الرئيس التنفيذي لـ “رادو” أدريان بوسهارد: نحن جزء لا يتجزأ من ثقافة المملكة العربية السعودية

في عالم الساعات الفاخرة هناك علامات تجارية حافظت على موقعها على مر السنوات رغم المنافسة، ومنها ساعات “رادو” السويسرية ذات الإرث العريق الممتد لأكثر من قرن من الزمن، من ورشة صغيرة في مدينة لينغناو، السويسرية إلى “سيدة المواد”، والعلامة الرائدة الحائزة على جوائز في التصميم والمتانة والابتكار الدائم.
زينت “رادو” المعاصم بمنتجاتها ذات المظهر الفاخر وتصاميمها المبتكرة، من دون أن تغفل عن أهمية متانة وصلابة وتميز المواد المستخدمة، واليوم وبعد تواجدها كإحدى أشهر العلامات الفاخرة للساعات في السعودية لما يزيد عن 60 عاماً، تتخذ الشركة خطوة فائقة الجدية، لتوطيد علاقتها أكثر بالمستهلك المحلي وترسيخ مكانتها ضمن السوق من خلال أول متجر مملوك لها في المملكة، بل وفي المنطقة ككل.
وللاحتفال بهذه الخطوة المهمة تواجد الرئيس التنفيذي للشركة أدريان بوسهارد في الرياض، ليشرف بنفسه على تحضيرات وحفل افتتاح الفرع الجديد والذي اختير له موقع الرياض بارك مول، أحد أهم وجهات التسوق في العاصمة الرياض.
“سيدتي” التقت الرئيس التنفيذي لـ “رادو” أدريان بوسهارد، وحاورته حول أهمية ترسيخ الشركة لتواجدها في المملكة ودوره البارز في قيادة التحول الكبير فيها، بما يملكه من مسيرة مهنية حافلة ومتنوعة ليس فقط في عالم الساعات الفاخرة وقيادة المنظمات، بل كسائق محترف سابق للدراجات النارية، ومحب للمنافسة والفوز.
حوار: عبير بو حمدان
تصوير: يزيد السمراني
إرث عريق ومسؤولية كبيرة..
سيد بوسهارد، نبارك لكم افتتاح الفرع الجديد في “الرياض بارك”، الذي يعد من أهم وجهات التسوق في الرياض، إلى أي مدى يمكن لهذا التوسع أن يخدم الرؤية المستقبلية والأداء التجاري ل “رادو”؟
نفتتح اليوم رسمياً أول متجر مملوك لعلامة “رادو”، أي أول متجر خاص، ليس فقط في المملكة العربية السعودية، بل في منطقة الشرق الأوسط بأكملها. وهذا يجسد التزامنا الراسخ تجاه المنطقة، لأننا نسعى إلى أن نكون قريبين من المستهلكين النهائيين. كعلامة “رادو”، يجمعنا مع المملكة العربية السعودية إرثٌ عريقٌ، حيث وجدنا في سجلاتنا التاريخية أن أول شحنة من ساعات رادو تم شحنها إلى المملكة في سبتمبر 1959، أي منذ أكثر من 66 عاماً.
هذا يعني أن لدينا مسؤوليةً كبيرةً، فلدينا إرثٌ عريقٌ، ورحلةٌ طويلةٌ هنا في المملكة العربية السعودية، ومن الطبيعي الآن أن نتخذ هذه الخطوة الأساسية، من خلال هذا المتجر الرائع، لإتاحة استكشاف التجربة الكاملة لعلامة “رادو” التجارية للمستهلكين النهائيين.

عدّد لنا بعض الميزات التنافسية التي ستتألق بها “رادو” ضمن هذا السوق المليء بالعلامات التجارية العريقة؟
بفضل تراثنا العريق، نتمتع بشهرة واسعة في المملكة العربية السعودية، وذلك نتيجة طول مدة تواجدنا هنا، ومن الواضح أن لدينا علاقة وطيدة مع عملائنا في المملكة، فهم يدركون تصميمنا الفريد للمنتجات، والميزة الكبيرة التي تتمتع بها علامتنا التجارية من حيث المواد.
نحن علامة تجارية معروفة بمنتجاتها المقاومة للخدش، وذلك بفضل استخدامنا لمواد السيراميك عالية التقنية، وهي مواد فاخرة وخفيفة الوزن ومقاومة للخدش بالكامل، وتوفر راحة فائقة عند الارتداء.
وبفضل هذه الميزة، والتصميم الفريد، والجمال الخالد بفضل قوة السيراميك عالي التقنية الفريد، نتمتع بمزايا منطقية وعاطفية كبيرة نتواصل عبرها مع عملائنا.
سوق محورية…

