تجربتي مع اكتئاب الحمل خصوصاً في الحمل الأول

تحدثت إحدى النساء الحوامل عن تجربتها في التعافي من أعراض اكتئاب الحمل، وذلك من خلال تواصلها مع الاستشارية النفسية الدكتورة أماني عبد العزيز؛ حيث أشارت وفي حديث خاص بـ”سيدتي وطفلك” إلى تجربة إحدى النساء الحوامل مع اكتئاب الحمل؛ خصوصاً في حالة الحمل الأول لها، والنصائح التي اتبعتها؛ لتقليل أعراضه، ومنها تناول حصة يومية من فيتامين معين، ونصائح أخرى يمكن أن تستفيد منها أي حامل تكون عُرضة لهذه الأعراض في الآتي:
ما الأسباب التي أدت إلى إصابتي باكتئاب الحمل؟
- اعلمي انني ومن خلال تواصلي مع الاستشارية النفسية قد عرفت أن مرحلة الحمل هي مرحلة هامة في حياة الأم، تؤدي إلى حدوث تغيّرات هرمونية في جسمها، وخصوصاً خلال الثلث الأول، وهي الشهور الثلاثة الأولى من الحمل؛ حيث تؤدي هذه التغيّرات البيولوجية إلى شعور الحامل بمشاعر مضطربة وغير مبررة مثل: شعورها بالعصبية الشديدة والتوتر والقلق؛ بحيث تشعر بأنها عموماً غير قادرة على التحكُّم بمشاعرها، وتتساءل بينها وبين نفسها كثيراً عن سبب تلك المشاعر، ويكون السبب الاول لهذه المشاعر هو تدفُّق هرمونات الحمل في جسم الحامل بمستويات مرتفعة عما كانت وبدء إفراز هرمونات جديدة، كما أن حدوث تغيّرات في جسمها مثل زيادة مستوى هرمونات السعادة، تؤثّر بشكل فسيولوجي خصوصاً في جسم الحامل؛ مما يجعلها حساسة ومرهفة بشكل كبير وعلى نحو غيرِ معتاد، وتعاني لذلك من تقلُّباتٍ في المزاج بشكل سريع ومتقلب أيضاً، وهذه التقلبات في العموم تعد من أعراض الحمل الشائعة والمتوقَّعة.
- توقعي أن عدم حصول الأم الحامل على فترات نوم صحي وهذا ما حدث معي؛ بحيث لم أكن أحصل على ساعات متواصلة وكافية، مما أدى إلى زيادة شعوري بالعصبية والقلق والتوتر، وقد تفاقمت حالتي فعلاً، وتحوّلت إلى الإصابة بما يُعرف عند الأطباء النفسيين باكتئاب الحمل.
- لاحظي أن معاناة الحامل من نقص في بعض العناصر مثل الأملاح المعدنية والفيتامينات الهامة، يؤدي إلى زيادة عصبية الحامل ومن أهم هذه الفيتامينات، فيتامين “د” وكذلك فيتامين ب ومشتقاته، وفي حال تعرُّض الحامل لنقصٍ في معدّلهما قبل الحمل وأثناء التحضير والاستعداد له، وعدم الحصول عليهما من مصادرهما الطبيعية في الغذاء، وعدم التعرض إلى الشمس في أوقات مناسبة يومياً يؤدي إلى إصابتها بأعراض القلق والتغيّرات المزاجية، التي قد تصل إلى ما يعرف باكتئاب الحمل.
تعرفت إلى نتائج مقلقة محتملة على جنيني بسبب إصابتي باكتئاب الحمل

