مقالات

تسوس الأسنان في السنة الأولى خطر يهدد ابتسامة طفلك.. فما هو دور الأهل؟

هل تتخيلين أن أول ضرس من فم طفلك قد يمثل خطراً عليه بعد أشهر قليلة من ظهوره؟وهل تصدقين أن يُصاب طفل لم يُكمل عامه الأول بتسوس الأسنان؟ الإجابة بكل أسف: نعم سيدتي الأم، إنها حقيقة تتناساها كثير من الأمهات؛ وهي أن تسوس الأسنان-معركة الطفل الرضيع الصامتة- قد تبدأ مبكراً، في السنة الأولى من عمره، وحتى قبل أن يتعلم الكلام أو المشي، وذلك لعدة أسباب سنتعرف إليها.
في هذا التقرير يكشف لنا الدكتور إسماعيل الحسيني أستاذ طب الأسنان الأسباب الخفية وراء هذا النوع من التسوس المبكر للرضيع، ومضاعفاته النفسية والصحية عليه، وكيف تستطيع الأم حماية طفلها من الوجع، والاحتفاظ بابتسامته البريئة قبل أن تُصاب بالتشوه.

“تسوس الطفولة المبكرة” وجمل خاطئة متداولة

التسوس المبكر يُصيب الأسنان اللبنية

التسوس المبكر حالة شائعة تُصيب الأسنان اللبنية، بداية من عمر السنة وحتى الثلاث سنوات، ويبدأ التسوس عادة في القواطع العلوية الأمامية، ثم يمتد تدريجياً إلى باقي الأسنان إذا لم يُكتشف ويُعالج مبكراً.

  • “لا توجد مشكلة، هي ستسقط على أي حال”، جملة تتكرر ولكنها تحمل خطأً شائعاً وخطيراً؛ فسقوط الأسنان اللبنية مبكراً يؤثر على صحة الأسنان الدائمة.
  • “طفلي صغير جداً على ألم طبيب الأسنان”، خطأ ثانٍ؛ حيث توصي أكاديميات طب أسنان الأطفال العالمية؛ بزيارة الطبيب مع ظهور أول سن أو عند عمر سنة.
  • “صعب تنظيف فم الطفل اليوم، ولكن أستطيع ذلك عندما يكبر”، تقولها الأم بقناعة شديدة، رغم أن البكتيريا لا تنتظر، وتسوس الأسنان قد يبدأ حتى قبل أن يتعلم الطفل النطق.

أسباب الإصابة بالتسوس في هذا العمر المبكر

الرضاعة الليلية سبب لتسوس الأسنان

استخدام الرضاعة الليلية بشكل خاطئ: ترك زجاجة الرضيع في فمه أثناء النوم يؤدي إلى تراكم الحليب (أو العصير) حول الأسنان لساعات، مما يُوفر بيئة مثالية لتكاثر البكتيريا.
الإرضاع الطبيعي المتكرر ليلاً دون تنظيف الأسنان: رغم أن الرضاعة الطبيعية مفيدة، إلا أن استمرار الرضاعة ليلاً دون تنظيف الفم قد يؤدي إلى نمو البكتيريا.
إعطاء العصائر المحلاة أو المحاليل السكرية مبكراً: إدخال السكريات إلى غذاء الطفل قبل السنة الأولى يُعزز نمو بكتيريا الفم الضارة.
إهمال تنظيف الفم من بقايا الحليب والطعام: عدم تنظيف لثة الطفل أو أسنانه الأولى يُمهّد الطريق لتراكم البكتيريا.
نقل البكتيريا من فم الأم إلى الطفل: قد تنتقل بكتيريا التسوس من فم الأم إلى الطفل عند تذوق الطعام بنفس الملعقة أو تنظيف “اللهاية” بفم الأم.

تحذير من استخدام الماء والصابون لتعقيم زجاجات الرضاعة هل تودين التعرف إلى البديل؟

ما هي علامات تسوس الأسنان المبكر عند الرضع؟

طفل يبكي بشدة متألماً
  • بقع بيضاء طباشيرية على الأسنان الأمامية.
  • رائحة فم كريهة رغم صغر سن الطفل.
  • تغير لون السن إلى الأصفر أو البني.
  • بكاء أثناء تناول الطعام أو عند تنظيف الفم.
  • رفض الرضاعة أو الطعام الصلب.

كلما تم الاكتشاف مبكراً، كان العلاج أسهل وأكثر فعالية.