هل يضم المتجر الجديد أقساماً أو تصاميم تحاكي الثقافة المحلية؟
كما تعلمون، نحن في بداية أسبوعنا الأول هنا، كمتجر خاص بالشركة، والذي مثل مفاجأة كبيرة بحدّ ذاته، لكن في الواقع، وجود رادو ليس بالقليل في المملكة العربية السعودية.
بفضل تواجدها في المملكة لمدة 66 عاماً، يمكن القول إن رادو جزء لا يتجزأ من ثقافة المملكة العربية السعودية، نحن في الواقع قريبون جداً، وهناك الكثير من المفاجآت المستقبلية فيما يتعلق بعلاقتنا الوثيقة مع المملكة العربية السعودية.
تأتي زيارتكم في وقت تشهد فيه المملكة تحولات ضخمة على كافة الأصعدة، ما هي الجوانب التي تتطلعون لاستكشافها أو تحقيقها خلال تواجدكم هنا؟
أُتابع التطور الحاصل في المملكة العربية السعودية بسرور واعتزاز كبيرين. وأرى أن لديكم هنا العديد من الفعاليات، فعاليات ضخمة، مثل فعاليات التنس وسباقات الفورمولا 1، والفعاليات الصناعية، وكذلك فإن الانفتاح الكبير منح المملكة مزايا كبيرة في المجالات الثقافية والرياضية، وكذلك الاقتصادية.
ولذلك، نرى أن السعودية، على الرغم من أنها ليست أكبر دولة من حيث عدد السكان (36 مليون نسمة)، إلا أنها من حيث القوة الشرائية وسلوكيات الناس، في القمة، وهي دولة محورية في عالم صناعة الساعات، بحجمها الهائل وإمكانياتها الكبيرة للمستقبل، بفضل تطورها وتكيفها السياسي.
خبرة المستهلك السعودي..

هل لاحظتم تفضيلات معينة لدى المستهلك السعودي بما يخص التصاميم والوظائف الخاصة بالساعات؟ وكيف تواكبون هذه التفضيلات؟
يُعتبر العميل السعودي من عشاق الساعات، لكنه أيضاً خبيرٌ بها. ومنذ القدم، مع نشوء صناعة الساعات السويسرية، ومنذ أن تواجدت رادو هنا منذ أكثر من 60 عاماً، لاحظنا أن العميل السعودي يُفضل التصميم الفريد والمميز، أي الساعات التي تحمل هويةً واضحةً، وليست الساعات ذات التصميم التقليدي، وهذه نقطة بالغة الأهمية.
من ناحية أخرى، نرى أيضاً أن العميل السعودي يُعجب بالمنتجات التي تُقدم له قيمة عاطفية كبيرة، طويلة الأمد.
لذلك، فإن علامة تجارية للساعات المقاومة للخدش بالكامل والمصنوعة من السيراميك عالي التقنية، أو السيراموس، الذي هو معدن صلب جداً، تلبي جميعها حتماً رغبات وأحلام العميل السعودي عندما يخطط للاستثمار في شراء ساعة سويسرية. وهذا، بلا أدنى شك، هو السبب وراء ترسيخ علامتنا التجارية بقوة وقربها من قلوب السعوديين والمستهلكين.
.
كيف تعملون على جذب الجيل الجديد الذي تختلف خياراته ونظرته للساعات عن الأجيال السابقة؟
أعمل في صناعة الساعات منذ 29 عاماً، وأرى أن تغييراً كبيراً قد حدث، لا سيما في طريقة إيصال قيم منتجاتنا.
قبل 20 عاماً، كان لدينا الإعلانات واللوحات الإعلانية والمطبوعات والتلفزيون، واليوم لدينا العالم الرقمي بأكمله، والبث، وقنوات يوتيوب، ووسائل التواصل الاجتماعي، وجميع القنوات الرقمية.
وبالطبع، لجذب العملاء الشباب، نحرص على مواكبة مجال التسويق الرقمي وأنشطة وسائل التواصل الاجتماعي الرقمية.
أما فيما يتعلق بالمنتجات وأسلوبها، لا نرى أنه يوجد فرق كبير بين العملاء الشباب والعملاء الناضجين. يكمن الفرق بشكل أساسي في نوع المنتج الذي يبحث عنه العملاء، سواء كان منتجاً رياضياً أو كلاسيكياً أو منتجاً يناسب نمط الحياة. في كثير من الأحيان، نجد رجالاً ناضجين، مثلي أنا، يرتدون ساعات عصرية بتصميم خاص جداً ولون ديناميكي للغاية، وفي كثير من الأحيان، نجد عملاء شباباً يفضلون المنتجات الكلاسيكية.
لذا، يعتمد الأمر قليلاً على سلوك العميل، وليس فقط على عمره. لذلك، لا نصنف المنتجات حسب العمر، بل حسب أسلوب الحياة، والنمط الكلاسيكي، والنمط الرياضي، وبهذه الأنواع الثلاثة، يمكننا بالفعل تغطية أكبر شريحة ممكنة من العملاء هنا في المملكة العربية السعودية.
بصمات واضحة..

لديكم مسيرة مهنية مثيرة للاهتمام، متنوعة وغنية بالخبرات المختلفة، كيف وظفتم كل ذلك في تعزيز مكانة العلامة وتحقيقها لتطلعاتها؟
لقد تعلمتُ سابقاً، عندما كنتُ سائق دراجات نارية، أنني أقود الدراجة بمفردي، ولكن في النهاية لديّ فريق كامل حولي للعناية بالدراجة وتجهيز المحرك والإطارات وكل شيء، والأمر نفسه هنا، فأنا الآن وحدي أمامكم بصفتي الرئيس التنفيذي للعلامة التجارية، ولكن لديّ العديد من أعضاء الفريق كصانعي الساعات، والمهندسين، والمختصين بالجودة، وموظفي خدمة العملاء، وتكنولوجيا المعلومات، والتسويق، ومندوبي المبيعات، والأشخاص الذين يتعاملون مباشرةً مع عملائنا النهائيين.
هذا يعني أنه بدون هذه الفرق القوية وهذه الكفاءة العالية لهؤلاء الأشخاص، لا يمكن تحقيق أي شيء. لذلك، من المهم جداً اختيار الأشخاص ذوي السلوك والشغف المناسبين.
فعند اختيار الموظفين في المتاجر، يجب البحث عن أشخاص يتمتعون بشغف تجاه الصناعة، وشغف تجاه عالم الساعات، وارتباط بالعلامة التجارية، وحماس لنقل هذه الرسالة إلى المستهلكين.
وعند اختيار صانعي ساعات، يجب البحث عن أشخاص يتمتعون بمهارة صناعة الساعات، ويتمتعون بمهارة عالية في إجراء جميع التعديلات.
العنصر الأهم هو القدرة على تهيئة البيئة المناسبة. كان هذا هو الحال بالنسبة لي كسائق سباقات دراجات نارية، وهو الحال اليوم بالنسبة لي كالرئيس التنفيذي للعلامة التجارية، وهو ما يمكن اختصاره بوجود الأشخاص المناسبين في المكان المناسب، والكفاءة المناسبة، والشغف والمتعة المناسبين لما يفعلونه، وهو أمر بالغ الأهمية.
ما أهدافكم التي تسعون لتحقيقها في المنطقة خلال السنوات القادمة؟ وهل هناك خطط لافتتاح المزيد من المتاجر في مدن سعودية أخرى؟
فيما يتعلق بالمنتجات، لدينا رؤية واضحة للغاية لإبهار عملائنا بشكل دائم بتصاميم مُعدّلة وتقنيات جديدة ومتطورة. فرادو علامة تجارية رائدة، ونحن لا نتوقف أبداً، بل نستثمر دائماً في التطوير. لذلك، فاجأنا عملاءنا في السنوات الأخيرة بتطوير ساعة Rado DiaStar المصنوعة من السيراميك، والتي تُمثل ثورة كبيرة في عالم الساعات، و ساعة Captain Cook المصنوعة من السيراميك عالي التقنية، أو ساعة Rado Anatom الجديدة كلياً.
لدينا العديد من الابتكارات التي لا تزال قيد التنفيذ، من ناحية أخرى، فيما يتعلق بالمملكة العربية السعودية، سنعزز شبكة البيع بالتجزئة التابعة لنا.
اليوم، نفتتح رسمياً أول متجر في الرياض بارك، ولدينا خطة لافتتاح المزيد من المتاجر، ربما خلال العامين المقبلين، حوالي 5 أو 6 متاجر، في المملكة العربية السعودية، وهذا مهم حقاً لنتمكن من تعريف المزيد من العملاء السعوديين في المملكة على تميز منتجاتنا وبصمة علامتنا التجارية، هذه هي استراتيجيتنا وأهدافنا المستقبلية.
تعرفوا على تفاصيل افتتاح رادو لـ أول بوتيك مملوك لها في المملكة .. تصاميم خلابة تضيء في مول الرياض بارك