دليلكِ لمحاولة استعادة الجلوس الطبيعي للجنين في الرحم.. وتفاصيل تهمكِ

علمياً يبدأ الجنين في تغيير جلوسه استعداداً للنزول بين الأسبوعين 32 و36، أي في الشهر الثامن من الحمل؛ حيث يتجه رأسه نحو الأسفل باتجاه قناة الولادة، في هذه المرحلة يصبح الجنين أكبر حجماً، وتقل المساحة التي يملكها للحركة، مما يجعله يبقى في وضعية ثابتة، وفي هذه الحالة إذا لم تتجه رأس الجنين للأسفل في الأسبوع 37، يمكن أن يتخذ هيئة أخرى.. كالمقعدية ورأس الجنين في الأعلى، أو هيئة الجسم المستعرضة، وهنا قد يحاول الطبيب تغيير اتجاه الجنين.
اللقاء والدكتور إبراهيم الناصر أستاذ طب النساء والولادة، للتعرف إلى الكثير من التفاصيل الخاصة بمحاولة استعادة الجلوس الطبيعي للجنين في الرحم، والتعرف إلى الهيئة الأفضل، مع توضيح عيوب تلك المحاولات، ثم يختم حديثه بعدد من النصائح.
أي الهيئات الأفضل لانقلاب الجنين؟
رأس الجنين للأسفل والوجه للأعلى:
وإن لم يحدث ذلك واستغرقت المرحلة الثانية من المخاض وقتاً طويلاً، قد يلجأ أحد أفراد الفريق الطبي إلى التدخل للمساعدة في تدوير الجنين، ويُطلق على هذا الإجراء اسم التدوير اليدوي للجنين.
يُفترض أن يغير الجنين هيئته ليكون رأسه للأسفل، في الأسبوع 32 إلى 36 من الحمل، أي مع اقتراب موعد الولادة؛ حيث يقلّ حجم المساحة المتاحة للجنين للحركة، مما يجعله يأخذ طريقة جلوس ثابتة في الرحم.
متى يتم إجراء محاولة تعديل الجنين المقعدي؟
ليس في وقت مبكرٍ جداً، حتى نمنح طفلكِ الفرصة للاستدارة من تلقاء نفسه. ولكن أيضاً ليس في وقت متأخر جداً، لأنه في هذه الحالة لن توجد مساحة يمكن من خلالها للجنين الاستدارة. وبشكل عام أفضل توقيت يكون خلال الفترة من الأسبوع 35 إلى الأسبوع 37 من الحمل.
ويتم ذلك حسب المساحة الموجودة في بطنكِ وحسب حجم طفلكِ، وما إذا كان طفلكِ الأول أم أنه سبق لكِ ولادة طفل أو أكثر.
كما يعتمد الأمر أيضاً على قدرات الطبيب خبير محاولة استعادة الجلوس الطبيعي للجنين المقعدي.
خطوات لتعديل الجلوس الخاطئ للجنين

الضغط على البطن:
هناك تجربة يلجأ لها الكثير من الأطباء، وهي الضغط على البطن بشكل دائري، الأمر الذي يساعد على اتساع الرحم، وبالتالي يسمح للجنين بالحركة في اتجاه عنق الرحم، لكي يتحولجلوس الجنين، ولكن الأطباء يحذرون في الوقت نفسه من هذه الطريقة، ويؤكدون على القيام بها تحت إشراف الطبيب المتابع حتى لا تتسبب في حدوث أي مضاعفات.
الحركة:
المشي في الأشهر الأخيرة للحمل في غاية الأهمية؛ لأنه يساعد على تخفيف الأربطة على عنق الرحم، وبالتالي يسمح للجنين بحركة أفضل وأسرع، وهو ما يسهل عليه تعديل طريقة جلوسه إلى الولادة، وهو نزول الرأس إلى عنق الرحم.
التمارين الرياضية:
- بعض التمارين يمكنها مساعدتكِ في مهمة تعديل جلوس الجنين في الرحم، فعلى سبيل المثال تفتحين قدميكِ وتجلسين في الهواء نصف جلسة وكأنك تجلسين على كرسي، ثم تبدئين في النزول والصعود بنفس الطريقة 10 مرات أو أكثر، الأمر الذي يساعد في فتح الرحم وتغيير وضعية الجنين.
- الحفاظ على الحركة والنشاط البدني بشكل عام، يساعد على فتح الرحم ويمهد للطفل على اتخاذ الطريقة المناسبة في الجلوس، استشيري طبيبكِ قبل البدء بأي تمارين أو إذا كان لديكِ مخاوف بشأن هيئة الطفل، وإذا كان طفلكِ (مستلقياً بشكل أفقي) في الأسبوع 37 أو بعده، قد يحتاج إلى محاولة تعديل طبياً، أو قد تحتاجين إلى ولادة قيصرية، وإذا كان الطفل في هيئة مقعدية ولم يتحسن، فقد يحاول الطبيب إجراء التحويل الرأسي الخارجي.
طرق لتفادي المضاعفات قبل وأثناء الحمل