خطورة التسوس في السنة الأولى

الألم والعدوى

تسوس الأسنان ليس مجرد مظهر خارجي، بل قد يسبب ألماً شديداً يؤثر على شهية الطفل ونومه ونموه.

تأخر النطق

فقدان الأسنان الأمامية مبكراً بسبب التسوس، يؤثر على نطق بعض الحروف والكلمات.

تشوه في ترتيب الأسنان الدائمة

الأسنان اللبنية تعمل كمرشد للأسنان الدائمة، وفقدانها مبكراً قد يؤدي إلى تزاحم الأسنان الدائمة أو انحرافها.

أثر نفسي طويل المدى

الابتسامة المفقودة أو المشوهة تؤثر على ثقة الطفل بنفسه مستقبلاً، خاصة حين يبدأ في التفاعل الاجتماعي.

دور الأهل يبدأ قبل بزوغ الأسنان!

طفل يضغط على لثته

من الولادة وحتى 6 أشهر:
نظّفي اللثة لطفلك يومياً بشاش معقم مبلل أو قطعة قماش ناعمة، ولا تُعطي الطفل أي مشروب سوى الحليب والماء.
من 6 أشهر حتى سنة:
ابدئي بتنظيف الأسنان الأولى بفرشاة صغيرة مبللة دون معجون، لا تتركي زجاجة الحليب في فم الطفل أثناء النوم، وتوقفي عن إعطاء العصائر الصناعية أو السكرية.
من 12 شهراً:
استخدمي معجون أسنان مخصصاً للأطفال بكمية بحجم حبة أرز، علِّمي الطفل تدريجياً استخدام كوب الشرب بدلاً من الزجاجة، وابدئي بزيارة طبيب الأسنان بشكل دوري، حتى لو لم يظهر أي تسوس.

دور التغذية في الوقاية من التسوس

تجنب تناول هذه الممنوعات:

  • العصائر الجاهزة.
  • السكاكر أو البسكويت المحشو بالسكر.
  • مشروبات الأعشاب المحلاة.
  • اللبن المُنكه بنكهات الفواكه.

البدائل الصحية:

  • الماء هو المشروب الأفضل.
  • الفاكهة الطازجة بدلاً من العصير المحلى.
  • الأطعمة الغنية بالكالسيوم مثل الزبادي والجبن.
  • استخدام حليب الثدي أو الحليب الصناعي فقط كمصدر رئيسي للسوائل.

هل الحليب وحده يسبب التسوس؟

الحليب بحد ذاته ليس مسبباً مباشراً للتسوس، بل تكرار تعرض الأسنان له خاصة أثناء النوم دون تنظيف هو السبب؛ فاللاكتوز (سكر الحليب) يتحلل داخل الفم إلى أحماض تهاجم طبقة المينا الرقيقة لدى الأطفال، مما يجعل الأسنان عرضة للتسوس.

هل اللهاية سبب للتسوس؟

اللعاب وحده لا يضر، لكن غمس اللهاية في السكر أو العسل لتهدئة الطفل هو كارثة حقيقية، هذا التصرف يُغطّي الأسنان بالسكر ويحفّز نمو البكتيريا، وهو من أسباب التسوس في السنة الأولى.
طريقة التعامل مع التسويس المبكر:

  • لا تؤجلي زيارة الطبيب. حتى الأسنان اللبنية تحتاج إلى علاج.
  • توقفي فوراً عن العادات الخاطئة كالرضاعة الليلية المستمرة دون تنظيف.
  • ابدئي روتين العناية اليومية بالفم فوراً.
  • قدّمِي لطفلك طعاماً صحياً خالياً من السكر المضاف.

نصائح ذهبية لحماية أسنان طفلك في عامه الأول

تنظيف الأسنان عادة صحية تلازم الطفل عند الكبر
  1. نظّفي الفم يومياً سواء كانت هناك أسنان أم لا.
  2. ابدئي بفرشاة أسنان الأطفال عند ظهور أول سن.
  3. استخدمي كمية صغيرة من المعجون المناسب.
  4. قللي من السكريات الصناعية قدر الإمكان.
  5. لا تتركي زجاجة الحليب أو العصير في فم الطفل ليلاً.
  6. زوري طبيب الأسنان بشكل دوري منذ عمر سنة.
  7. لا تستخدمي نفس الملعقة أو فرشاة الأسنان بينك وبين الطفل.

*ملاحظة من”سيدتي”: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.