أفضل 5 قصص أطفال عن الشجاعة والإصرار
تساعد الشجاعة الأطفال على أن يصبحوا أقوى، سواءً جسدياً أو عقلياً، فالشجاعة تبني الثقة للتغلب على أحد تحديات الحياة العديدة أو إنجاز شيء قد يعتبرونه صعباً، إن التحلي بالشجاعة لمحاولة شيء صعب من شأنه أن يؤدي إلى مزيد من التعلم والنجاح في المدرسة، ومن أفضل الطرق لزرع الشجاعة والإصرار في نفوس الأطفال، هي قراءة القصص التي يتغلب فيها أبطالها على مخاوفهم، حيث إن التحدث مع طفلك عن المخاوف التي يمرون بها وطرق التغلب عليها قد يعطيه دافعاً لمواجهة مخاوفه، قصي عليه حكايات واقعية عن الأوقات التي مررت فيها بالخوف وشعرت فيها بأنك فعلت شيئاً جيداً وعظيماً على الرغم من صغر سنك، شاركه تجاربك السابقة مع التنمر مثلاً، وأنه ليس الوحيد الذي يواجه ذلك، دعيه يشعر أن الشجاع الذي بداخله موجود، تجمع لك “سيدتي وطفلك” خمس قصص عن الشجاعة والإصرار، يمكن تلقينها على مسامع طفلك، ليستفيد من مغزاها.
أشهر القصص التي تعلم الأطفال قيمة الشجاعة والإصرار
قصة هل سأكون الأسرع؟
في يوم من الأيام سار الفهد شينجا أسفل الأشجار الظليلة في الغابة، ناظراً إلى السماء، كان يسير بخيلاء، ويشعر بالفخر، في ذلك الصباح، قالت له أمه: نحن أسرع المخلوقات على ظهر الأرض، لا أحد من القطط البرية -من أسود ونمور- يمكنه مجاراتنا في سرعتنا، يمكننا هزيمتهم في أي سباق.
قال شينجا في نفسه: “هذا يعني أنني سآتي في المرتبة الأولى دوماً”، كان سعيداً بما سمعه في ذلك الصباح، انتفخ خداه زهواً، وسار مفاخراً بالثقة الجديدة التي اكتسبها، وبينما التفت متجهاً نحو البحيرة، خطرت له فكرة وقال في نفسه: “أريد أن أتأكد إذا كان بإمكاني أن أحتل المركز الأول بحق، سأدعو الحيوانات لسباق، سيكون الأمر ممتعاً حقاً”.
وعند البحيرة، تجاهل حيوانات الغابة الفهد شينجا، وطلبه، حيث جلس الشبل بادرو يلعق مخالبه كي ينظفها، وجلس النمر الصغير دنكا يرضع الحليب من أمه، وجلس كانو -صغير الجاكوار- ينهي ما بقي من غدائه.
فقال شينجا بصوت عالٍ محاولاً لفت انتباههم: “أنا أسرع حيوان بينكم جميعاً، أتريدون الدخول معي في سباق؟”.
فسخرت الحيوانات الثلاثة منه، لأنه أصغر منهم، وذكروه بهزيمته في المرة الأخيرة، حيث لم يتمكن حتى من تسلق شجرة.
فأثارت تعليقات الأشبال الثلاثة استياء شينجا، ولم يكن في نيته تحدي باقي أصدقائه، لكن أمه هي التي زرعت فيه فكرة أنه الأسرع هو ما جعله يستجمع شجاعته، لكنه بدأ يرتجف من رأي أصدقائه الثلاثة، لكنه قال في نفسه: “والدتي لا يمكن أن تخطئ أبداً كما أنها لا تكذب عليّ أبداً”، وهكذا استجمع شجاعته مرة أخرى وقال: “نعم، أنا أسرعكم جميعاً وبإمكاني أن أفوز عليكم”.
نهض صغار القطط البرية، استعداداً لخوض سباق مع شينجا، وانطلقوا مسرعين، صعدوا تلاً صغيراً، وكان خط النهاية يقع عند شجرة كبيرة أعلى التل.
