مقالات

ختامها مسك |

نُودِّع معكم، قرَّاءَنا الأعزَّاء، عامَ 2025 بعد رحلةٍ حافلةٍ، امتدَّت أشهراً طويلةً من العملِ الدؤوب، والمحطَّاتِ المملوءةِ بالشغفِ والطموحِ من جهةٍ، ولحظاتِ التحدِّي الممزوجةِ بدروسِ الصبر من جهةٍ أخرى حتى بلغنا نهايته مع سجلٍّ حافلٍ بالإنجازات.

وفي عددِ ديسمبر، نعكسُ رسالتَنا الثابتةَ التي تحملُها «سيدتي» منذ انطلاقتها عامَ 1981، والمتمثِّلةَ في تمكينِ المرأةِ بمختلفِ أدوارها الأسريَّةِ والمهنيَّة، ودعمِ حضورها المؤثِّرِ في المجتمع.

فالغلافُ، تتصدَّرُه سموُّ الأميرةِ لولوة بنت نوَّاف بن محمد آل سعود، رئيسةُ مجلسِ إدارةِ جمعيَّةِ «مودة» وجمعيَّةِ «أمان»، اللتَين تؤديان دوراً محورياً في تعزيزِ الاستقرارِ الأسري، والحمايةِ من الإيذاء. وقد حرصنا خلال حوارنا معها على تسليطِ الضوءِ على قرارها الجريء بالانتقالِ إلى العملِ في القطاعِ غير الربحي بعد مسيرةٍ ناجحةٍ في القطاعِ المصرفي، كما ناقشناها في أهدافِ الجمعيتَين، وحُزم البرامجِ المتخصِّصةِ التي أُطلِقَت أخيراً ضمن خطَّةٍ استراتيجيَّةٍ متكاملةٍ، تهدفُ إلى تطويرِ الحلول، وتقديمِ الإرشادِ والتأهيل، وبناءِ القدرات. أمَّا جلسةُ التصويرِ، فاخترنا أن تكون بمنزلها في الرياض لتجسيدِ معنى «البيت» بوصفه أوَّلَ مساحةٍ، يُولَدُ فيها الأمانُ والانتماء، وحتى يُصبح المشهدُ رسالةً بصريَّةً، تنبضُ إحساساً. وعليه، تطرَّقنا معها إلى جوانبَ إنسانيَّةٍ وأسريَّةٍ من حياتها وشخصيَّتها، في مقدِّمتها تأثُّرها بوالدها الأميرِ نوَّاف بن محمد، وجدَّتها الأميرةِ جواهر بنت عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود.

وخصَّصنا أيضاً، في هذا السياقِ، ملفاً لنماذجَ نسائيَّةٍ خليجيَّةٍ رائدةٍ في التأثير، يتضمَّنُ لقاءً مع الشيف البحرينيَّةِ العالميَّةِ تاله بشمي التي كسرت الصورةَ النمطيَّةَ السائدةَ حول المطبخِ الاحترافي، وأثبتت أن الإبداعَ والريادة، لا يقلَّان أهميَّةً عن القوَّةِ الجسديَّة، فهي بشغفها الكبير، وعملها المتواصل، وأسلوبها المتفرِّد، وهويَّتها الواضحة، استطاعت أن تحجزَ لنفسها مكانةً عالميَّةً، وتحصدَ جوائزَ مرموقةً في فنونِ الطهي.

وفي إطارِ التزامنا بتعزيزِ الهويَّةِ الثقافيَّة، أفردنا صفحاتٍ لحملتنا السنويَّةِ #لغتي_سيدتي، التي نُحييها 18 ديسمبر من كلِّ عامٍ، تزامناً مع اليومِ العالمي للغةِ العربيَّة. اخترنا في هذه المرَّةِ أن نُسلِّط الضوءَ على نخبةٍ من المبدعين الذين استلهموا من حروفِ لغةِ الضاد بصمتَهم الخاصَّة، وشقُّوا بها مساراتٍ فنيَّةً وإبداعيَّةً متجدِّدةً، لا ينضبُ عطاؤها.

عددُنا هذا زاخرٌ كذلك بموضوعاتٍ متنوِّعةٍ بين الثقافةِ، والفنونِ، والأزياءِ، والمجوهرات، إضافةً إلى تغطياتٍ وحواراتٍ، عملَ عليها فريقُ «سيدتي» بحرصٍ واجتهادٍ، وبحبٍّ كبيرٍ، فتحيَّةُ تقديرٍ لكلِّ فردٍ منهم، الذين عملوا بلا كللٍ ولا ملل، وعلى مدارِ الساعة، لنُحقِّقَ معاً أجملَ النتائج، وحتى نختتمَ العامَ بما يليقُ برحلتنا وقُرَّائنا.. وكلّ عامٍ وأنتم بخير.