اليوم الثالث من أسبوع ميلانو للموضة: أرماني الغائب الحاضر في عرضه

في كلّ مرة كان يُطل فيها فيها المايسترو جيورجيو أرماني، كنا نتفاءل خيراً بأن عالم الموضة لايزال بخير، بدليل بقاء رواده يُلقون التحية علينا بعد كلّ عرض. واليوم حضر المدعوون إلى تياترو أرماني لإلقاء التحية على مجموعة إمبوريو أرماني Emporio Armani التي نفّذها بلمساته الأخيرة وغاب ظله عن النهاية. لقد توافد عشاق الدار ليس فقط ليعاينوا المجموعة الأخيرة؛ بل ليتأكدوا فعلاً من رحيله. فحساب الدار الرسمي على إنستغرام زخر بمئات المنشورات والتعليقات التي تكرّم الراحل، وتفتقد جيورجيو أرماني وتحيته الأخيرة.
لقد جاء العرض في اليوم الثالث من أسبوع ميلانو للموضة مخالفاً للتوقعات؛ فكلّ ما في العرض يدعو للفرح؛ فلقد غابت الكآبة؛ فالموسيقى التي تهادت عليها العارضات ووقْعُ أقدامهن، وحتى وميض الألوان التي تراوحت ما بين الأبيض والكحلي والرمادي الفاتح والباستيل الأزرق المنفّذ من الترتر البرّاق. كلّ شيء كان حاضراً بغيابه، وحتى كودات الدار كانت وفيّة فلم تغِب سترات Waistcoat المنفّذة من الحرير الأسود، والمنسّقة مع سراويل وتنانير برّاقة، أو مع سراويل واسعة لأنها ملأت المنصة.
ولاتزال السراويل والبدلات العملية التي تواكب المرأة العاملة حاضرة، وحتى الأكسسوارات التي نفّذها في أول عرض يخلو من حضوره الجسدي، تنطق بحضوره: بدءاً من حقائب الرافيا البديعة، إلى القبعات الآسيوية والأحذية المنمّقة. لقد كان أرماني حاضراً بغيابه، وكان الحضور يصفّق للعارضات اللواتي اصطففن بشكل عمودي وكأنهن يُفسحن لغيابه مكاناً قبل أن يغادرن المِنصة.

برادا: تنانير معلقة بالأكتاف

اتسمت مجموعة برادا Prada الجاهزة لربيع وصيف 2026 بالخفة؛ فلقد رسمت الدار بإشراف راف سيمونز وميوتشيا برادا، الثقافة المعاصرة من خلال ملابس رشيقة بوزنها وزهو ألوانها. حملت المجموعة عنوان: “تركيبة الجسم”، وتستكشف تركيب عناصر غير مألوفة على الجسم، ولكن هذا التناقض في الألوان يصُب في قلب الإبداع.
تُحرّر المجموعة الملابس من التسلسلات الهرمية التقليدية؛ حيث يلتقي قميص برادا بطابع السفاري مع تنورة من التفتا التي تصح لملابس السهرة؛ فلقد أوجدت الدار ترتيبات جديدة وغير نمطية؛ لتعيد تشكيلها حول الجسم بخفة مقصودة.
كما لفتتنا التنانير التي تُعلّق من الكتف بحمالات مثبّتة. وتأتي الأحذية المسطحة لتَزيد من رشاقة الحركة، مصحوبة بنظارات أفياتور كبيرة الحجم، وقفازات أوبرا ملوّنة جلدية، وحقائب تشبه الكيس المزموم من العنق. تتحوّل التصاميم إلى أناقة انسيابية تؤطّر هوية امرأة برادا للصيف المقبل وتعكس تطلعاتها.
تشكل المجموعة الجديدة للدار ردة فعل على عصر السرعة الذي نعيشه، وقد بدت لنا المجموعة عملية غربلة وتصفية ذهننا وأفكارنا من خلال تبني هوية جديدة لملابس تشبهنا تعتمد على نمط الموضة البطيئة.
إعادة التدوير مع موسكينو