انطلق شينجا كالرمح، كانت فقرات ظهره تنحني بمنتهى السهولة، فتميزت قفزاته بالطول، فكان بإمكانه القفز حتى سبعة أمتار، بينما قفز الآخرون نصف المسافة فقط، وكانت مخالبه الطويلة والمدببة تمسك الأرض بقوة، مثل أسنان أحذية العدائين، بينما لم يكن أحد يضاهي سرعة الفهد الصغير! كانت والدته محقة، حيث طار شينجا إلى التل، تاركاً البقية خلفه، وكان أول من وصل إلى شجرة النهاية وفاز بالسباق!
مغزى القصة
على الصغار، أن يثقوا بآبائهم، ويتقبلوا منهم زرع الشجاعة في نفوس الأطفال، فبالإصرار يمكن إثبات أن الشجاعة موجودة، فلا داعي للتردد.
أجمل قصص خرافية للأطفال من بين عمر 4 – 6 سنوات
قصة دب الشتاء
يحكى أن رجلاً فقيراً وزوجته وابنه الصغير ميشا، كانوا يعيشون في قرية صغيرة نائية، وكان بيت القروي يطل من جانبه الأمامي على جبل شاهق تكلل قمته الثلوج طوال أيام العام، ويطل من جانبه الخلفي على واد قريب يجري فيه جدول ماء صاف رقراق.
في حديقة البيت الخلفية المطلة على الجدول كان ميشا يلعب دائماً وحده، من دون مشاركة أولاد القرية الذين لم يكونوا يأتون ليلعبوا معه، ولا كانوا يرحبون به إذا هو ذهب ليلعب معهم، كان ميشا ولداً لطيفاً فطناً، لكنه كان أبكم، لا ينطق وتلك كانت العلة التي جعلت أولاد القرية يتجنبونه، ويظنون لأجلها أنه مختلف عنهم، بينما كان يراقبهم في فصل الشتاء يصنعون من الثلج رجالاً وأشكالاً، ويتقاذفون بكرات الثلج، فتمتلئ عيناه بالدموع.
في ليلة من ليالي الشتاء تساقط الثلج بكثافة وملأ الأرض كلها، فاجتمع أولاد القرية في صباح اليوم التالي يمرحون، واتفقوا على أن يصنعوا رجلاً من ثلج، أسرع الأولاد يأتون بالمجارف ويجمعون كومة هائلة من الثلج المرصوص ليصنعوا منها رجلهم، وبدأوا في صنع الرأس المدور والبطن الكبير واليدين والرجلين، ووضعوا فوق الرأس طاقية كبيرة، وجعلوا مكان العينين قطعتين من القماش الأسود ومكان الأنف جزرة طويلة، ومكان الفم عوداً محنياً، وجعلوا له شاربين من ورق الصنوبر، وركبوا فيه أزراراً، ولفوا حوله زناراً.
وعندما رآهم ميشا، أسرع هو إلى مجرفته وجمع كومة هائلة جداً من الثلج المرصوص، وظل يعمل بجد، حتى صنع دباً ثلجياً رائعاً، نظر إليه، وحاول أن يكلمه، ثم قال في نفسه: «إنه مثلي عاجز عن الكلام!» ثم خلع شاله ولفه حول عنق الدب.
في تلك الليلة ذهب ميشا مبكراً إلى فراشه، وأخذ ينظر من خلال شباكه المطل على الحديقة إلى دب الثلج، وتخيل نفسه وهو يحكي له أخباراً وحكايات، ثم غفا وهو يبتسم، لكن سرعان ما فتح عينيه عندما رأى وسمع دبه الثلجي منتصباً وراء الشباك يخبطه بيديه، وقد تدلى الشال من عنقه، وهو يصيح: «افتح الباب، يا ميشا! أتريدني أن أبقى هنا وحدي طوال الليل؟» فظن ميشا أنه يحلم، فشد على عينيه سعيداً بذلك الحلم، لا يريد أن يصحو منه، وأسرع إلى الشباك، وصاح: «أنا آت!» لكنه جمد في مكانه، لا يصدق أنه قادر على النطق، ثم فتح فمه وصاح ثانية: «أنا آت! أنا آت!» ثم قفز إلى الباب وفتحه، وجرى إلى الدب وأحاطه بذراعيه، وراح هو وإياه يدوران في الحديقة ويقفزان ويرقصان، رقصاً حتى وقع الدب أرضاً، وقال لاهثاً: «ما أصعب الرقص على من يزن نصف طن.»