اعلمي أنه ومن خلال تواصلي مع الاستشارية النفسية عرفتني نتائج دراسة بريطانية حديثة تربط بين الحالة النفسية للحامل وصحة الجنين؛ حيث توصلت هذه الدراسة إلى أن تعرُّض الحامل للتوتر والقلق والخوف أثناء فترات الحمل الثلاث؛ يؤثّر على الطفل بشكل كبير مستقبلاً؛ من حيث صحته العقلية، ويؤدي اكتئاب الأم الحامل إلى رفع احتمالات إصابته بالقلق وفرط الحركة وطيف التوحُّد، وكذلك التعرض إلى أعراض الوسواس القهري.
لاحظي أنني كنت فعلاً، وكما كان المعتقد قديماً بأن توتر وقلق الحامل، يؤثر على نفسيتها وصحة جسمها فقط، ولكن ذلك ما نفته الاستشارية النفسية التي بقيت على تواصل معها خلال حملي؛ حيث أخبرتني أنه وبعد إجراء دراسات وبحوث متعددة، ومنها دراسة بريطانية في كلية “كينجز” البريطانية، فقد تم التوصل إلى أن معاناة الأمهات الحوامل من التوتر والقلق أثناء الحمل، يؤدي إلى حدوث تغيّرات في تطوُّر وتكوُّن المادة البيضاء المسؤولة عن تركيب وسلامة الجهاز العصبي عند المواليد؛ حيث يتسرّب ما يُعرف بهرمون الكورتيزول ببذخ، وهو هرمون التوتر، من دم الأم إلى المشيمة؛ فيؤثّر على نفسية وشخصية ومهارات الطفل المولود مستقبلاً.
اعلمي لكي تكوني على ثقة من دور اكتئاب الحمل في التأثير على الطفل أن هذه الدراسة البريطانية قد أُجريت من خلال توزيع استبيان على ما يقرب من 250 سيدة حامل، وقد اعترفن بأن فترة الحمل قد مرّت بهن مع تعرضهن إلى مشاكل نفسية وأسرية، وعشن بسببها في أجواء من التوتر والاكتئاب.
اعلمي أن الاستشارية النفسية قد أخبرتني أنه قد لوحظ، ومن خلال الدراسات أن التوتر والقلق عند الأم الحامل، يؤديان إلى ولادة مبكرة أيْ تُعرّض الأم لخطر محتمل وتحديداً في حال حدوث الولادة المبكرة ما بين الأسبوع الثالث والعشرين من الحمل إلى نحو الأسبوع الثالث والثلاثين؛ أيْ أنه لا تكتمل مدة الحمل لدى الأمهات الحوامل المصابات باكتئاب الحمل، وقد تمت دراسة سلوكيات ونفسية هؤلاء المواليد الصغار في الوقت الذي كانوا فيه أجنّة في الأرحام، والذين تعرضت أمهاتهم للتوتر، وقد توصلت إحدى الباحثات القائمات على هذه الدراسة إلى أن التوتر عند الأم الحامل أدى إلى حدوث انكماش وتضاؤل أو تمدد المادة البيضاء، وتغيّر تكوينها لدى الصغار بعد الولادة، وارتباط ذلك بهرمون التوتر المتسرب للطفل خلال المرحلة الجنينية.
نصائح اتبعتها لتقليل أعراض اكتئاب الحمل

اعلمي أنه وبناء على تواصلي مع الاستشارية النفسية خلال إصابتي بأعراض اكتئاب الحمل فقد أخبرتني أن الدراسة البريطانية التي توصّلت إلى العلاقة بين توتُّر الأم، وما يحدث من تغيّرات عقلية وذهنية لدى الطفل، فقد نصحت تلك الدراسة وكذلك نصحتني بضرورة مراعاة الأم الحامل والحذر من صحة حالتها النفسية خلال فترة الحمل، والبُعد من أجل صحتي النفسية عن كلّ المؤثرات التي تسبب لي تغيّرات عاطفية، ومنها الأجواء المحيطة بي، وعلاقتها بالزوج وزملاء العمل. كما نصحتني بأن عليّ الحديث مع المحيطين بي وضرورة أن يقدّموا الدعم النفسي الوافي لي، ومراعاة ظروفي وتقلباتي النفسية؛ لكي أجتاز مرحلة الحمل بسلام وصحة نفسية، من أجل صحتي وصحة الجنين، سواء من الناحية الجسمانية أو النفسية.
لاحظي وبناء على نصيحة هامة وُجهت لي، أنه من الضروري أن تقللي من السوائل التي تَزيد من التوتر والقلق، والمحتوية على الكافيين بكل أنواعها، مثل القهوة والسوائل الغازية. وتُستبدل بها بسوائل عشبية دافئة مثل شاي النعناع والبابونج واليانسون، مع عدم الإسراف في تناولها؛ أيْ شربها بالتبادل كلّ يوم.
لاحظي أنه يمكنك أن تلجئي في حال تعرُّضكِ للتوتر والقلق، إلى جلسات التفريغ النفسي مع أخصائية واستشارية نفسية، كما فعلت؛ حيث تساعدكِ على تجاوُز الضغوطات والتوترات النفسية العادية المحيطة، وتضع لكِ خطة وطريقة جيدة لتجاوُز أيّة مشكلة يمكن أن تترك أثرها على صحتك وصحة جننيك؛ لأن القلق يؤثّر على الجسم بشكل فعّال؛ مما يهدد صحة الجنين.
اهتمي بالخروج إلى الطبيعة يومياً وممارسة رياضة المشي؛ حيث إنها أهم نصيحة عملت بها مع أعراض اكتئاب الحمل التي أصابتني؛ حيث إن المشي في الطبيعة يعد من أفضل الرياضات التي يمكن أن تحسّن وتعدل من نفسية الحامل، بالإضافة لفوائد المشي الصحية الأخرى، كما يمكنك وكما فعلت ممارسة تمارين اليوجا البسيطة في المنزل، والاستماع أيضاً إلى الموسيقى، وقضاء بعض الوقت في التأمل من خلال الشرفة مثلاً؛ لطرد المشاعر السلبية، وحرصت أيضاً على توفير النوم الليلي الصحي من خلال القراءة الممتعة قبل النوم، والحصول أيضاً على حمام دافئ، ساعدني على استرخاء أعصابي وخلودي إلى النوم سريعاً.
قد يهمك أيضاً: التغيّرات الهرمونية للحامل وكيفية التغلُّب على تقلُّبات المزاج

