أسباب الرغبة في الانعزال عن الناس

تمرّ علينا أيام نشعر فيها أننا نريد أن ننعزل عن الناس، ولكن في كثير من الأحيان، يمكن أن تصبح هذه المشاعر أكثر من مجرد مرحلة عابرة، تحدث العزلة عادة أثناء تعاملنا مع مشاعر مثل الحزن أو الاكتئاب أو القلق. ليس من السهل دائماً التعرف إلى متى نكون في عزلة، ولكن فهم سبب عزلنا لأنفسنا يمكن أن يساعدنا في اتخاذ الخطوة الأولى نحو التخلص من هذا الشعور، هناك أسباب مختلفة تجعلنا نعزل أنفسنا، بالنسبة للبعض، يكون نتيجة تجربة مؤلمة أو حالة صحية عقلية مثل القلق الاجتماعي أو اضطراب ما بعد الصدمة، قد يتعامل آخرون مع فقدان أحد أفراد أسرته أو العبء الهائل للتوتر، هذه المشاعر يمكن أن تجعل التفاعل مع الآخرين أمراً صعباً.
تأثير الانعزال عن الناس على الصحة النفسية
يمكن أن يؤثر الانعزال عن الناس بشكل كبير على صحتنا العقلية، يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالوحدة والحزن وحتى الاكتئاب، أظهرت الدراسات أن العزلة المطولة يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمشكلات الصحة العقلية مثل القلق والأفكار الانتحارية وفق موقع healingandwellnessforyou.
يمكن أن تؤثر العزلة عن الناس أيضاً على نومنا، مما يجعل من الصعب الشعور بالراحة، أو تدهور مزاجنا العام ومستويات التوتر، أو يجعلنا ننام كثيراً، بالإضافة إلى ذلك، قد نعاني من انخفاض احترام الذات والثقة عندما نفتقر إلى التفاعلات الاجتماعية والدعم من الآخرين.
يمكنك متابعة تأثير 8 ساعات من الوحدة على جسمك.. سيصدمك دون شك
يمكن أن يجعلنا امتلاك شبكة اجتماعية محدودة نشعر بالانفصال وأقل تحفيزاً للانخراط في سلوكيات صحية، مثل ممارسة الرياضة وطلب المساعدة الطبية عند الحاجة، يمكن أن يساعدنا التعرف إلى هذه التأثيرات في تحسين صحتنا العقلية من خلال إعادة الاتصال بشكل استباقي
العزلة عن الناس من وجهة نظر مختصة
إيمانويل عوض، أستاذة جامعية وخبيرة في علم النفس، تشرح لـ”سيدتي” حول أسباب العزلة عن الناس.
نبدأ بالقول إن العزلة ليست دائماً أمراً سلبياً، أحياناً يكون الإنسان بحاجة إلى أن ينعزل قليلاً، ربما لبضعة أيام، أو خلال فترة معينة، لكي يعيد ترتيب أفكاره وحياته، ويستوعب بعض الأحداث التي مرّ بها.
قد يكون قد مرّ بفترة من الضغط الشديد، وهناك أشخاص يحتاجون إلى بعض الابتعاد المؤقت حتى يتمكنوا من إعادة شحن طاقتهم واستعادة توازنهم الداخلي، هناك الكثير من الأشخاص، في شخصيتهم، ينتمون إلى مستوى الانطوائية، أي أنهم أكثر ميلاً إلى الانسحاب والهدوء مقارنة بغيرهم.
هؤلاء الأشخاص، قد نلاحظ ظاهرياً أنهم لا يحبون كثيراً التحدث مع الآخرين، أو أنهم ليسوا اجتماعيين بدرجة كبيرة، ولكن في الحقيقة هم لا يحتاجون إلى تواصل اجتماعي مكثف لكي يشعروا بالسعادة أو الاستمتاع.
ببساطة، طبيعتهم تجعلهم يبدون أكثر انعزالاً أو هدوءاً مقارنة بالآخرين، بالنسبة للأمور التي قد تكون مرضية، هناك الكثير من الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات نفسية سريرية، مثل الرهاب الاجتماعي.
فالأشخاص المصابون بالرهاب الاجتماعي يخافون كثيراً من التحدث مع الآخرين، ويخشون التواصل معهم، وينظرون إلى أنفسهم، وكأن الآخرين لا يرغبون في التحدث إليهم أو أنهم سيرفضونهم.
هؤلاء الأشخاص يشعرون بخوف شديد عندما يكونون في أماكن مزدحمة بالناس، ولذلك، ولكي يبتعدوا عن الإحساس بالقلق، يميلون إلى العزلة والانطواء.
هناك أشخاص آخرون يعانون من أعراض الاكتئاب السريري أي العزلة الاجتماعية.
كذلك، إذا كان الشخص لديه تاريخ مرضي مع الاكتئاب، أو تم تشخيصه بالاكتئاب، وبدأ بالانعزال اجتماعياً، يجب أن ننتبه إليه أكثر.
علينا أن ننتبه لهم بالتأكيد، وننصحهم بالذهاب إلى طبيب نفسي، وإذا كانوا يتناولون دواءً، قد يحتاجون إلى تعديل العلاج، أو أخذ نصيحة خبير مختص في هذا المجال.
هناك أشخاص، أحياناً، يتعرضون لصدمة نفسية في حياتهم، مثل الخيانة، أو فقدان الوظيفة.
بالتأكيد، يمكن أن تتسبب الصدمة لهم بالانعزال الاجتماعي، حيث يصبحون في حالة صدمة، ولا يعودون قادرين على استيعاب الأشياء بشكل طبيعي، ولا يتواصلون كثيراً مع الآخرين.
فنلاحظ أنهم انسحبوا وانعزلوا بسبب هذه الصدمة.
هناك أشخاص آخرون يعانون من أعراض الاكتئاب السريري هو العزلة الاجتماعية.
هناك نقطة مهمة جداً يجب أن نسلط الضوء عليها، وهي أنه بسبب وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح العديد من الأشخاص لا يتواصلون فعلاً مع الآخرين شخصياً.
نلاحظ أن شخصاً ما يظل طوال الوقت على هاتفه المحمول أو يقضي وقته في المنزل دون التفاعل المباشر مع الآخرين.
قد يهمك الاطلاع على الشخصية الاجتماعية مقابل الشخصية الانطوائية: تعرفوا لمميزات وعيوب كلتا الشخصيتين
وعلى الرغم من أن الظاهر قد يوحي بأن هؤلاء الأشخاص اجتماعيون، إلا أن الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي أو الهواتف الذكية يجعلهم ينفصلون عن التفاعل الاجتماعي الواقعي، مما يؤدي إلى قلة ظهورهم في المجتمع بشكل مباشر.