وفي الصباح قفز ميشا من سريره، وأسرع إلى أمه وأبيه، فناداهما، وظن والداه، أول الأمر، أن في البيت شخصاً غريباً يخاطبهما، وعندما أدركا أن ابنهما قادر على الكلام أخذا يضمانه ويرقصان ويبكيان فرحاً، خرج ميشا إلى الحديقة فوجد صديقه الدب يجلس في ناحية ظليلة بعيداً عن شمس الصباح.
ذاع في القرية أن دب الثلج الذي صنعه ميشا تحول إلى دب حقيقي، وأن ميشا نفسه صار قادراً على الكلام، لم يصدق الأولاد، أول الأمر، ما سمعوا، وضحكوا كثيراً ساخرين، لكنهم فوجئوا بميشا يركب دبه ويخرج به ليلاً، كأنه فارس يركب فرساً أبيض، وتمنى كل واحد منهم أن يكون هو ذلك الفارس.
وفي اليوم التالي ضاع أحد الأطفال في سفح الجبل أثناء لعبهم بالثلج، فبحث عنه رجال القرية دون جدوى، وعزموا على أن يعودوا إلى القرية، على أن يستأنفوا البحث عن الفتى الضائع في الصباح، لكنهم كانوا يعلمون أن الفتى لن يكون حياً في الصباح.
فما كان من ميشا إلا أن لبس ثياباً ثقيلة، واتجه هو ودبه للبحث عن الفتى الضائع، وفجأة وجدوه ممدداً على الأرض وقد كادت تطمره الثلوج، خلع ميشا رداءه السميك ولف بها الفتى الغائب عن الوعي، وراح يفرك يديه ورجليه ووجهه، إلى أن عادت الدماء تجري في جسده، فاستقبله أهل القرية بالمصابيح والتهليل، وهم يشاهدون الدب الثلجي يحمل الولدين.
وفي صباح اليوم التالي، اتجه الأطفال إلى بيت ميشا ليلعبوا معه، لكنهم تذكروا كيف أنهم ظلوا لسنوات يتجنبونه فخجلوا وراحوا يمرحون مرحاً شديداً، مع ميشا والدب.
مغزى القصة
إن الشجاعة والإصرار، يجمعون الناس حولك، وقد أثبت ميشا شجاعته في القصة، بإنقاذه الطفل الضائع.
قصص قصيرة للأطفال تعلِّم القيم الأخلاقية في مختلف الأعمار
الأميرة الشجاعة
في سالف العصر والزمان، كانت هناك مملكة بعيدة، وكانت هناك أميرة اسمها ليلى، كانت ليلى شجاعة وذكية، وكانت تملك شعراً أسودَ طويلاً وعينين بنيتين جميلتين، في يوم من الأيام، تعرضت مملكتها للخطر عندما هاجمها التنين المحارب الشرير، وكان التنين ضخماً وقوياً وكلما قاومه أحد، أصبح أقوى.
لكن ليلى لم تكن خائفة، بل هي صاحبة الشجاعة الكبيرة، وقررت أن تخوض مغامرة لإنقاذ مملكتها وتهزم التنين المحارب، توجهت ليلى إلى جبال المغامرات ومرت بالأشجار العملاقة والأنهار المتلألئة.
في طريقها، واجهت ليلى الساحر الشرير زمزم، كان زمزم ذا لحية سوداء كثيفة وعيون حمراء مخيفة، قال زمزم بصوته الهامس الغادر “مرحباً أيتها الأميرة الجميلة، أنت تسعين للتصدي للتنين المحارب؟ لن أسمح لك بالوصول إليه!”.
لكن ليلى لم تيأس، قالت بشجاعة “أنا لن أتوقف، زمزم! سأستخدم شجاعتي وذكائي لهزيمة التنين وإنقاذ مملكتي”، استمرت ليلى في مغامرتها وواصلت السير.
وفي طريقها الأخير، اصطدمت ليلى بالدب الودود بشوش، كان بشوش لطيفاً جداً ولديه فرو بني فاتح وعيون براقة، قال بشوش بابتسامة “مرحباً أيتها الأميرة، هل تحتاجين إلى مساعدة؟ أنا هنا لأساعدك”.
أشكرك، بشوش!” أجابت ليلى بسعادة، “سأحتاج إلى مساعدتك لوجود التنين المحارب الذي يهدد مملكتي”.