تستعيد دار موسكينو Moschino في مجموعتها الجديدة، رموز الدار المستوحاة من أرشيفها؛ فالإيموجي الأصفر برز على الفساتين والزهور المنمقة بساق طويلة موجودة. ولا ننسى المعطف الحيادي المنفّذ من فضلات القماش بتقنية مزركشة؛ فلا يمكن للعين أن تمُر عليه مرورَ الكرام. كشفت موسكينو اليوم عبر مجموعتها الجاهزة لربيع 2026، عن جرعةً راقية من الفكاهة غير المتوقعة. لقد انعكس شعار “البساطة في قلب التغيير”، الذي حملته المجموعة من خلال رسم خطوط أنيقة تُضفي لمسات مرحة على التصاميم. لقد اعتمد أدريان أبيولازا Adrian Appiolaza على هوية العلامة التجارية من خلال تنفيذ قطع تبدو عملية وعصرية في آنٍ واحد، متوازنةً بين البساطة والجرأة.
ألوان حيادية بتنسيق ذكي

كما لفتتنا التقنية التي لجأت إليها دار ميزون مارجيلا MM6 Maison Margiela في مجموعتها الجاهزة لصيف 2026. فقد ابتكرت معاطف بلون حيادي على شكل كاب رقيق، مع أكسسوارات فليو برتقالية، أو بلون الماجنتا أو الأصفر الفاقع. وكان الجلد النباتي الأصفر حاضراً على شكل سترات أو تاييرات بقَصة تنورة متوسطة الطول.
تابعي المزيد عن أسبوع ميلانو للموضة يفتتح عروضه لصيف 2026: غوتشي هي الحدث
فساتين على شكل بتلات الزهور
تفننت دار جيني Genny بتنفيذ فساتين بقصات مختلفة بألوان الأخضر والفوشيا والبنفسجي بكافة تدريجاته اللونية، وقد جسّدت من خلال ياقتها تموُّجات الزهور وبتلاتها التي تتمايل مع الهواء. وقد اخترنا الفستان المنفّذ من الموسلين الفوشيا الشفاف، والذي يتسم بتموُّجات عند الصدر مع طبقات من الكشكش العريض تحت الخصر، وينحدر من الركبتين من دون بطانة.
فستان فوق السروال فهل تجرؤين؟

صممت دار بوس Boss فساتين درابيه أو مزمومة من الحرير الناعم، التي تتسم بألوان باستيلية هادئة ومنسّقة بعناية مع سروال أسود من الساتان أو الكريب، يتسم بقَصة مستقيمة. وابتكرت الدار الفساتين الحريرية السوداء مع سروال أسود لهواة الإطلالات المونوكرومية، وذلك لتقريب هذه الصيحة من النساء. فهل ستنجح في الأمر؟ لقد عُرفت بوس بالسترات الجلدية والمعاطف ذات القصات المتقنة، والفساتين الخالية من الأكمام ذات القصات الضيّقة الميدي، ولكنها تغامر اليوم بهذه الصيحة لدى جمهور يُقبل على تصاميم العلامة المينيمالية الآمنة.
وفي المقابل، تميل بعض الدُور مثل علامة أنتيبريما Antiprima إلى تبنّي السراويل الواسعة مع قمصان فليو شفافة من الأورغنزا، مع توبات قطنية بحمالات عريضة. الأمر الذي سيلقى رواجاً أكثر لدى الغالبية؛ لأنه تصميم يليق بكلّ الأجسام. ولكن الزيّ الذي أطلقه بوس، يفترض تناسقاً في المقاييس؛ لتكون النتيجة مذهلة كما نراها على العارضات على المنصة. لقد حمل اليوم الثالث العديد من الصيحات والأفكار التي يمكن الاستيحاء منها لرسم اتجاهات الصيف المقبل.
تابعي المزيد عن نجمات ومشاهير يسرقن الأنظار في أسبوع ميلانو للموضة لصيف 2026