أزمة منتصف العمر ومشكلات شائعة قد تؤدي للانفصال
• أزمة منتصف العمر تظهر مع التقدم بالسن
في البداية تقول د. منى الطويل، هناك شيء واحد ثابت في الحياة، هو التغيير. وهنا يبدأ التساؤل هل نتبنى التغيير أو نقاومه أو نتماهى معه، ومع التقدم بالسن تظهر واحدة من أكبر التغييرات التي يواجهها جميع البشر، وهي تلك التي تأتي مع الشيخوخة وفترة الانتقال التي يطلق عليها “أزمة منتصف العمر“، وهو نفس الوقت الذي تظهر فيه الكثير من الزيجات متوترة، لكن هذا لا يعني أن العلاقة بين الطرفين قد انتهت.
• علامات وأعراض أزمة منتصف العمر
تؤكد د. منى أنه يمكن أن تستمر أزمة منتصف العمر من عدة أشهر إلى 10 سنوات. وخلال هذا الوقت، يتأمل المرء في النصف الأول من حياته ويواجه التغيرات المرتبطة بالدخول في النصف الثاني من حياته، وبغض النظر عن كون الشخص في الفئة العمرية من 45 إلى 65 عامًا، إلا أن علامات وأعراض أزمة منتصف العمر تكون:
– اجترار الشعور بالندم على ما مضى من العمر والمواقف.
– أن يكون الشخص غير متأكد من الاتجاه الذي يتحرك فيه.
– الرغبة في إجراء تغييرات كبيرة في الحياة، ولكن لا يعرف من أين يبدأ.
– أن يجد صعوبة في التركيز.
– الشعور بتغير في الشهية وعادات النوم
– زيادة أعراض القلق و / أو الاكتئاب
– الهوس بالنضارة والإصلاحات السريعة (عمليات التجميل مثلًا) ليبدو الشخص أصغر سناً.
– اتخاذ قرارات متهورة أحيانًا.
– تعمد الانسحاب من الاجتماعات المعتادة مع الأصدقاء والرفاق من ذات السن.
– أزمة منتصف العمر مقابل انتقال منتصف العمر.
• أزمة منتصف العمر لا تشخص كمرض نفسي رسمي
تؤكد د. منى أنه على الرغم من عدم إدراج أزمة منتصف العمر كتشخيص رسمي في الدليل التشخيصي والإحصائي للأمراض النفسية، إلا أنها يمكن أن تكون مصحوبة بواحد أو أكثر من اضطرابات الصحة العقلية، ومما قد يزيد من تعقيد هذه الفترة الانتقالية أن أزمة منتصف العمر قد تكون حافلة بمزيد من الاضطرابات العاطفية وربما تشخيص رسمي للصحة العقلية. بينما يقول البعض أن أزمة منتصف العمر هي نفسها انتقال منتصف العمر، إلا أننا نجد أن هناك بعض اضطرابات الصحة العقلية التي قد تصاحب أزمة منتصف العمر ومنها ما يلي:
– اضطرابات الاكتئاب
– اضطرابات القلق
– زيادة ظهور أعراض اضطراب الشخصية
تقول تؤكد د. منى: عندما يكون شخص ما في خضم أزمة شخصية، فإنه يميل إلى تركيز المزيد من الطاقة على نفسه، مما قد يضر بزواجه. قد يشعر أحد الشركاء أن الطرف الآخر يتراجع أو ينسحب، أو قد يندفع للانخراط في علاقة أخرى، مما قد يؤدي إلى جدال محتدم بين الطرفين، أو حتى قد يؤدي إلى انفصال كبير في العلاقات سواء نفسيًا أو اجتماعيًا.
• أحداث الحياة التي تسبب أزمات منتصف العمر
يمكن أن تؤدي الأحداث أو التغييرات الهامة في الحياة إلى حدوث أزمة منتصف العمر. تشمل الموضوعات الشائعة التي قد تظهر بخصوص التحولات الرئيسية في الحياة التشكيك في هويتك، وإعادة تقييم قيمتك الذاتية، والرغبة في إعطاء الأولوية للاستمتاع بشروطك. تتضمن أمثلة أحداث الحياة التي قد تؤدي إلى حدوث أزمة منتصف العمر ما يلي:
– فقدان الوظيفة أو التقاعد.
– ولادة طفل.
– مرض كبير أو مشاكل صحية.
– وفاة أحد أفراد الأسرة أو الأصدقاء المقربين.
– الابتعاد نفسيًا عن الشريك بسبب تزايد أعباء العمل أو الالتزامات الأخرى.
– انخفاض في القدرات البدنية.
• كيف يمكن أن اتغلب على أزمة منتصف العمر
– في البداية اعلم أن هذا قد يكون تحولًا صعبًا بالنسبة لك.
– امنح نفسك الوقت لمعالجة أفكارك ومشاعرك بطريقة صحية من خلال طلب الدعم من متخصص.
– فكر في أسباب أزمة منتصف العمر على وجه التحديد (الشريك ، الوظيفة ، العلاقات ، الأسرة ، السفر ، الندم العام ، التفكير الشخصي في الخيارات ، مخاوف الوفيات العامة).
– اعلم أنك قد تقوم دون وعي بإسقاط أو تحويل ألمك الداخلي إلى شريك حياتك.
– إذا كنت تشعر بالأمان مع شريكك، فاسأله عما إذا كان يمكنك التحدث معه حول ما كنت تشعر به.
– ابحث عن طرق للتواصل مع زوجك أو زوجتك تجعلكما تشعران بالرضا.
• هل يمكن منع أزمة منتصف العمر في التسبب في الطلاق
تقول د. منى هناك طرق يمكنك من خلالها منع حدوث أزمة منتصف العمر من التسبب في الطلاق ، ولكن لا بد من الأخذ بالاعتبار أن الأمر يتطلب التزام كلا الشريكين لجعل العلاقة ناجحة وصحية. أفضل سيناريو ممكن هو أن كلا الشريكين ملتزمان ببعضهما البعض، ويدعمان التحولات الصعبة في الحياة، ومستعدان لطلب المساعدة الخارجية إذا تعذر حل المشكلات. ولا بد أن يضع أحد الشريكين في الاعتبار أن الطرف الآخر الذي يعاني من أزمة منتصف العمر قد يطلب الطلاق، ومن ثمّ فلا بد أن يتم التصرف بحكمة وروية وصبر حتى تمر الأزمة بهدوء بأقل قدر من المشاكل والخسائر.