معاً، استمروا في السير ووصلوا أخيراً إلى تجاهل التنين المحارب، كان التنين ضخماً وشرساً وكان يحاول التهامهم، ولكن ليلى لم تخف، استخدمت شجاعتها وذكاءها للصراع مع التنين.
وإذا بلمعان الشجاعة في عيون ليلى، تراجع التنين إلى الوراء، تمكنت ليلى من هزيمته وإرجاع السلام إلى مملكتها، هتف الناس باسمها وشكروها على شجاعتها وتضحيتها.
وعندما عادت ليلى إلى قصرها، ووجدت والديها ينتظرانها بفرح، قالت لهم بابتسامة “لقد تجاوزت مغامرتي، ونجحت في هزيمة التنين المحارب، الآن، سنعيش في سلام مرة أخرى”.
وهكذا، عاشت ليلى ومملكتها بسلام إلى الأبد، كانت هذه قصة عن الشجاعة والتضحية والصداقة، وكانت الأميرة ليلى بطلة الجميع.
مغزى القصة
تعلم القصة الأطفال، أنه بالإصرار والشجاعة يمكن التغلب على الصعاب، وأن هناك في الطريق الكثير من الأشخاص الذين يمكنهم مد العون إليك ومساعدتك.
قصة العلبة العجيبة
في قديم الزمان وفي بلد بعيد بين البلدان، كان جندي طيب عائداً إلى بلده، مشى يحمل صرته ويتقلد سيفه، فقد كان عائداً من الحرب، وفي الطريق التقى بعجوز ماكرة.
استوقفت العجوز الجندي وقالت له: “أيها الشاب، أتحب أن تكسب مالاً كثيراً؟” أجاب الجندي: “أحب ذلك كثيراً، لكن كيف يكون ذلك؟” أشارت العجوز إلى شجرة كبيرة، وقالت: “تحت تلك الشجرة مغارة، أريدك أن تنزل في تلك المغارة، سأربط حول جسدك حبلاً، وأرفعك حين تناديني، وتكون عندئذ قد صرت غنيا”.
سأل الجندي في حيرة: “لكن كيف؟” أجابت العجوز الماكرة قائلة: “ستجد في أسفل تلك المغارة ثلاث غرف، في الغرفة الأولى كلب شرس ذو عينين كبيرتين كفنجاني قهوة ستراه يجلس فوق صندوق من النقود النحاسية، لا تخف منه، مد أمامه متراً، ثم ارفعه وضعه فوق المتر، وخذ من النقود النحاسية ما تشاء”.
تابعت العجوز الماكرة كلامها فقالت: “في الغرفة الثانية صندوق من النقود الفضية، سترى فوق ذلك الصندوق كلباً شرساً آخر ذا عينين كبيرتين كطاحونتي هواء، لا تخف منه، ضعه فوق المئزر وخذ من النقود الفضية ما تشاء”.
ضحكت العجوز ضحكة خبيثة متقطعة، وقالت: “في الغرفة الثالثة صندوق من النقود الذهبية، سترى فوق ذلك الصندوق كلباً شرساً ضخماً ذا عينين كبيرتين كبرجين، لا تخف منه، ضعه فوق المئزر، فلا يؤذيك، وخذ من النقود الذهبية ما تشاء”.
سأل الجندي قائلاً: “وأنتِ، أيتها العجوز، ماذا تريدين من المغارة؟” أجابت العجوز بخبث: “لا أريد مالاً أبداً! ولا حتى قرشاً واحداً! لا أريد إلا علبة قداحة صغيرة قديمة تركتها لي جدتي هناك”، هتف الجندي بحماسة: “أبشري! سيكون لك ما تشائين!”.
شدت العجوز حول جسد الجندي حبلاً، ثم أعطته مئزرها وقالت له: “انزل، ولا تخف شيئاً”، كانت المغارة عميقة، لكن الجندي الشاب استطاع أخيراً الوصول إلى أسفلها، وهناك وجد أمامه ثلاثة أبواب.
فتح الجندي الباب الأول فرأى أمامه، مثلما قالت له العجوز، كلباً شرساً ذا عينين كبيرتين كفنجاني قهوة يجلس فوق صندوق قديم، قال الجندي الشجاع: “أنت حارس عظيم!” ثم مد مئزر العجوز وأجلس الكلب فوقه، جلس الكلب هادئاً، فالتفت الجندي إلى الصندوق وفتحه، فوجده مملوءاً بالنقود النحاسية، ملأ جيوبه بالنقود ثم أعاد الكلب إلى مكانه فوق الصندوق.
في الغرفة الثانية رأى كلباً شرساً آخر ذا عينين كبيرتين كطاحونتي هواء يجلس فوق صندوق قديم، مد الجندي مئزر العجوز، مثلما فعل من قبل، وأجلس الكلب فوقه، ثم فتح الصندوق فوجده مملوءاً بالنقود الفضية، فأفرغ جيوبه من النقود النحاسية وملأها بالنقود الفضية، ثم أعاد الكلب إلى مكانه فوق الصندوق.
وفي الغرفة الثالثة رأى كلباً آخر ذا عينين كبيرتين كبرجين يجلس فوق صندوق ضخم، وكان أشرس من الكلبين السابقين وأشد هولاً، استجمع الجندي شجاعته وشد الكلب وأجلسه فوق مئزر العجوز، ثم نظر في الصندوق.
شهق الجندي عندما رأى الصندوق مملوءاً بالنقود الذهبية، أسرع يفرغ جيوبه من النقود الفضية ويملؤها بالنقود الذهبية، ثم ملأ بالذهب صرته أيضاً، وحتى طاقيته! ثم أعاد الكلب إلى مكانه فوق الصندوق.
لم ينس الجندي علبة القداحة الصغيرة القديمة التي طلبتها العجوز، بحث عنها حتى وجدها، ثم نادى العجوز قائلاً: “ارفعيني!!” ولكن العجوز الماكرة قالت: “أربط علبتي الصغيرة بالحبل فأرفعها، ثم أدلي الحبل وأرفعك أنت أيضاً”. أدرك الجندي أن العجوز الماكرة الخبيثة أرادت أن تحصل على علبتها ثم تتركه هو في المغارة، فأصر على أن ترفعه هو والعلبة معاً، وهكذا كان.
زعقت العجوز الماكرة قائلة: “أين علبتي الصغيرة؟ هاتها!!” هز الجندي رأسه وقال: “قولي لي، أولاً، لماذا تريدين هذه العلبة، ولماذا كنتِ تريدين أن تتركيني في المغارة؟” عرفت العجوز الماكرة أن الجندي اكتشف حيلتها، فرفعت يديها تريد أن تضره بقوتها السحرية، لكن الجندي الشجاع كان أسرع منها فضربها بسيفه.
وصل الجندي إلى مدينة جميلة كان قد أصبح غنياً، فنزل في أحسن فندق، وصار يشتري أحلى الثياب ويطلب أشهى المأكولات، وكثر حوله الأصدقاء والمعجبون، كان يقيم الحفلات لأصدقائه والمعجبين به، ويقدم لهم الهدايا، كما كان يساعد الفقراء والمحتاجين، ولا يرد أحداً.
حدثه أصدقاؤه عن أميرة فاتنة، فقال: هل أقدر أن أراها؟ هز أصدقاؤه رؤوسهم مشككين وقالوا: لا يقدر أحد أن يراها، فقد قيل للملك إن ابنته ستتزوج جندياً من عامة الشعب، فحجزها في قلعة عظيمة لا تخرج منها أبداً ولا ترى أحداً.
قال الجندي في نفسه: أتمنى أن أراها، ولعلي أحقق يوماً هذه الأمنية، كثيراً ما كان بعد ذلك اليوم يفكر بالأميرة، لكنه لم يعرف طريقة يصل بها إليها.
مرت الأيام، وكان الجندي سعيداً يصرف مالاً كثيراً، ومن حوله الكثير من الأصدقاء، لكن ماله نفد أخيراً، فترك الفندق الفخم ليعيش في غرفة فقيرة حقيرة، ولم يزره في تلك الغرفة أحد من أصدقائه، وفي ليلة باردة حالكة الظلام لم يجد الجندي عنده حتى شمعة يضيء بها غرفته، فتذكر علبة القداحة التي أخرجها من المغارة، وأراد أن يشعل بها ناراً.
أخرج العلبة، وضرب حجر القداحة ضربة واحدة، ما إن فعل ذلك حتى انفتح باب غرفته، ودخل منه كلب شرس، كان هو نفسه حارس صندوق النقود النحاسية في مغارة الشجرة.
قال الكلب: “لبيك، عبدك بين يديك!” شهق الجندي، ثم قال: “جئتني بشيء من المال!”.
