مقالات

أمراض صيفية تهدد طفلكِ أبرزها ضربات الشمس والجفاف: فكيف تحمينه منها؟

الكبار إن واجهتهم حرارة الصيف، بحثوا عن وسائل التكييف أو المياه الباردة للتخفيف، لكن الأطفال من 0 وحتى 5 سنوات يظلون الفئة الأكثر تعرُّضاً لمخاطر الصيف، من حرارة مرتفعة، تعرُّق شديد، وفقدان السوائل. وكلها قد تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة مثل: الجفاف، أو حتى ضربة الشمس التي قد تهدد الحياة إذا لم يتم التعامل معها بسرعة.
ومع تزايُد الموجات الحارة في هذه الأيام والأشهر القادمة، يؤكد الدكتور إبراهيم المنشاوي، أستاذ طب الأطفال، بأنه أصبح من الضروري التعرُّف إلى أبرز الأمراض الصيفية التي تهدد الأطفال، وطرق الوقاية منها.

لماذا الأطفال أكثر عُرضة للأمراض الصيفية؟

طفل يتعرض لأشعة شمس قوية

حرارة الصيف ليست مجرد انزعاج مؤقت، وصِغر حجم جسم الأطفال يجعلهم يفقدون السوائل أسرع من البالغين.
ضعف القدرة على التعبير، الطفل الصغير لا يستطيع أن يطلب الماء دائماً أو يعبّر عن شعوره بالعطش.
ارتفاع معدل الأيض، أجسامهم تعمل بشكل أسرع؛ مما يؤدي إلى فقدان السوائل بشكل أكبر.
حساسية الجلد، التعرُّض المباشر للشمس قد يسبب لهم التهابات جلدية أسرع.

أفضل وقت لاستحمام الرضيع: سؤال وجواب تعرّفي إلى التفاصيل

أمراض صيفية شائعة بين الأطفال

رضيع يشعر بالخمول والنعاس

الجفاف: أحد أكثر مشاكل الصيف شيوعاً؛ حيث يفقد الجسم سوائل وأملاحاً عن طريق العرق، وإذا لم يتم تعويضها بسرعة، قد تتطور الحالة إلى مضاعفات خطيرة.
الأعراض: جفاف الفم والشفتين، قلة التبوُّل أو البول داكن اللون، خمول ونعاس، بكاء من دون دموع عند الرُضّع.
ضربة الشمس: تحدث عندما ترتفع درجة حرارة جسم الطفل إلى أكثر من 40 درجة مئوية، نتيجة التعرُّض الطويل للشمس أو الطقس الحار.
الأعراض: ارتفاع شديد في الحرارة، صداع ودُوار، احمرار الوجه وجفاف الجلد، قيء أو فقدان الوعي في الحالات الشديدة.
التسمم الغذائي: الطعام الفاسد أو غير المحفوظ جيداً في درجات الحرارة العالية، قد يسبب نزلات معوية.
الأعراض: إسهال متكرر، قيء، مغص وآلام في البطن، ارتفاع درجة الحرارة أحياناً.
الطفح الجلدي الحراري: يحدث بسبب انسداد الغدد العرقية وارتفاع التعرُّق؛ فيظهر على شكل حبوب صغيرة حمراء تسبب حكة.
الالتهابات الفيروسية المعوية: تنتشر في الصيف بسبب المياه الملوّثة أو الأطعمة المكشوفة، وتؤدي إلى الإسهال والقيء.

طرق لوقاية طفلكِ من هذه الأمراض؟

طفلة تتناول البطيخ

الوقاية من الجفاف

إعطاء الطفل كميات كافية من الماء حتى ولو لم يطلب.
تقديم العصائر الطبيعية والفواكه الغنية بالماء مثل البطيخ والبرتقال.
تجنُّب المشروبات الغازية أو المحتوية على الكافيين؛ لأنها تَزيد من فقدان السوائل.

الوقاية من ضربة الشمس

تجنُّب الخروج في أوقات الذِروة (من 12 ظهراً حتى 4 عصراً).
ارتداء قبعة واسعة الحواف، وملابس قطنية خفيفة ذات ألوان فاتحة.
وضع كريم واقٍ من الشمس مناسب للأطفال على المناطق المكشوفة.
عدم ترك الطفل في السيارة أبداً حتى ولو لدقائق قليلة.

