أخطاء شائعة يقع فيها الشباب عند دخول علاقة عاطفية

في الوقت الذي يبحث فيه الكثير من الشباب عن الحب والعاطفة، يجد كثيرون أنفسهم يكررون نمطاً من الأخطاء التي قد تؤدي إلى علاقات غير صحية، أو فشل عاطفي يصعب تجاوزه.
التعرف إلى هذه الأخطاء وفهمها قد يحمي الشباب من الوقوع فيها، لا سيما وأن هذه الأخطاء غالباً لا تكون نابعةً من نوايا سيئة، بل من الحماس المُفرط، وسوء الفهم حول طبيعة العلاقات العاطفية المتوازنة.
إعداد:إيمان محمد
أبرز الأخطاء العاطفية لدى الشباب
مرحلة الشباب معروفة بالتسرع وعدم الخبرة وهذا المزيج قد يتسبب في الوقوع في أخطاء نفسية وسلوكية تنتهي بفشل العلاقة مثل:
التسرع العاطفي
من أكثر الأخطاء شيوعاً بين الشباب، وفق ما ورد في موقع The Love Central، هو التسرع الشديد في التعلق بالشريك وإعطائه مكانةً كبيرةً في الحياة دون التعرف إليه بعمق. فقد يظن البعض أن الحب يجب أن يكون سريعاً ومشتعلاً منذ اللحظة الأولى، غير مدركين أن العلاقات تحتاج إلى وقت لبناء الثقة والتفاهم.
في تقرير نشره الموقع سالف الذكر، تحذر الدكتورة ميغان ستوبس، المتخصصة في العلاقات والسلوك، من الوقوع في ما يسمى “الاندفاع العاطفي”، حيث يتجاهل الشاب الإشارات المبكرة التي قد تدل على عدم التوافق، بسبب شعوره القوي بالانجذاب الأولي.
المثالية المُفرطة
يرتكب كثيرون خطأ بناء صورة مثالية عن الطرف الآخر، يتجاهلون خلالها عيوبه أو يفسرونها على أنها مؤقتة أو قابلة للتغيير. هذه النظرة الحالمة سرعان ما تتصادم مع الواقع، فتؤدي إلى خيبة أمل كبيرة، لا لشيء إلا لأن الطرف الآخر لم يكن يوماً نسخةً من خيالنا. ويوضح Psychology Today أن هذه “المثالية العاطفية” تمنع الشخص من رؤية الشريك بعيونه الحقيقية، ما يضع العلاقة على أرض غير واقعية منذ بدايتها.
إهمال الذات في سبيل العلاقة
واحدة من الأخطاء التي تكررت على لسان الخبراء هي أن بعض الشباب يفقدون توازنهم الشخصي بمجرد الدخول في علاقة. قد يهملون أصدقاءهم، هواياتهم، وحتى أولوياتهم المهنية أو الدراسية، ظناً منهم أن الشريك يجب أن يصبح محور الحياة. إلا أن أي علاقة لا تدعم النمو الشخصي لكل من الطرفين، هي علاقة غير صحية من الأساس، الحفاظ على الهوية الفردية ضرورة وليست رفاهية.
سوء إدارة الخلافات
يفترض بعض الشباب أن الحب الحقيقي يعني غياب الخلافات. ولكن الواقع، كما تشير الدكتورة ستوبس، هو أن الخلافات أمر طبيعي بين أي شخصين، بل إنها قد تكون صحية إذا أُديرت بشكل ناضج. يتجنب البعض المواجهة خوفاً من الانفصال، فيكبتون مشاعرهم ويؤجلون النقاش، ما يؤدي لاحقاً إلى تراكمات تنفجر بشكل مؤذٍ. الحل هنا هو تعلم مهارات التواصل والإنصات، لا سيما في لحظات التوتر.
الغيرة الزائدة وفقدان الثقة
تُعد الغيرة من أكثر العوامل المدمرة للعلاقات إذا لم تُضبط. بعض الشباب يدخلون العلاقة وهم يحملون مخاوف ناتجة عن تجارب سابقة، فيُسقطونها على شريكهم الجديد من دون مبرر. فإن الغيرة ليست دليل حب بالضرورة، بل قد تعكس مشكلات أعمق تتعلق بانعدام الأمان الشخصي أو تدني احترام الذات. الثقة تُبنى، ولا تُفرض، ويجب أن تكون قائمةً على التواصل لا على المراقبة والشك.

تجاهل العلامات الحمراء
إن تجاهل العلامات التحذيرية في بداية العلاقة، مثل الميل إلى السيطرة، الغموض في النوايا، أو عدم احترام الحدود، هي أسباب مباشرة لفشل العلاقة لاحقاً. كثيرون يتجاهلون هذه الإشارات، ظناً منهم أن الحب سيُغير الطرف الآخر، أو أنهم قادرون على التحمل. لكن الحقيقة، كما تقول الدكتورة ستوبس، إن هذه العلامات تكون غالباً إشارات مبكرة لعلاقات غير صحية قد تتطور لاحقاً إلى أنماط سامة يصعب التخلص منها.
التوقعات غير الواقعية
يرغب الشباب غالباً في قصة حب مثالية مثل ما يُعرض في الأفلام أو على وسائل التواصل الاجتماعي. فيتوقعون أن يكون الحبيب متفرغاً دائماً، معطاءً باستمرار، ومتفهماً في كل الظروف. هذه التوقعات غير الواقعية، كما تؤكد تجعل من العلاقة عبئاً نفسياً على الطرفين، وتحول التجربة العاطفية إلى معركة مستمرة من خيبات الأمل.
الاعتماد الزائد على الشريك
الاعتماد العاطفي الزائد على الحبيب، والرغبة المستمرة في التأكيد على الحب، أو طلب الطمأنة المتكررة، قد تشير إلى احتياج داخلي غير مشبع. هذا ما يجعلك تضغط على الطرف الآخر أو تُشعره بالمسؤولية عن سعادتك. ينصح الخبراء بالعمل على الاستقلال العاطفي والنضج النفسي قبل الدخول في علاقة، لأن الشريك لا يمكن أن يملأ كل فراغاتك.
الدخول في علاقة عاطفية قد يكون من أجمل تجارب الحياة، لكنه أيضاً اختبار لنضجنا النفسي وقدرتنا على التواصل والتوازن. لذا علينا أن نفرق بين الحماس الطبيعي والبصيرة الواعية.
اقرئي أيضاً تحديات العلاقات في عصر السوشيال ميديا: كيف تتعامل معها؟