”، أوضحت المذكرة أنه “تم إدراج مجموعة من الاختبارات البدنية والقياسات الأنثروبومترية بعد التنسيق بشأنها مع المفتشين الجهويين للتربية البدنية والرياضية؛ وذلك في إطار توحيد آليات المتابعة والمعالجة، وتعزيز التحول الرقمي كأحد آليات التفاعل والاستثمار الرقمي في مجال الرياضة المدرسية”.
وتطرّق قضاض، في هذا الصدد، إلى “الدور الحيوي للاختبارات البدنية في التعرف على مؤهلات التلميذات والتلاميذ وقدراتهم البدنية ورصد الحالات الصحية التي تستوجب عناية خاصة، وتجنب المخاطر الصحية أثناء الممارسة الرياضية، فضلا عن الكشف عن المواهب الرياضية داخل المؤسسات التعليمية”.
وفي هذا الإطار، طلب المسؤول المركزي ذاته من المسؤولين التربويين سالفي الذكر دعوة “أستاذات وأساتذة التربية البدنية والرياضية إلى تعبئة جميع البيانات المتعلقة بالتلميذات والتلاميذ ضمن منظومة مسار”، مع بداية كل موسم دراسي مع توخي الدقة والانتظام في هذه العملية”.
ووضح أن هدف هذه العملية يكمن في “بلورة وإثراء قاعدة بيانات موحدة (محلية وإقليمية وجهوية وطنية) تساهم في توجيه التلميذات والتلاميذ، وتحسين التخطيط للاكتشاف المبكر لمؤهلاتهم وقدراتهم البدنية وتجويد العمل التربوي، بالإضافة إلى تقاسم هذه المعطيات مع مختلف الفاعلين التربويين والرياضيين والباحثين”.
كما ينبغي، وفق قضاض، دعوة أستاذات وأساتذة التربية البدنية والرياضية، “خلال هذه السنة الدراسية، إلى القيام بهذه العملية، على سبيل التجريب، تحضيرا لتقاسم مخرجاتها وإثرائها في إطار لقاء وطني سيبرمج في شهر أبريل من سنة 2026”.
وختم الكاتب العام بالنيابة لوزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بمطالبة المسؤولين التربويين سالفي الذكر “نشر محتويات هذه المراسلة على كل من يهمهم الأمر”، ولا سيما مفتشات ومفتشي التربية البدنية والرياضية ومديرات ومديري المؤسسات التعليمية وأستاذات وأساتذة مادة التربية البدنية والرياضية، “مع السهر على تنظيم ورشات عمل للتقاسم بين المفتشات والمفتشين، بهدف تأطير الأستاذات والأساتذة وتوضيح كيفية تعبئة البيانات داخل المنصة المذكورة”.
