مقالات

عمار الشريعي.. المؤثر بالأوتار على مشاعر الجمهور العربي

يعد الموسيقار عمار الشريعي واحداً من أبرز المُبدعين الموسيقيين الذين قد أثروا الموسيقى العربية طوال عشرات السنين منذ بداية انطلاقته الفنية، ومن خلال ألحانه وموسيقاه حقق نجاحاً كبيراً لدى الجمهور بكافة أنحاء الوطن العربي، ودوماً ما ظلت ألحانه مُصاحبة لهم بفضل التأثير الكبير الذي تركته بمشاعرهم وبشكل خاص في الدراما التلفزيونية، حيث كان الموسيقار عمار الشريعي واحداً من أبرز الموسيقيين الذين وضعوا الموسيقى التصويرية لأشهر المُسلسلات التلفزيونية المصرية والتي حققت انتشاراً بكافة أنحاء الوطن العربي، وإحياءً لذكرى وفاته والتي توافق اليوم 7 ديسمبر نستعرض لكم بداية رحلته مع الإبداع الموسيقي وكيف نجح على مدار سنوات في أن يكون له مكانة خاصة بجوار كبار القامات في تاريخ الموسيقى العربية.

رحلة من أعذب الألحان مع كبار المُطربين

وُلد الموسيقار عمار الشريعي في 16 أبريل عام1948 بمحافظة المنيا في صعيد مصر، وجاءت بدايته مع عشق الموسيقى والتعلق بها حينما اشترى له والده بيانو ليقوم بتعلم العزف عليه، وخلال مرحلة الدراسة الثانوية تلقى عمار الشريعي تعليم الموسيقى على يد كبار أساتذة الموسيقى في مصر، حيث إن خلال تلك الفترة كانت وزارة التربية والتعليم قد وضعت برنامجاً خاصاً للطُلاب المكفوفين الراغبين في تعلم الموسيقى.
وخلال فترة دراسة وتعلم عمار الشريعي للموسيقى تعرف إلى المُلحن الشهير كمال الطويل والموسيقار بليغ حمدي، واللذين كان لهما دور كبير في دعمه بمسيرته الموسيقية حيث تعاون معهم في عدد من ألحانهم الخاصة من خلال التوزيع الموسيقي لها، وطوال سنوات بداية عشقه للموسيقى وتعلقه بها حرص الموسيقار عمار الشريعي على تنمية موهبته الموسيقية، وظل يتعلم بشكل أكبر ذاتياً وحينها أُصبح عازفاً في أشهر الفرق الموسيقية المصرية مُحققاً نجاحاً كبيراً وذلك لبراعته بشكل كبير في العزف على آلات البيانو والأكورديون و”الأورج”.
يُمكنكم قراءة: عمار الشريعي.. عبقري الموسيقى في السينما المصرية
ومع اختمار موهبته والتي أصقلها بالتعلم والممارسة الموسيقية بالعزف، جاءت أول ألحانه في منتصف السبعينيات، والتي قدمها مع المطربة مها صبري من خلال أغنية “امسكوا الخشب” والتي صدرت عام 1975، لينطلق في مسيرته الموسيقية من خلال مسار جديد وهو تلحين الأغاني، والتي تعاون من خلالها مع كبار المطربين في الوطن العربي.

ففي عام 1979 وضع الألحان والموسيقى التصويرية لمسلسل “الأيام”، من غناء المطرب علي الحجار، وأيضاً في عام 1980 كوّن فرقة “الأصدقاء” والتي ضمت حينما تم تأسيسها عدداً من الأصوات الجديدة ومن أبرزهم علاء عبدالخالق، منى عبد الغني، وحنان، كما حقق نجاحاً كبيراً في مجال الدراما التلفزيونية والتي تعد من أهم المحطات في مسيرته الفنية.

