لماذا اعتزلت الطفلة المعجزة “فيروز” الفن؟

رغم بداية الطفلة “فيروز” المبكرة، واعتزالها المبكر أيضاً منذ أكثر من سبعين عاماً، إلا أن الطفلة المعجزة لا تزال إحدى أشهر نجمات السينما المصرية، كونها جمعت بين الكاريزما والعفوية وموهبة التمثيل.

ولدت “فيروز”، واسمها الحقيقي “بيروز آرتين كالفيان”، في القاهرة لأسرة مصرية ذات جذور أرمنية، وهي الأخت الكبرى للفنانة نيللي، وابنة خال الفنانة لبلبة، وتوفيت في 30 يناير عام 2016.

اكتشاف موهبتها

نشأت فيروز في منزل يعشق الفن ويقدره، واكتشفها صديق والدها الفنان السوري “إلياس مؤدب”، حيث كان يعزف في إحدى الزيارات لهم على الكمان بمنزل أسرتها، وعندما رقصت على الموسيقى التي يعزفها “إلياس مؤدب”، لفتت انتباهه، ولاحظ موهبتها وحاول تطويرها، فقام بتأليف وتلحين مونولوج لتغنيه وحدها.

وبدأ “إلياس” يصطحب “فيروز” معه في الحفلات التي يحييها لتقدم المونولوج، ولاقت نجاحاً باهراً. شاركت “فيروز” لاحقاً في مسابقة المواهب بملهى “الأوبرج” الليلي، ونجحت نجاحاً ساحقاً، والتف حولها جميع المنتجين في هذا الوقت.

نجمة المستقبل

انبهر الفنان والمنتج أنور وجدي بأداء فيروز وموهبتها، واستطاع إقناع والدها بتوقيع عقد احتكار، تتقاضى بموجبه “فيروز” ألف جنيه عن كل فيلم، ولضخامة المبلغ – وقتها – تنبأ الجميع للطفلة المعجزة بأن تصبح أبرز نجمات المستقبل، ولكن الغريب أن هذا لم يحدث، واعتزلت وهي في عمر الـ16 عاماً، رغم شهرتها الواسعة وتخليد اسمها في تاريخ السينما لم تتجاوز أعمالها 10 أفلام ومجموعة من الأغاني الرائعة.

سبب اعتزالها

روايات مختلفة تحدثت عن أسباب عدم استكمال “فيروز” لطريق النجومية، من بينها رفض والدها تكرار عقد الاحتكار مع “أنور وجدي”، بنفس قيمة العقد الأول الذي يبلغ ألف جنيه عن كل فيلم، فيما أصر “وجدي” على موقفه، مبرراً ذلك بتراجع شعبيتها، وعدم تقبل الجمهور بعد أن تغير شكلها في مرحلة المراهقة.

كما أكد البعض أن خلافاً بين والد “فيروز” و”فاتن حمامة” كان السبب، حيث رفضت “فاتن” أن تشارك “فيروز” في فيلم “ياسمينا”؛ بسبب إصرار والدها على وضع اسم ابنته على الأفيش رغم صغر سنها، وعلى خلفية ذلك؛ ترددت شائعات برفض “فيروز” مشاركة أفلام ليست ببطولتها، مما تسبب في تراجع إيرادات أفلامها نسبياً.

من ناحية أخرى، أكدت أسرتها أنها اختارت الابتعاد بعد تغير ملامحها، كما أنها تعرفت إلى الفنان “بدر الدين جمجوم” خلال عملها بفرقة “إسماعيل ياسين”، ونشأت بينهما قصة حب أفضت إلى زواجهما في النهاية، وأثمر زواجهما عن طفلين “أيمن” و”إيمان”.

فيما فضل “جمجوم” أن يكون دورها كزوجة وأم لأولاده أهم من عملها الفني، واستجابت “فيروز” لرغبته، وتركت النجاح الساحق والإيرادات الخيالية، ليستمر زواجهما أكثر من ثلاثين عاماً حتى وفاة الزوج في أوائل التسعينيات، وكان آخر ظهور لفيروز أثناء تكريمها في «مهرجان القاهرة السينمائي» في عام 2001، إلى أن توفيت عن عمر يناهز الـ 72 عاماً في 2016.