“جولة أخيرة”.. ما بين الفكرة المكررة واستخدام عناصر فنية مميزة نجحت في جذب المشاهد
الفكرة المكررة لبطل في مواجهة الحياة
بالطبع لاقى المسلسل ردود فعل واسعة، منذ الإعلان عن بدء عرضه، كونه يأتي من بطولة واحد من أهم الفنانين الذين قدموا “الأكشن” بالسنوات الأخيرة، سواء بالسينما أو الدراما التلفزيونية، وهو الفنان أحمد السقا، ولكن اللافت للانتباه عند مشاهدة أول ثلاث حلقات من المسلسل بأن الفكرة قد تم تقديمها في العديد من الأعمال الفنية على مستوى العالم والوطن العربي وبكل الأشكال الدرامية، بدءاً من سلسلة أفلام “Rocky”، مروراً بالنمر الأسود، والعديد من الأعمال الفنية الأخرى.
دارت فكرة المسلسل حول شخصية الدكتور “يحيى”، والذي كان لاعباً للفنون القتالية بشكلٍ عام، ويقع حادث بإحدى المباريات، الأمر الذي يجعله يترك اللعبة ويعود لحياته؛ التي يقابل بها العديد من الأزمات، بدءاً من زوجته التي تركته واحتياجه للمال، وصولاً لإحساسه بعدم إنجاز شيء في حياته وعلاقته بابنته، ليقرر أن يعود من جديد لرياضته لإثبات ذاته، تلك الفكرة عن الشخص المهزوم من الحياة ويسعى لهدف؛ ليغير من مصيره وسير حياته، والتي تم تناولها بأكثر من أسلوب في العديد من الأعمال الفنية. وبالرغم من تعدد الشخصيات التي تم تقديمها، تبقى نفسها الفكرة متكررة منذ سنوات، ولكن تغلبت عليها المخرجة مريم أحمدي ببراعة شديدة.
بين الموسيقى والأداء التمثيلي.. عناصر فنية مميزة
وعلى الرغم من أن مسلسل “جولة أخيرة” لا يتناول فكرة جديدة، فإنه قدم للمشاهد عملاً فنياً مميزاً ومختلفاً؛ من خلال العديد من العناصر الفنية التي نجحت المخرجة مريم أحمدي في استخدامها؛ لتُقدم عملاً أشبه بفيلم سينمائي، حيث اعتمدت على تصوير “كادرات” جديدة وغير معتادة في تلك الأعمال التي تتسم بالقوة و”الأكشن”، كما أنها في العديد من المشاهد نجحت في تقديم الجانب الإنساني بشكل أكبر لشخصيات المسلسل.
كما جاء من أبرز العناصر الفنية بالمسلسل الأداء المميز للفنانين المشاركين، والتي جعلت المشاهد يشعر بأنه يشاهدهم للمرة الأولى، فقدم المسلسل الفنان أشرف عبد الباقي بشخصية جديدة ومختلفة لم يقدمها من قبل؛ وهي شخصية المدرب “تامبي”، والتي لاقت ردود فعل واسعة عقب عرض الحلقات الأولى من المسلسل، كما تميز أداء الفنان أحمد السقا بحرصه على تجسيد شخصية “الدكتور يحيى” ومعاناته، دون الاهتمام باستعراض مهاراته في الأكشن مثل أعمال سابقة، ولكنه اعتمد على أدائه التمثيلي بشكلٍ كبير ونجح في تقديم الشخصية للمشاهد.
كما نجحت الفنانة أسماء أبو اليزيد في تقديم شخصية “عليا”، وبشكلٍ خاص بأدائها شخصية الأم المسؤولة عن ابنتها، ونقل مشاعر الأمومة الحقيقية بالعديد من المشاهد الإنسانية، كما تميز بشكلٍ كبير الفنان علي صبحي بتجسيد شخصية “شبكة”، تلك الشخصية الغامضة، والتي من المتوقع أن يكون لها تأثير كبير بالحلقات القادمة من المسلسل، وأداؤه ينبهنا بأننا أمام موهبة شابة تستحق الاعتناء.
جاءت الموسيقى التصويرية للمسلسل للموسيقار خالد الكمار، والذي نجح في صناعة موسيقى متوازية؛ تجمع ما بين المشاهد الإنسانية والأكشن؛ من خلال خلق تيمة موسيقية هادئة وعنيفة؛ لتُعبر عن كل شخصية، كما تميزت أغنية “تتر” المسلسل لعضو فرقة “مسار إجباري” هاني الدقاق، والتي جاءت تُعبر عن شخصية البطل التائه في حياته.
بشكلٍ عام، الحلقات الثلاث الأولى من “جولة أخيرة” تؤكد أننا أمام عمل فني؛ احترم فيه فريق العمل عقل المشاهد واحترم اختلافهم واختلاف الذوق الجديد للمشاهدين، وحرص على تقديم تجربة فنية مختلفة، أهم ما جاء بها اكتشاف وجوه وأسماء جديدة ستُثري الأعمال الفنية الفترة المقبلة.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي»
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي»
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن»