ديكور القصب صيحة تُحدث نقلة نوعية في المنازل العصرية

من الطبيعة إلى أيدي البشر، تحمل مادة القصب المتواضعة إمكانيات لا حصر لها. فنسج القصب فنٌ يُحوّل الألياف الطبيعية إلى جمالٍ خالد. كان القصب المُشتق بشكل رئيس من نبات الروطان، المعروف بالرتان على الصعيد الشعبي، عنصراً أساسياً في الأثاث والحِرف اليدوية التقليدية. وهو يشهد نهضة عصرية، لاسيّما من خلال أثاث وقطع ديكور صغيرة وعملية، تُضفي الدفء والاستدامة والفخامة البسيطة على مساحات المعيشة اليومية.
ما هو القصب؟
القصب هو نتاج نسج ألياف نباتية، وخاصةً الروطان أو الراتان الطبيعي، في نسيج أكثر سُمكاً. وقد جلب التجار الهولنديون والإنجليز هذه التقنية إلى أوروبا، التقنية التي تتضمن إظهار الأجزاء المميزة من ألياف الربط؛ لإضفاء طابع عصري وجذاب على أثاث القصب. يتميز القصب بالراحة، وهو أكثر مرونة مقارنة بلخشب. ظهرت هذه التقنية القديمة في عهد لويس الرابع عشر (1661-1715)، لكنها اكتسبت شعبية واسعة عام 1774 بفضل فيليب أورليانز ولويس الخامس عشر. منذ ظهور القصب، كان شائعاً لدى النبلاء والبرجوازيين في القرن الثامن عشر؛ حيث أحبوه لخفة وزنه وأناقته، وأثثوا به مساكنهم. بعد أن اندثر، أعاد المصمم النمسوي الألماني الشهير مايكل ثونيت أثاث القصب إلى الحياة من خلال كرسي بيسترو، الذي يُعَدّ بلا شك أعظم نجاحاته. أُنتج أكثر من 45 مليون نسخة من هذا الكرسي بين عامي 1859 و1903.
اليوم، لم يعُد قصب السكر يُصنع من ألياف الروطان فحسب؛ بل يُستخدم أيضاً قصب الألياف الصناعية؛ مما يضمن المتانة والجودة العالية. تُحوَّل هذه المادة المقاومة إلى راتنج منسوج ويُستخدم في صناعة الأثاث.
مع مرور السنين، تغيّرت موضة قصب السكر بطابعها الكلاسيكي والعتيق؛ فقد عادت بقوة إلى الواجهة في الأعوام الأخيرة، سواء استُخدمت المادة لصنع كرسي، أو أريكة، أو وحدة إضاءة، أو حتى أكسسوارات منزلية.
أسباب تصدُّر القصب موضة الديكور

