مقالات

جان لويس صبجي لـ “سيدتي”: الموضة إنسانية قبل كل شيء.. ما لا يستطيع الذكاء الاصطناعي ترجمته

إذا كان هناك مُصمم يغلِّب الحلم على المنطق؛ فهو المبدع جان لويس صبجي، فخياله لا يعرف حدوداً، ومقصّه لا يدرك نهاية الحكاية، فكل مجموعة هي فصل من كتاب الحياة. هو مايسترو القصص الجميلة، والأثواب التي تنقلنا إلى عالم آخر، بدليل إقبال أكثر النجمات إثارة للجدل على تصاميمه، وأبرزهن مايا دياب. ومؤخراً تألقت نانسي عجرم بتصاميمه خلال تصوير ألبومها الغنائي الأخير. 

تعود جذور موهبته إلى مشغل والده، حيث تعرف لأول مرة على عالم الحرفية، والاهتمام بالتفاصيل، ورواية القصص من خلال التصميم. شكّلت تلك البيئة المبكرة مصدر إلهام، وأساساً راسخاً. وبالتزامن مع دراسته في ميلانو، طوَّر جان لويس صبجي لغة تصميمية؛ تجمع بين الهيكلية والأناقة، متجاوزاً حدود الإبداع، مع الحفاظ على التقنيات التقليدية.

في صميم العلامة التجارية، تكمن ملهمة مميزة تتمثل في امرأة واثقة من نفسها، واعية بذاتها، ترتدي ملابسها بوعي وحضور. إنها قوية وراقية في آنٍ واحد، معبّرة ومنضبطة، شخصية تقدّر الحرفية، والتفرد، والتصميم المميز. ففي عام 2024 افتتحت العلامة التجارية متجرها الرئيسي في قلب بيروت، مُخصصةً مساحةً لعرض مجموعاتها من الأزياء الراقية والملابس الجاهزة. وتواصل الدار نموها بنفس الرؤية الواضحة.

زيّ من جان لويس صبجي لصيف 2026- الصورة من الدار

ومؤخراً، أطلق المصمم جان لويس صبجي مجموعته لربيع وصيف 2026، وقد غلب عليها الشيفون اللاميه والكريب والجرسيه ذات التطريز الكريستالي عند الصدر، وقد استعان بمروحة من ألوان الفضي والذهبي والأسود والباستيل الزهري واللافندر والرمادي والفستقي الباهت، وأطلق عليها اسم Reawakening Dream. التقينا بالمصمم، وكان لنا معه لقاء حول فلسفته في التصميم ورؤيته لعالم الموضة.

1- هل تنظر إلى الموضة في المقام الأول كفن يوفر هروباً من الواقع، أم ينبغي عليها أيضاً التفاعل مع العالم الحاضر؟

بالنسبة لي، الموضة هي التوازن بين الاثنين. إنها تخرجك من الواقع، لكنها أيضاً تستوعب العالم الذي نعيش فيه.

2- هل الرغبة في الهروب شيء تلاحظه لدى زبائنك، أم أنها فلسفة شخصية لعلامتك؟

أعتقد أن الكثير من الناس يأتون إليَّ بحثاً عن لحظة خارج أنفسهم، وأنا أبدع؛ لأني أحتاج إلى تلك اللحظة نفسها لأحيا وأكسر الروتين.

3- هل يجب أن تعكس الموضة الواقع في الأوقات الصعبة، أم تساعدنا على الهروب منه؟

يجب أن تعكس الواقع، ولكن من خلال رؤية الحالمين المبدعين. لا أفضّل أحدهما على الآخر. أحوّل الواقع إلى شيء أخفّ، أو أغرب، ولكنه أكثر أملاً.

تصاميم جان لويس صبجي لصيف 2026- الصورة من الدار

4- ما هي المواضيع أو العوالم الخيالية التي غالباً ما تعود إليها للهروب؟

استوحي بشكل خاص من الطبيعة، والأساطير، والسريالية؛ إذ تدور الكثير من أعمالي حول هذه الجوانب.