- إجراء متابعة ما قبل الولادة، خاصة إذا كان لديك تاريخ مرضي أو تشعرين بعامل خطورة.
- انتظام المتابعة خلال الحمل، فقد يكون الحمل آمناً عند البداية، ولكن تظهر لاحقاً مؤشرات تدل على احتمال وجود خطر ما.
- ضرورة إجراء التحاليل الطبية الروتينية، ومتابعة التقييم الدقيق والمنتظم لحالتك الصحية خلال فترة الحمل.
- شرح التاريخ الصحي الدقيق الذي يكشف عن عوامل تشكل خطورةً على الحمل؛ فالحمل عالي الخطورة يرتكز على التاريخ الصحي.
- القيام بفحص دقيق وشامل للجنين بواسطة الأشعة الصوتية، مع اختيار طريقة الولادة وتحديد وقتها.
- مراقبة الجنين بصورة مكثفة قبل الولادة، بالفحص الدقيق للتأكد من عدم وجود إصابات قد تؤدي إلى إعاقة دائمة.
ما يجب فعله:

مراجعة الطبيب
من المهم جداً استشارة الطبيب المختص إذا شعرتِ ببعض علامات الولادة المبكرة، مثل نزول السدادة المخاطية، أو نزول الماء، أو نزول الطفل لأسفل الحوض.
فحص الموجات فوق الصوتية
يستخدم الطبيب الموجات فوق الصوتية لتأكيد هيئة الجنين ومناقشة الخيارات المناسبة للحالة، وللمساعدة في نزول رأس الطفل إلى الحوض تجنبي الجلوس لفترات طويلة، خاصة إذا كان الجنين في هيئة مستعرضة.
تمرين القرفصاء
يساعد هذا التمرين في توسيع الحوض، مما يمنح الطفل مساحة للدوران والتحرك نحو قناة الولادة، يمكنكِ ممارسة القرفصاء بمحاذاة الحائط أو باستخدام مقعد ثابت.
إمالة الحوض
استلقي على ظهرك مع ثني الركبتين ووضع القدمين مسطحتين على الأرض، ثم ارفعي وركيك وحوضكِ لشكل الجسر، استمري في التمرين لمدة 10 إلى 20 دقيقة.
الطعنات
تساعد الحركات مثل الطعنات في إحداث مساحة في منتصف الحوض، مما يساهم في نزول الطفل.
استخدام الكرة
الاستلقاء على جانبكِ والقيام بإمالة الحوض باستخدام الكرة، يمكن أن يساعد في استرخاء قاع الحوض وتحسين مساحة الحوض.
صعود الدرج
يساهم صعود الدرج في فتح الرحم وجعل الطفل ينزل في هيئة مناسبة للدخول إلى الحوض.
احتمالات نجاح تدوير الجنين
ليس من السهل التكهن بما إذا كانت ستنجح عملية تدوير الطفل إلى الوضع الطبيعي أم لا، بشكل عام، كلما حدث ذلك في مرحلة مبكرة من الحمل وكلما زادت كمية السائل الأمنيوسي، كان من الأسهل تدوير الطفل للوضع الطبيعي.
في المتوسط، تنجح محاولة استعادة احلوس الطبيعي للجنين المقعدي في 50 امرأة من كل 100 امرأة، وإذا كان هذا هو حملكِ الأول، فإن احتمالية النجاح في تدوير طفلكِ تتراوح بين 30% و40%.
وإذا كان قد سبق وأن وُلِد لكِ طفل من قبل، فإن احتمالية النجاح في تدوير طفلكِ تتراوح بين 60 إلى 70% من جميع محاولات استعادة الوضع الطبيعي، كما أن درجة استرخاءئك تلعب دوراً كبيراً في تدوير طفلكِ.
عيوب ومخاطر محاولة استعادة الجلوس الطبيعي للجنين المقعدي

- من المبشر أن احتمالية حدوث خطأ أثناء إجراء محاولة استعادة الجلوس الطبيعي للجنين المقعدي ضئيلة للغاية؛ حيث تحدث المخاطر في أقل من 1 في المائة من كل 100 محاولة.
- نوصي بإجراء محاولة استعادة الجلوس الطبيعي للجنين عن طريق التدوير أو التحويل البطني الخارجي لرأس الجنين المقعدي، والمحاولة لا تكون مؤلمة لطفلكِ، لكن قد تشعرين بعدم الراحة وبعض الألم.
- يمكن أن يتباطأ معدل ضربات قلب الجنين في بعض الأحيان أو يتسارع مؤقتاً بسبب الحركة أثناء محاولة تدوير الجنين، يُعد هذا الأمر رد فعل طبيعي.
- وعادة ما يعود معدل ضربات القلب إلى وضعه الطبيعي في غضون عشر دقائق، ويحدث هذا الأمر في 2% إلى 7% من الأطفال، بغض النظر عن نجاح العملية من عدمه.
- في حالات نادرة، لا يعود معدل ضربات القلب إلى وضعه الطبيعي في الوقت المطلوب، وقد تكون هذه علامة على أن الطفل ليس في حالة جيدة، وفي هذه الحالة، نقوم بإيقاف محاولة استعادة الوضع الطبيعي للجنين.
- إذا لم تتم محاولة استعادة امكان الطبيعي للجنين في المستشفى، يكون هناك اتصال مباشر مع طبيب أمراض نساء، تُظهر الأبحاث الدولية أن 4 سيدات من كل 1000 سيدة (أي 0.4%) ويحتجن إلى عملية جراحية قيصرية.