اختفى الكلب في لحظة، ثم عاد يحمل في فمه كيساً من النقود النحاسية، سرعان ما اكتشف الجندي سر العلبة الصغيرة! إذا قدح العلبة مرة جاءه حارس صندوق النقود النحاسية؛ وإذا قدحها مرتين جاءه حارس صندوق النقود الفضية؛ وإذا قدحها ثلاث مرات جاءه حارس صندوق النقود الذهبية.
والكلاب الثلاثة تأتمر بأمره وتستجيب لطلباته، صاح الجندي: “أريد أن أكون غنياً!” حملت الكلاب إليه الأموال، فعاد إلى فندقه الفخم، وعاد يشتري أحلى الملابس، ويطلب أشهى المأكولات، ويقيم الحفلات للأصدقاء ويساعد الفقراء.
في إحدى الليالي، جلس الجندي يفكر في الأميرة الجميلة التي تعيش في قلعة كبيرة، لا ترى أحداً ولا أحد يراها، قال في نفسه: “ليتني أراها!” ثم التقط العلبة الصغيرة وقدح قدحة واحدة، فجاءه الكلب الأول، قال الجندي: “أعرف أن الوقت ليل، لكن أريد أن أرى الأميرة، ولو للحظة واحدة”. اختفى الكلب في لحظة، وسرعان ما عاد يحمل الأميرة على ظهرها، وكانت نائمة.
أحب الجندي الأميرة الفاتنة، فانحنى عليها وقبلها، ثم أمر الكلب أن يعيدها إلى قلعتها، في صباح اليوم التالي، روت الأميرة للملك والملكة حلماً غريباً، قالت: “حلمت أن كلباً خطفني، وأن جندياً قبلي!” خافت الملكة وقالت: “هذا حلم غريب!!” وخشيت أن يكون ما رأته الأميرة حقيقة وليس حلماً، فأمرت إحدى الوصيفات أن تسهر في غرفة الأميرة طوال الليل.
في الليلة التالية أيضاً أرسل الجندي الكلب ليأتيه بالأميرة، رأت الوصيفة الكلب يحمل الأميرة فتبعته، ورأته يدخل الفندق، فأمسكت طبشورة ورسمت على بابه علامة كبيرة، لكن الكلب الذكي رأى العلامة، فأمسك طبشوره ورسم علامات مماثلة على أبواب المدينة كلها، فلم يعرف حراس الملك أين يبحثون عن خاطف الأميرة.
كانت الملكة أيضاً ذكية، في الليلة التالية ألصقت بثوب ابنتها كيساً حريرياً، ملأت الكيس بالدقيق وجعلت فيه ثقباً صغيراً، سرعان ما جاء الكلب وحمل الأميرة، تسرب الدقيق من ثقب الكيس وترك فوق الطريق أثراً خفيفاً لم يره حتى الكلب نفسه.
في الصباح، وصل حرس الملك وأمسكوا الجندي ووضعوه في السجن، وقال له السجان: “غداً تموت!”. جلس الجندي في زنزانته حزيناً، وظل طوال الليل يفكر في طريقة للهرب، لكن كيف يهرب؟ فالقداحة في الفندق، ومن غيرها لا يستطيع أن يطلب الكلاب، ولم يكن في جيبه إلا بضع قطع من النقود الفضية.
في الصباح، وقف وراء قضبان نافذة السجن حزيناً، وبينما هو على هذه الحال مر من أمام النافذة صبي إسكافي، ناداه الجندي وقال له، وهو يمد يده بالنقود: “جئني بعلبة القداحة من الفندق فأعطيك هذه النقود الفضية”، لم يكن صبي الإسكافي قد رأى من قبل مثل ذاك المبلغ الكبير من المال، فذهب إلى الفندق ركضاً، وعاد ركضاً يحمل معه علبة القداحة الثمينة.
ما كاد الجندي يتسلم العلبة حتى دخل السجان ليأخذه إلى ساحة الإعدام، وكان الناس قد احتشدوا في الساحة، وكذلك كان هناك الملك والملكة، ضرب الجندي علبة القداحة مرة، ومرتين، وثلاث مرات، وفي الحال جاءته الكلاب الثلاثة، فصاح: “خلصوني!”.