5- سمّ لنا مجموعة كان الهروب فيها محورياً؟ ما العناصر التي استخدمتها؟

كل مجموعة تحمل في طياتها لمسة من الهروب من الواقع، لكن تلك التي تُبنى على الطبيعة هي الأقرب. أستخدم أشكالاً منحوتة، ومواد عاكسة، وأقمشة انسيابية كالأحلام؛ لجذب الانتباه.

6. كيف تضمن أن تبقى تصاميمك هاربة من الواقع من دون فرض معايير جامدة؟

أحرص على إحياء الحلم والخيال؛ من خلال الحفاظ على تنظيم عرض حيّ، لا افتراضي. أحاول من خلال مجموعاتي أن أقدّم للعالم آرائي، وألا أفرضها.

7. كيف تستخدم عناصر التصميم لتناسب من ترتديها؟

من خلال الوهم، والحجم، والقوام غير المتوقع. هذه العوامل الثلاثة تحمل من ترتديها إلى اتجاه جديد وعالم آخر؛ يميزها عمّن حولها.

8. كيف تساعد تصاميمك الناس على الهروب من واقعهم؟

عندما ترتدي إحداهنَّ إحدى قطعي، فإنها تدخل في نسخة معززة من نفسها، وهي نسخة أكثر جرأة وحرية وتعبيراً، هذا الأمر يجعل الفستان والمرأة كياناً واحداً.

9- هل تفكر في التأثير العاطفي الذي يحدثه التصميم على من ترتديه؟

دائماً، ينبغي أن تبدو القطعة وكأنها تتحرر، كأنها تتنفس بشكل مختلف ولو للحظة.

تصاميم جان لويس صبجي لصيف 2026- الصورة من الدار

10- ما القصة التي تأمل أن يتخيلها أحدهم عند ارتداء تصاميمك؟

قصته الخاصة، آمل أن أمنحهم شرارة إبداعهم، لكن سردهم هو ما يبنونه بشرارة إبداعهم.

11- هل يُعد “الهروب ” في عالم اليوم رد فعل على الأزمات العالمية؟

بالتأكيد، فعندما يُثقل العالم، يبحث الناس عن الخفة، لذا أجد أن الموضة تستجيب لذلك بشكل طبيعي؛ لأنها تجسد تطلعات الناس وتلبي أحاسيسهم الدفينة.

12- هل يؤثر التركيز في الخيال على معايير الاستدامة والشمولية؟

يمكن للخيال أن يؤثر في الاستدامة، وإن لم يكن ذلك بالضرورة دائماً. لا يزال بإمكان الخيال أن يكون مسؤولاً ومستداماً وشاملاً في آنٍ واحد.

تصاميم جان لويس صبجي لصيف 2026- الصورة من الدار

13- هل تفتح تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي أو الواقع الافتراضي آفاقاً جديدة في عالم الموضة؟

نعم، ولا. إنها تسمح لنا بالحلم بما يتجاوز حدود القماش، لكنها ليست شيئاً يُعتمد عليه. الموضة إنسانية قبل كل شيء. إنها لمسة القماش، والشعور، والارتداء، والملاءمة، والرؤية. هي مشاعر كثيرة لا يستطيع الذكاء الاصطناعي أو الواقع الافتراضي ترجمتها.

14- من هم المصممون الذين تُعجب بهم لقدرتهم على الإبداع؟

هم المصممون الذين يلتزمون برؤيتهم بلا خوف ويتمسكون بأصالتهم. هؤلاء هم المصممون الجديرون بالاهتمام لأنهم يتركون بصمة مميزة.

تصاميم جان لويس صبجي لصيف 2026- الصورة من الدار

تابعي المزيد عن: مايا دياب تتصدر التريند بسبب إطلالتها بالأسود مع حذاء “غلادياتور”