المتحف المصري الكبير.. رحلة بدأت من فكرة إلى صرح عالمي “فيديو”

في قلب الصحراء المصرية، وعلى مرمى البصر من أهرامات الجيزة، ينهض المتحف المصري الكبير كأحدث تجليات الحوار بين الماضي والحاضر. بعد أكثر من عقدين من التخطيط والبناء، تستعد القاهرة لافتتاح ما يُعد أضخم متحف أثري في العالم. فمن فكرة وُلدت في تسعينيات القرن الماضي إلى معلم ثقافي عالمي سيستقبل الزوار من كل القارات، تمثل رحلة المتحف المصري الكبير قصة رؤية وإصرار وتاريخ يعاد بناؤه في قلب القرن الحادي والعشرين.
المتحف المصري الكبير.. حلم في تسعينيات القرن الماضي
تعود فكرة إنشاء المتحف المصري الكبير إلى تسعينيات القرن العشرين، حين طُرحت رؤية طموحة لإقامة أكبر متحف في العالم يضم آثار الحضارة المصرية القديمة، ويعرضها في سياق حديث يليق بمكانتها. وفي فبراير 2002، تم وضع حجر الأساس للمشروع بالقرب من أهرامات الجيزة، بعد الانتهاء من الدراسات الأولية التي حددت الموقع والتصميم العام.
مسابقة دولية بتوقيع اليونسكو
في العام نفسه، أطلقت مصر مسابقة معمارية دولية برعاية منظمة اليونسكو والاتحاد الدولي للمهندسين المعماريين لاختيار أفضل تصميم للمتحف. وفي يونيو 2003، فاز بالمسابقة التصميم المقدم من مكتب استشاري إيرلندي اعتمد على فكرة تداخل أشعة الشمس الممتدة من قمم الأهرامات الثلاثة لتشكل كتلة مخروطية تمثل المتحف، ليبدو من الأعلى وكأنه الهرم الرابع على هضبة الجيزة.
تابعي ايضاً افتتاح عالمي للمتحف المصري الكبير نوفمبر المقبل
من التمهيد إلى البناء
بدأت أعمال التمهيد وإزالة العوائق الطبيعية في الموقع واستمرت نحو ثلاث سنوات، حتى انطلقت عمليات الإنشاء الفعلية في مايو 2005. وفي العام التالي، بدأ العمل على مركز ترميم الآثار المخصص لإعادة تأهيل وصيانة القطع الأثرية التي سيُعرض معظمها للمرة الأولى أمام الجمهور.
وفي يونيو 2010، تم افتتاح مركز الترميم ومحطتي الطاقة والإطفاء بعد اكتمال المرحلتين الأولى والثانية من المشروع. ورغم توقف الأعمال لثلاث سنوات بسبب بعض التحديات، فقد استؤنفت الجهود في عام 2014 بوتيرة متسارعة.
وصول رمسيس إلى مقره الجديد
وفي يناير 2018، بدأ المتحف في استقبال القطع الأثرية المصرية المميزة، ونُقل تمثال الملك رمسيس الثاني من مقره المؤقت في ميدان رمسيس إلى موقع المتحف الجديد، ليكون أول قطعة أثرية تستقر داخل الصرح المنتظر.
اكتمال الحلم
بحلول عام 2021، اكتملت أعمال التشييد على مساحة تقارب نصف مليون متر مربع، تضم البهو العظيم، وقاعات الملك توت عنخ آمون، ومتحف الطفل، والمباني الخدمية. وفي 16 أكتوبر 2024، بدأ التشغيل التجريبي للمتحف تمهيداً لافتتاحه الرسمي، وكان من المقرر افتتاحه في 3 يوليو 2025، قبل أن تُعلن الحكومة المصرية عن تأجيل الافتتاح إلى الأول من نوفمبر 2025 لضمان تقديم تجربة عالمية تليق باسم مصر وتاريخها.
إلى ذلك، من المقرر يستوعب المتحف أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تمثل الحضارة المصرية، من بينها كنوز الملك توت عنخ آمون المعروضة كاملة لأول مرة، وهي القطعة المركزية للمتحف، والتي تضم كرسيه الاحتفالي ومقبرته الكانوبية المذهبة، ليصبح أكبر متحف أثري في العالم مكرّس للحضارة الفرعونية واليونانية والرومانية.
 
				 
					