ترجع أسباب تصدُّر الديكور القصب الواجهة إلى:
- تاريخ المادة، التي استُخدمت لقرون، من صناعة السلال المعقدة في جنوب شرق آسيا، إلى كراسي المقاهي الكلاسيكية في أوروبا في القرن التاسع عشر. في الوقت الراهن، يُعيد المصممون وأصحاب المنازل اكتشاف سحر القصب الطبيعي؛ مستخدمين قطع أثاث ولمسات صغيرة منه، مثل: معلقات الجدران المنسوجة يدوياً، وسلال التخزين، ومفارش الأطباق، وقواعد أكواب الشاي، وأحواض النباتات؛ لإضفاء لمسة من الرقي على الديكورات الداخلية العصرية التي قد تبدو باردة.
- مزايا المادة، من وزن خفيف ومتانة واستدامة طبيعية، وأناقة سهلة؛ علماً بأن ديكور القصب يتناسب مع العديد من الألوان والمواد؛ مما يُضفي لمسة جمالية مميزة. على سبيل المثال: يُمكن دمج القصب باللون الأخضر لإضفاء لمسة استوائية، أو بالمخمل لإضفاء لمسة بوهيمية ورومانسية. بشكل عام، يتميز أثاث القصب بتعدد استخداماته، ويمكنه، حسب رغبتك واحتياجاتك، أن يتكيّف مع مختلف أنماط الديكور الداخلي- سواء أكان كلاسيكياً، أو عصرياً، أو إسكندنافياً، أو بألوان زاهية.
- اختيار ديكور القصب الطبيعي، يعني أن القطع منفّذة بالخامة يدوية الصنع غالباً، إذ تُنسج قطع القصب على يد حرفيين مَهَرة، يحملون تقاليد النسيج العريقة؛ مما يعني أن اقتناء قطع الأثاث والأكسسوارات المنزلية المشغولة بالقصب، هو دعم المجتمعات المحلية، والحفاظ على التراث الثقافي.
- من أسباب عودة القصب إلى الواجهة اليوم، أن المادة طبيعية وصديقة للبيئة؛ إذ هي تُنسج من ألياف نباتية. أضيفي إلى ذلك، حس المهارة الحِرفية والمعرفة بالتقنيات القديمة المستخدمة في صنعها. لكن، لا يُغفَل عن ذكر أن بعض المنتجات الحديثة قد تستخدم مواد صناعية محسِّنة لضمان المتانة والجودة، وهو تطوُّر طبيعي في صناعة الأثاث المعاصر.
- تناغُم مادة القصب ذات النسيج الرقيق، بشكل رائع، مع الألوان المحايدة والأقمشة الطبيعية والنباتات الداخلية؛ مما يخلُق جوّاً جذاباً يُشعر بالانتعاش والخلود.
- سهولة العناية بديكور القصب؛ إذ تتطلب المادة تنظيفاً جافّاً، لغرض إزالة الغبار عنها، مع تجنُّب وضعها في ضوء الشمس المباشر لساعات طويلة. يمكن أن تدوم قطع القصب المُعتنى بها جيداً لسنوات؛ حيث تتقدم في العمر برشاقة وتكتسب طابعاً مميزاً مع مرور الوقت.
طرق تنسيق ديكور القصب في غرف المنزل
.jpg)
في عالم تهيمن عليه اتجاهات الديكور العابرة، يتميز ديكور القصب بجودته وخلوده وتأثيره المريح؛ فهو جميل ومستدام وقابل للتوظيف في منزل واسع أو شقة صغيرة. في هذا الإطار، تتعدد الأفكار.
أثاث من القصب
إن وضع قطعة أثاث من القصب في أيّة غرفة منزلية، سيعزز الديكور، نتيجة دفء المادة، ولونها، وتعدد الفرص أو مجالات الاستخدام مع العديد من أنماط الديكور الداخلي المختلفة. ولكن يجب توخّي الحذر؛ فالقصب، عند استخدامه باعتدال، أكثر أناقة وعصرية من تزيين مساحة بالكامل بأثاث القصب!
ديكور الجدران
من الممكن تجديد زوايا منزلك، باستخدام ديكور القصب؛ إذ تبدو الجدران البسيطة أكثر جاذبية فور تزيينها بمجموعة من سلال القصب المنسوجة يدوياً، أو مرآة دائرية ذات إطار مصنوع من القصب.
أكسسوارات لركن الطعام

وفي ركن تناوُل الطعام، يمكن للمسات القصب الصغيرة أن تُغيّر الأجواء تماماً. في هذا الإطار، من الجذّاب أن تُستبدل بقواعد الأكواب التقليدية، أخرى مصنوعة من القصب المنسوج، واستخدام صينية متناسقة لتقديم الشاي أو القهوة. تمثّل مفارش المائدة المصنوعة من القصب، بدورها، إضافةً بسيطة أخرى جميلة.
التخزين
التخزين هو مجال آخر يتألق فيه القصب؛ بدلاً عن إخفاء الفوضى في صناديق بلاستيكية قبيحة المظهر، استثمري في بعض سلال القصب المنسوجة بشكل جميل. إنها متينة بما يكفي لحمل الغسيل أو الألعاب أو البطانيات، وأنيقة بما يكفي لعرضها بشكل مفتوح في غرفة المعيشة أو غرفة النوم. في هذا الإطار، تدعو النصيحة إلى رص سلال بأحجام مختلفة لإضفاء مظهر مريح متعدد الطبقات، يبدو أنيقاً من دون تكلُّف.
سلال للنباتات
استخدام أوعية من القصب لحمل النباتات الداخلية، يُكمل القوام الطبيعي للخضرة بشكل جميل. وحتى إضاءة المنزل، يمكن أن تُحسّنها لمسة خفيفة من القصب، من خلال الأباجورات التي تضيف توهُّجاً دافئاً ومنتشراً يُشعركِ بالراحة والدفء المنزلي- وهو تغيير بسيط يجعل الأمسيات أكثر جاذبية.