خاف الحرس من تلك الكلاب الشرسة المرعبة وفروا، وعجب الملك والملكة من قوة ذلك الجندي، وقالا له: “أنت حقاً جدير بابنتنا الأميرة”، وأقبل الناس يصفقون ويهتمون باسم الجندي وقالوا: “تزوج أميرتنا، لتكون ملكاً علينا!”، تزوج الجندي الأميرة الجميلة في احتفال عظيم، وعاش الزوجان في قصر قريب من قلعة الملك، عيشة سعيدة راضية، وبعد سنين توفي الملك فنودي بالجندي ملكاً بعده، وكان ملكاً عادلاً أحب الشعب، وظل طوال حياته كريماً يحب الأصدقاء ويساعد الفقراء.
قصص قصيرة للأطفال تمزج بين الخيال والمعرفة.. من عمر 4-7سنوات
مغزى القصة
تلفت القصة الأطفال إلى شجاعة الجندي، منذ اللحظة الأولى التي قابل بها الساحرة، وتغلب عليها بإصراره وشجاعته، حتى وصل لمراده.
قصة الفتى الشجاع
القصة تدور حول الفتى الصغير يدعي فارس الشجاع الذي يعيش مع والده نادر شجاع، كانت حياتهما بسيطة تميل إلى التقشف حيث توفيت والدة فارس (مرام) عندما كان رضيعاً ولم يرها في حياته والد فارس كان يمارس الملاكمة حيث كان بطلاً لوزن الريشة فيما مضى ولكن تقدمت به السن واعتزل الملاكمة لمدة خمس سنوات.
وبعد غيابه الطويل عن ساحة الملاكمة يقرر نادر شجاع العودة لينافس خصماً قوياً جداً في 17 من عمره واسمه باسم النمر.
دارت المباراة بين والد فارس ضد خصمه ورغم إصرار نادر شجاع بالفوز إلا أنه هزم ونقل إلى المستشفى للعلاج، وكان الأب قد وعد فارس بأن يذهب به إلى مدينة الملاهي بعد انتهاء المباراة فاصطحبه إلى المدينة لكن كانت حالته يرثى لها وما هي إلى فترة حتى مات الأب في مدينة الملاهي وهو جالس بجانب ابنه، هذا الموقف ولّد في نفس فارس عزماً وإصراراً على هزيمة باسم النمر وأن يصبح بطل العالم في الملاكمة.
بعدها انتقل فارس للعيش مع جديه لأمه اللذين كانا من أسرة ذات اسم وثروة ولكنهما لم يكونا يحبان والد فارس لأنه تزوج ابنتهما رغماً عنهما فهما لا يريانه رجلاً مناسباً لها فحاولا تغيير اسم فارس كي يحمل لقب عائلة والدته، ولكنه أصر على الاحتفاظ بلقب والده،
ومع أنهما وفرا لفارس كل سبل العيش الكريم إلا أنه بقي مصراً على تحقيق حلم والده، يعيش فارس في كنف جديه معظم حياته حيث يدخل المدرسة الابتدائية وهناك يلتقي بالآنسة حنان التي قال عنها والده يوماً ما عندما شاهدها مصادفة إنها تشبه والدته.
وبعدها بقي فارس متعلقاً بتلك الصورة التي رأي فيها والدته، يتخرج فارس في المدرسة الابتدائية ليلتحق بالمدرسة الإعدادية وهنا رأي فارس حلمه يقترب شيئاً فشيئاً ويمر بأحداث وقصص ويلتقي بأشخاص مختلفين، فيلتقى نور الفتاة الرقيقة والتي تعلقت به فور رؤيتها له ولكنه لم يكن متجاوباً لأنه يفكر فقط في الملاكمة ويدرك أنه سيسافر ويترك المدينة ومن فيها، ولا يريد أن يثني من عزمة شيءٌ، يصل ذلك اليوم الذي أنهى فيه دراسته الإعدادية وقرر السفر إلى العاصمة طوكيو لكي يحترف الملاكمة وينافس باسم النمر.
مغزى القصة
تشرح القصة معنى الإصرار بكل تفاصيلها، حيث تشرح للأطفال، أن من يخطط لدربه ولا يتراجع عنه، لا بد أن يفوز.
