مقالات

دعم الأميرة ريما بنت بندر لإيمان خليف ولكل أنثى تعرضت للنقد غير المبرر

في موقف بطولي ملهم مساند للمرأة ،ونابع من هويتها العربية المسلمة ،أكدت الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان سفيرة السعودية في واشنطن وعضو اللجنة الأولمبية الدولية خلال الجلسة الختامية في العاصمة الفرنسية باريس على تضامنها مع الملاكمة الجزائرية إيمان خليف الفائزة بالميدالية الذهبية في نهائي أقل من 66 كجم ضمن منافسات االملاكمة لسيدات في أولمبياد باريس 2024، ورفضت الأميرة ريما البقاء صامتة عما أثير إعلاميا حول أهلية إيمان الجنسية ، مشيرة إلى أن إيمان وُلدت فتاة، وعاشت طول عمرها أنثى، وليس لأحد الحق في أن يشكّك في أنوثتها، كما قدمت الأميرة ريما دعمها الكامل لكل أنثى تعرضت للنقد غير المبرَّرولكل فتاة تظن أنها خارجة عما هو مألوف،وأن لها مكان ومرحب بها.

الأميرة ريما بنت بندر: إيمان خليف أنثى

بدأت الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان سفيرة السعودية في واشنطن وعضو اللجنة الأولمبية الدولية حديثها في الجلسة الختامية للجنة الأولمبية الدولية، بتهنئة اللجنة المنظِّمة والدولة المستضيفة فرنسا على التنظيم الرائع لدورة الألعاب الأولمبية في باريس 2024″.

وأضافت الأميرة ريما بنت بندر : “لقد حظِيتُ بشرف الانضمام لعضوية اللجنة الأولمبية الدولية، ولجنة المساواة بين الجنسين والتنوع والشمول، وبما أنني سيدة مسلمة عربية، وهي سمات تجسّد هويتي، لذلك لا يمكنني أن أبقى صامتة عما يتم تداوله إعلامياً بشأن إيمان خليف”.
وأضافت: «بداية أودّ أن أؤكد تأييدي التام للبيان المشترك المنبثق من اللجنة الأولمبية الدولية ووحدة الملاكمة لأولمبياد باريس 2024، الصادر في الأول من أغسطس 2024، إن الحقائق هنا واضحة، الآنسة إيمان خليف وُلدت فتاة، وعاشت طول عمرها أنثى ولكن بالرغم من الحقائق الواردة في البيان المشترك، استمر تداول المعلومات المغلوطة والمضلّلة، والمؤلم أن ذلك ليس فقط أمراً غير مقبول، وإنما هو أمر مُحزِن أيضاً”.

إيمان تجسد أفضل السمات والقدرات

بإيمان خليف الفائزة بالميدالية الذهبية في نهائي أقل من 66 كجم

وتابعت الأميرة ريما :اجتهدَت إيمان خليف منذ طفولتها بوصفها ابنة لعائلة مُحِبّة لها في الجزائر، طول حياتها لتصبح رياضية أولمبية، تنافس أمام العالم، وكما هو معروف، للكثير فإن الطريق الذي سلكَته يتطلب الكثير من الإصرار والاجتهاد والمثابرة، وكما هي طبيعة الأولمبيين، فإن إيمان تجسّد أفضل السِّمات والقدرات، وهنا تكمن روعة الألعاب الأولمبية».
وأضافت الأميرة ريما ” ليس لأحد الحق في أن يشكّك في أنوثة إيمان، والاستمرار ببَثّ المعلومات المضلّلة إنما هو محاولة لسلب كرامتها واستحقاقها، لذلك فإنني أقف اليوم أمام هذه اللجنة الموقرة لأقول: إن هذا الأمر لا يمكن أن يستمر، حيث إن الرياضيات الأولمبيات يمثّلن النخبة، إنهن يتدرّبن ليُصبِحن الأفضل، واضطرارنا لأن نخوض في الحديث عن هذا الأمر يُعدّ فشلاً لنا جميعاً، لكن أصبح هذا النقاش أهم من أي وقت مضى، وعندما تلتزم أي لاعبة الصمت، فسيتم تفسير ذلك بأنها تقبل ما يُقال عنها، أو أنها ضعيفة، وإن تحدثَت وُصِفت بأنها تتخذ موقفاً دفاعياً، يجب أن يركز الرياضيون على أدائهم بدلاً من تبرير وجودهم، ولا ينبغي أن يتعرض أي رياضي للتنمر أو السخرية بسبب مظهرهم، أو أن يتم استغلال إنجازاتهم وانتصاراتهم ومهاراتهم التي عملوا من أجلها طول حياتهم أسلحةً ضدهم؛ لأن ما يهم هي الموهبة، وليس المظهر، والموهبة لا تتحقق إلا من خلال التدريب والتضحية والالتزام”.
اقرأ المزيد عن إيمان خليف ومشوارها في أولمبياد باريس : تعرفوا على إيمان خليف وقصتها الملهمة في أولمبياد باريس 2024

موقف النساء من إيمان خليف

النزال الأول مع الإيطالية أنجيل كاريني الذي تعرضت من بعد إيمان خليف للتنمر

وأشارت الأميرة ريما بنت بندر إلى أن الألعاب الأولمبية هي مناسبة للاحتفال باختلافاتنا، بمشاركة رياضيين ورياضيات من حول العالم، فالنساء لا يظهَرن أو يتحدَّثن أو يتصرَّفن بشكل موحَّد، فكل سيدة تمارس رياضتها هي فريدة من نوعها، ما يربطهن هو إصرارهن على الوصول إلى القمة، عندما فازت إيمان بنزال دور الثمانية جثَت على رُكبتَيها وهي تبكي، لقد جثَت معها كل امرأة شعرت بالعزلة، أو بالسخرية، أو مَن قيل لها إنها لا تنتمي لمعشر النساء، سقطت معها، وعندما نهضت لتقف مرة أخرى، جميعهن نهضن معها”.
وشاهدوا أيضا بالفيديو من بيع الخبز إلى بطلة عالمية: قصة إيمان خليف الملهمة

الدعم الكامل لكل أنثى

وأكدت الأميرة ريما عن دعمها الكامل لكل أنثى بقولها “إنني من هنا أقدّم دعمي الكامل لكل أنثى تعرضت للنقد غير المبرَّر، في وقت كان يفترض فيه أن يسطع نجمهن ويجنين ثمار جهودهن، لعامة الناس، للإنسانية، أطلب منكم التمعن فيما تعرَّضت له الرياضيات، واسألوا أنفسكم ماذا لو كانت ابنتكم أو قريبتكم أو صديقتكم، إن لكلماتنا تأثيراً، ولتصرفاتنا أثراً؛ لذا لا بد أن يسود العطف وتسود الكرامة في كل مرة”.
واختتمت الأميرة ريما بنت بندر حديثها بتوجيه رسالة للفتيات جاء فيها: “إلى كل فتاة تظن أنها خارجة عما هو مألوف، إذا رأيتِ مضرباً احمليه، إذا رأيت كرة قدم اركليها، إذا رأيت مضماراً اركضي بأقصى ما لديك من سرعة، فلديك مكان هنا، وأنت مرحَّب بك”.