علاج لسرطان الدم في طريقه للقضاء على الورم النِّقوي المتعدد

د. آدم غونس ود. عبد الله الحسامي
علاج لسرطان الدم في طريقه للقضاء على الورم النِّقوي المتعدد
في حين يتساءل الكثيرون عن أعراض سرطان الدم المبكرة وأعراض سرطان الدم عند الأطفال وبقع حمراء سرطان الدم، يبحث عدد من المهتمين بالأمر عن علاجات فعالة لسرطان الدم. لكن قبل الخوض في الحديث عن علاجات سرطان الدم، لنعرف ما هو الورم النِّقوي المتعدد (الورم السرطاني في النخاع).
الورم النِّقوي المتعدد هو سرطان يتشكل في خلايا البلازما؛ وهي إحدى أنواع خلايا الدم البيضاء يتمثل دورها في مكافحة العدوى عن طريق صنع أجسام مضادة تحدد بدورها الجراثيم وتهاجمها. في الورم النقوي المتعدد، تتراكم الخلايا السرطانية في نخاع العظم، مُزاحِمةً خلايا الدم السليمة. يُعد سرطان الدم أحد أسرع السرطانات انتشارًا، حيث يتم الإبلاغ عن أكثر من 150 ألف حالة جديدة في أنحاء العالم كل عام. في الولايات المتحدة وحدها، يعيش حاليًا حوالي 70.000 شخص مع هذا المرض. إنه نوع مُميت من السرطان مع معدل بقاء مُحبط: حوالي نصف المرضى فقط في أمريكا يعيشون بعد 5 سنوات من التشخيص. قد لا تختلف هذه الإحصائيات بشكل كبير في الدول المتقدمة الأخرى.
العلاجات التقليدية للورم النِّقوي المتعدد
تقليديًا، يتم التعامل مع الورم النِّقوي المتعدد (سرطان الدم) بالعلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي، بالإضافة إلى الأدوية الأخرى. وللأسف تستهدف هذه العلاجات التقليدية أيضًا الخلايا الخالية من السرطان، وتعرض الجسم لدرجات عالية من السمية.
لكن هناك ما يدعو للتفاؤل من جديد بعد ظهور علاج جديد بالخلايا والجينات للورم النِّقوي المتعدد، جاءت نتائجه إيجابية 100% من حيث الاستجابة بين 35 مشاركًا في تجربته. بل وأظهر 33 من هؤلاء المرضى درجات متفاوتة من هدأة السرطان (غياب أو اختفاء الأعراض) في غضون شهرين من بدء العلاج. (أسفرت دراسة ثانية شملت قرابة 24 مريضًا عن نتائج مثيرة للإعجاب بنفس القدر حيث تلقى المشاركون جرعات أعلى من مستوى معين مما أظهر استجابة إيجابية).
تعتبر مثل هذه النتائج البارزة نادرة في التجارب السريرية لأي علاج للسرطان، وبالتأكيد لم يتم تسجيلها مطلقًا بالنسبة للورم النِّقوي المتعدد (سرطان الدم). يُسمي هذا العلاج التجريبي بعلاج CAR-T، حيث يتم تصفية دم المريض عن طريق إزالة الخلايا التائية، والتي تُعد في الأساس الخلايا القاتلة بالجهاز المناعي. ثم تتم إعادة هندسة هذه الخلايا التائية في المختبر لتحتوي جينًا محددًا يستهدف الخلايا السرطانية. ومن ثم يتم إعادة الخلايا التائية إلى جسم المريض عن طريق الحقن الوريدي.
تكمن روعة علاج CAR-T في أنه أحد تلك العلاجات النادرة التي يسميها الأطباء “عقار حي”، ما يعني أن التداوي به لمرة واحدة كافٍ. حيث تكتسب الخلايا التائية التي تم تسليحها بالجين المضاد للسرطان هذه الخاصية بشكل دائم، ولا حاجة لتكرار الإجراءات لإعادة تسليحها مرة أخرى.
CAR-T: علاج ثوري للسرطان
وصف الدكتور مايكل سابيل من جامعة ميتشيغان هذا العلاج وصفًا مُستحقًا بأنه “ثوري” و”مثال للطب الشخصي (المخصص لكل شخص على حدة)”. ومع ذلك، فإن فكرة العلوم المتطورة والطب الشخصي ليست جديدة. ركزت التطورات في مجال علم الأورام، وخاصة تلك التي تم تصنيفها على أنها “بديلة”، ركزت بشكل كبير على اتباع نهج مُشخصن لجميع علاجات السرطان. تستهدف علاجات السرطان المتكاملة المرض نفسه، مع دمج العلاجات التكميلية الشمولية التي تحافظ على قدرة الجسم على درء المرض بكفاءة.
تركز هذه العلاجات البديلة على قتل الخلايا السرطانية، وتقوية جهاز المناعة، وإعادة بناء الصحة، ودعم صحة الجسم. نقطة الاختلاف مع الطرق التقليدية لعلاج السرطان هي أن هذه العلاجات تستهدف الخلايا السرطانية فقط. استجاب المرضى بشكل جيد للطرق البديلة لعلاج السرطان، ويسعدون بخلوهم من الآثار الجانبية العدوانية للعلاجات التقليدية. يشهد المرضى المصابون بسرطان القولون والمستقيم والورم الليمفاوي والورم النِّقوي (النخاعي) المتعدد (سرطان الدم) وسرطان البروستاتا والعديد غيرهم على فعالية علاجات السرطان البديلة.
شارك هذا المقال