عمار الشريعي ورحلة من النجاح مع الدراما التلفزيونية

طوال مسيرة فنية وموسيقية استمرت لما يتجاوز الثلاثين عاماً نجح الموسيقار عمار الشريعي في أن يكون واحداً من أبرز أعمدة الدراما التلفزيونية المصرية، حيث ألف الموسيقى التصويرية لعدد كبير من المسلسلات التلفزيونية، كما كان له دور كبير في خلق نوع جديد من الإبداع الفني أطلق عليه “تيترات المسلسلات” والذي تعاون من خلاله مع كبار شُعراء العامية المصرية والمُطربين وعلى مدار أجيال فنية مُختلفة، وقد تعلق الجمهور سواء في مصر أو الوطن العربي بتلك الأغاني والموسيقى التصويرية الخاصة بـ المسلسلات على مدار سنوات ومُستمرة حتى الآن.
وجاء النجاح الحقيقي لـ عمار الشريعي في الدراما التلفزيونية عقب عرض مسلسل “ألأيام” والذي حقق نجاحاً لدى الجمهور ليؤكد عقب ذلك على عبقريته الموسيقية من خلال الموسيقى التصويرية لمسلسل “أبنائي الأعزاء شكراً” والذي يعد من أشهر المسلسلات الاجتماعية التي تم عرضها في تاريخ الدراما العربية، لينطلق عقب ذلك في مسيرته الموسيقية في الدراما التلفزيونية من خلال عشرات المسلسلات ومن أبرزها “دموع في عيون وقحة، رأفت الهجان، ليلة القبض على فاطمة، حكايات هو وهي، الشهد والدموع، العائلة، نصف ربيع الآخر، أرابيسك، ريا وسكينة”.

التميز في الموسيقى الخاصة بالأفلام في السينما المصرية

وعلى الرغم من النجاح الكبير للموسيقار عمار الشريعي بمجال الغناء والموسيقى التصويرية في الدراما التلفزيونية، إلا أنه لم يغفل السينما ونجح في أن يكون له بصمته الخاصة بالسينما المصرية من خلال الموسيقى التصويرية بعدد من الأفلام لكبار النجوم والمُخرجين، وفي عام 1979 جاء أول فيلم سينمائي ألف له عمارالشريعي الموسيقى التصويرية والألحان وهو فيلم “الشك يا حبيبي” والذي تعاون من خلاله مع الفنانة الكبيرة شادية، لينطلق عقب ذلك بتأليف الموسيقى التصويرية لعدد كبير من الأفلام السينمائية، وكان تعاونه الأبرز مع الفنان عادل إمام، في العديد من الأعمال السينمائية حيث تعاون معه في أفلام: “حب في الزنزانة، رمضان فوق البركان، كراكون في الشارع”، وأيضاً المسرح حيث وضع الألحان والموسيقى التصويرية لمسرحية “الواد سيد الشغال”.
كما جاء تعاونه مع المُخرج عاطف الطيب من أبرز محطاته في السينما المصرية، حيث قام بتأليف الموسيقى التصويرية لعدد من أبرز أفلامه، مثل: “ملف في الآداب، البريء، كتيبة الإعدام”، وطوال مسيرة فنية وموسيقية امتدت لعشرات السنوات أبدع الموسيقار عمارالشريعي في تأليف الموسيقى التصويرية لما يتجاوز الـ250 عملاً فنياً، ما بين السينما والمسرح والدراما التلفزيونية وأيضاً الفوازير.
وكان قد رحل عن عالمنا الموسيقار عمار الشريعي في مثل هذا اليوم 7 ديسمبر عام 2012 عن عمر ناهز الـ64 عاماً، وكان آخر الأعمال الفنية التي قدمها هي تأليف الموسيقى التصويرية لمسلسل “أهل الهوى”، والذي تم عرضه عقب رحيله، إلا أنه مازال حاضراً في ذاكرة ومشاعر الجمهور العربي الذي تعلق بموسيقاه وألحانه على مدار سنوات.
لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا «إنستغرام سيدتي».
وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا «تيك توك سيدتي».
ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» «سيدتي فن».