الوقاية من التسمم الغذائي

التأكُّد من نظافة الطعام وحفظه في الثلاجة.
غسل الخضروات والفواكه جيداً.
تجنُّب شراء الأطعمة المكشوفة من الشارع.
التأكُّد من تاريخ صلاحية الأطعمة المعلّبة.

الوقاية من الطفح الحراري

إبقاء الطفل في مكان جيّد التهوية.
تغيير الحفاضات والملابس المبللة بالعرق باستمرار.
استخدام بودرة أطفال طبية بشكل معتدل على مناطق التعرُّق.

خطة الإسعاف عند الاشتباه بضربة الشمس أو الجفاف:

كريم مرطّب لحرارة الجسم

إذا ظهرت أعراض الجفاف:
إعطاء محلول الجفاف الفموي (متوافر في الصيدليات).
تقديم الماء أو العصائر الطبيعية بكميات صغيرة متكررة.
التوجُّه للطبيب فوراً إذا كان الطفل رضيعاً أو حالته لا تتحسن.
إذا ظهرت أعراض ضربة الشمس:
نقل الطفل إلى مكان بارد فوراً.
خلع الملابس الزائدة ورشُّه بماء فاتر.
استخدام مروحة أو مكيّف لتبريد الجسم.
طلب الإسعاف إذا فقد الطفل وعيه أو ارتفعت حرارته بشكل خطير.

ماذا عن الأطفال الرُضّع؟

طفل يعاني من ارتفاع في درجة الحرارة

الرُضّع أكثرُ عُرضةً للجفاف؛ لأن أجسامهم تحتوي على نسبة ماء أكبر؛ فإذا كان الطفل يعتمد على الرضاعة الطبيعية فقط، يجب زيادة عدد الرضعات. لا تعطي الرضيع ماءً إلا إذا نصح الطبيب بذلك (غالباً بعد عمر 6 أشهر).

أهمية التوعية الأسرية

الأمراض الصيفية يمكن الوقاية منها بنسبة كبيرة إذا كان الأهل واعين للمخاطر. من المهم: تعليم الطفل شرب الماء بانتظام، شرح مخاطر اللعب تحت الشمس المباشرة لفترات طويلة، ومراقبة الطفل دائماً عند اللعب في الخارج.

قصص تحذّر الأهل:

أصيب طفل في السابعة من عمره بضربة شمس أثناء لعب كرة القدم في وقت الظهيرة، لم ينتبه أحدٌ لارتفاع حرارته إلا بعد أن فقد وعيه، لكن لحسن الحظ، تمكّن الأطباء من إنقاذه، لكنهم أكّدوا أن التأخير بضع دقائق، كان سيؤدي إلى مضاعفات خطيرة.
وفي حالة أخرى، نُقل رضيع يبلغ من العمر عشرة أشهر إلى المستشفى بسبب إسهال شديد وجفاف، بعد تناوُله طعاماً فاسداً، الطبيب أكّد أن إعطاءه محلول الجفاف منذ البداية، كان سيمنع تدهوُر حالته.

دَور المجتمع والمدارس في الوقاية:

  • تنظيم حملات توعية في الصيف عن مخاطر الجفاف وضربة الشمس.
  • توفير أماكن مظللة في المدارس وملاعب الأطفال.
  • مراقبة جودة الطعام والمياه في الحضانات والمدارس الصيفية.
  • بقليل من الحذر والوعي، يمكن تجنُّب الكثير من المعاناة. الأمراض الصيفية ليست قدَراً محتوماً.
  • تذكّري أن الأطفال لا يعبّرون عن احتياجاتهم مثل الكبار؛ لذلك أنتِ خط الدفاع الأول عنهم.
  • اجعلي الماء دائماً في متناولهم، واحرصي على اختيار أوقات اللعب بعيداً عن أشد ساعات الحَر.
  • كلّ خطوة وقائية تقومين بها اليوم، قد تحمي طفلكِ من خطر كبير غداً.

* ملاحظة من «سيدتي»: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليكِ استشارة طبيب متخصص.