قصص أطفال مكتوبة هادفة قصيرة
فوائد تعليم الأطفال الشجاعة والإصرار من خلال القصص
- تساعد الشجاعة الطفل على البقاء في وضعٍ مستقر تحت كافة الظروف الّتي قد تطرأ، كما أنّها تساعده على تخطّي العقبات والتعامل معها بالطريقة الصحيحة، إلّا أنّه يجب التنويه إلى أهمية عدم تجاوز الحدود أثناء التعامل مع هذه العقبات.
- كما أن التحلي بالمزيد من الشجاعة قد يساعد الطفل على الاستجابة بشكل مناسب للمخاطر، وهذا يتطلب التفكير في الأمور وفحص المخاطر والمكافآت والتصرف على الرغم من الخوف الذي يتسلل حتماً. ومن بين الفوائد الأخرى للشجاعة ما يلي: تسمح للطفل برؤية العالم من منظور مختلف.
- الشجاعة ضرورية للنمو الطفل الشخصي، فهي تدفعه إلى متابعة أهدافه من خلال المخاطرة والخروج من مناطق الراحة الخاصة به، ويساهم الشعور الناتج عن ذلك بالإنجاز والفخر في تعزيز صحته العامة.
- للشجاعة فائدة مهمة، فهي من أسباب السعادة، لأنها تبعث الاطمئنان في قلب الطفل، والاطمئنان هو الطريق الأكيد لتحقيق السعادة.
- تساعد الشجاعة الطفل على فهم أنّ الرفض مطلوب لتحقيق النجاح، فمن المهم عدم الاهتمام لآراء الآخرين والتركيز باستمرار على الأهداف والطموحات، والعمل من أجل تحقيقها.
- الشجاعة تخفف من الندم على الأمور، فلا يمكن للطفل الندم على فرصة لم يجرّبها، فالتفكير المستمر في الفرص الّتي تمت إضاعتها بسبب الخوف يعدّ أكثر سوءًا من التجارب الّتي لم تجري بشكلٍ جيد
- الأطفال الشجعان يملكون قصصًا ملهمة تشجع الآخرين على تحقيق أهدافهم وتجاوز التحديات.
نصائح للآباء حول كيفية سرد قصص الشجاعة والإصرار للأطفال
هناك الكثير من الأمور التي يمكنك القيام بها من أجل تخليص طفلك من مشاعر الخوف والقلق، عن طريق قراءة القصص وهي كالآتي:
كوني مظلة الأمان الخاصة بالطفل
قد يكون طفلك شجاع ولكنه لا يستطيع التعبير عن شجاعته بسبب خجله الشديد، حاول عزيزي القارئ أن تكون مظلة الأمان التي تحتضن الطفل في كل موقف؛ وعندما يشعر الطفل بهذا الإحساس سيختفي خجله ويبدأ بإظهار شجاعته في شتى المواقف، لأنه يعلم مسبقاً أنك ستكون بجانبه بشكل دائم.
مدّي طفلك بالطمأنينة قبل النوم من خلال القصص
معظم مشاعر الخوف والتوتر التي يشعر بها الطفل تكون في الفترة التي تسبق النوم، وعندما ينام الطفل تترسخ هذه المشاعر في عقله الباطني وتنعكس لاحقاً في تصرفاته بدون أن يشعر بذلك. لذلك عندما يقول لك طفلك أنه خائف مما يوجد تحت السرير أو أنه خائف لأنه يسمع أصوات بالخزانة، لا تسخر منه بل أمسك بيده وابحثوا في أرجاء الغرفة معاً ليشعر بالأمان.
استعيني ببطولات الشخصيات القصصية
من هي شخصية طفلك الكرتونية المفضلة؟ هل هو سوبر مان، أم الرجل الوطواط، أم غيرها؟ أياً كان خيار طفلك، فستتمكن دائماً من تمثيل أن طفلك هو البطل الخارق وأنك مساعده الأمين؛ وبهذه الطريقة نفذا جميع مهامكما اليومية معاً. وبعد ذلك سيتذكر طفلك أنه البطل الخارق الذي لا يخشى شيئاً كلما واجهه الخوف.
علمي طفلك الانضباط أولاً
من الضروري أن نعلم أبناءنا أهمية الانضباط، لأن الانضباط هو مفتاح التخلص من الخوف والقلق والتوتر. علم طفلك كيفية الالتزام بالمواعيد وطريقة تنفيذ المهمات الموكلة إليه بدقة. أنت تضمنين بهذه الطريقة تربية رجل صغير لا يخشى العقبات، وابدئي بتحديد وقت القصة نفسها.