مقالات

علامات تخبرك أنك مصاب بالتفكير المفرط

التفكير المفرط أو ما يُعرف أحياناً بـ”التفكير الزائد” هو حالة نفسية يعاني فيها الشباب من تدفق مستمر وغير متوقف للأفكار التي تدور حول موضوع معين أو عدة مواضيع في آنٍ واحد. قد يبدأ التفكير بشكل طبيعي حين نواجه مشكلة أو قراراً مهماً، لكن عندما يتحول إلى نمط دائم يعيق حياتنا ويجعلنا نغرق في التفاصيل من دون التوصل إلى حل، يصبح هذا مؤشراً على وجود مشكلة تستحق الانتباه.

التفكير المفرط ليس مجرد عادة بسيطة، بل هو عرض يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على صحتنا النفسية والجسدية، ويعيق قدرتنا على التركيز واتخاذ القرارات بثقة. قد يسبب القلق المستمر، التوتر، وربما يصل إلى الاكتئاب والإرهاق النفسي والجسدي. لذلك، من المهم جداً أن نكون على وعي بالعلامات التي تخبرنا أننا نمارس التفكير المفرط، لكي نتمكن من التعامل معه بطريقة صحية وفعالة.

التفكير المفرط من وجهة نظر علم النفس

اختصاصية الصحة النفسية الدكتورة فرح الحر

اختصاصية الصحة النفسية الدكتورة فرح الحر، سنتناول أهم العلامات التي تشير إلى الإصابة بالتفكير المفرط، وستساعدك على التعرف إليها في نفسك أو في من حولك، لتتمكن من اتخاذ الخطوات المناسبة نحو تحسين جودة حياتك النفسية والعاطفية. لأن الوعي هو الخطوة الأولى نحو التغيير والتحرر من دوامة التفكير المفرط التي قد تأسرنا أحياناً.
ما رأيك متابعة هذه الصفات تمتلكها الشخصية القلقة.. تعرفي إليها

التفكير المفرط أو الزائد هو حالة عقلية نقوم فيها بتحليل المواقف، الأفكار، والقرارات بطريقة مبالغ فيها ومتكررة، من دون الوصول إلى نتائج فعلية أو حلول واضحة.

قد يتمحور التفكير المفرط حول:

  • أحداث وقعت في الماضي: فنعود لتحليلها مراراً وتكراراً.
  • أمور قد تحدث في المستقبل: حيث نشعر بقلق دائم من المجهول.

هذا النوع من التفكير يؤدي إلى استنزاف نفسي، ذهني، ومعنوي، ويؤثر على جودة حياتنا اليومية.

أبرز علامات التفكير المفرط:

  • صعوبة في اتخاذ القرارات.
  • الشعور المستمر بالتوتر أو القلق.
  • إعادة سيناريوهات قديمة في الذهن.
  • تحليل مبالغ فيه لكلام أو تصرفات الآخرين.
  • صعوبة في النوم بسبب كثرة التفكير.

مظاهر التفكير المفرط

وتتضمّن ثلاث إشارات واضحة لهذا النمط الذهني:

  • استرجاع الأحداث القديمة باستمرار: مثل تكرار مراجعة محادثات قديمة والتفكير بما كان يجب قوله أو فعله، وما كان يمكن أن يتغير لو اتخذ الشخص قراراً مختلفاً.
  • تحليل مفرط للقرارات اليومية: حتى القرارات البسيطة مثل اختيار الطعام أو الملابس، تتحوّل إلى عملية طويلة تتخللها تردد وحيرة.
  • القلق من المستقبل: من خلال تخيّل سيناريوهات سلبية وتوقع الأسوأ في كل المواقف القادمة.

أعراض التفكير الزائد وتأثيراته النفسية

سبب نشاط العقل المفرط لا يتوقف عن التفكير والتحليل
  • صعوبة في النوم: بسبب نشاط العقل المفرط، لا يتوقف عن التفكير والتحليل، خاصةً قبل النوم، مما يؤدي إلى أرق واضطرابات في النوم.
  • الشك بالنفس: يبدأ الشخص بفقدان ثقته بنفسه، ويجد صعوبة في اتخاذ القرارات. ينخفض تقديره لذاته ويشعر بالتردد المستمر، خوفاً من اتخاذ خطوات خاطئة.
  • التعلق بالماضي: يصبح الشخص مشغولاً بالأخطاء القديمة ويتمنى لو يستطيع تغييرها. هذا النوع من التفكير يؤدي إلى الوقوع في فخ التشاؤم وقد يسبب الاكتئاب .

للتخلص من التفكير الزائد، إليك النقاط الأساسية:

  • الوعي بالمشكلة: الخطوة الأولى هي إدراك أنك تعاني من التفكير الزائد، وأن هذا النمط الذهني يؤثر على راحتك النفسية.
  • كتابة الأفكار: تدوين ما يشغلك على الورق يساعدك على التفريغ العقلي، وتنظيم الأفكار، ورؤيتها بشكل أوضح وواقعي.
  • التنفس والتأمل: ممارسة تقنيات التنفس الواعي وتمارين التأمل يساعدان على تهدئة الذهن، وإبطاء سباق الأفكار، وبالتالي استعادة السيطرة على التركيز والهدوء الداخلي.

وتؤكد الحر على أهمية مواجهة الأفكار السلبية وعدم السماح لها بالتحكم في حياتنا اليومية. ينصح بتخصيص وقت محدد يومياً للتفكير، وبعده الالتزام بعدم الانغماس في هذه الأفكار طوال اليوم. تشدد على أهمية التحدث مع شخص مختص أو موثوق مثل المعالج النفسي، لفتح المجال لفهم الأمور من منظور مختلف. كما تشجع على تحويل التفكير المفرط إلى أفعال عملية صغيرة تساعد في تقليل التوتر وتحليل الأمور بشكل مفرط. وأخيراً، تؤكد على ضرورة مسامحة النفس والاعتراف بأن الخطأ جزء من الطبيعة البشرية، ويجب التعلم من هذه الأخطاء بدلاً من جلد النفس أو التظاهر بالكمال.
يمكنك الاطلاع على هل يختلف أسلوب اتخاذ القرار بين الشاب والفتاة؟

كما تشدد على ضرورة التخلص من الأفكار والمشاعر من دون كبتها، لأن الكبت يؤدي لتفاقم المشكلة. يجب تنظيم هذه الأفكار من خلال استقبالها وفهمها ثم السماح لها بالمرور، أي أخذ الدرس منها ومنح النفس وقتاً للتفكير، لكن من دون أن نغرق أو نسمح للأفكار أن تسيطر علينا بالكامل. التوازن هو المفتاح: لا نهرب من أفكارنا ولا نغرق فيها.