متلازمة الاحتراق النفسي.. لماذا يشعر الشباب بالإرهاق العاطفي سريعاً؟

يتحدث الشباب بشكل متكرر على مواقع التواصل الاجتماعي عن الإرهاق النفسي، أو ما يُعرف بـ”الاحتراق النفسي”، رغم أن هذا الشعور قد يكون مرتبطاً في السابق بمن هم أكبر عمراً.
وعلى الرغم من أن عمر الشباب يفترض أن يكون سنوات مليئة بالطاقة والحيوية، لكن الأمر بات ناقوس خطر، لا سيما أن الشباب يشتكون من فقدان الدافع، التعب المستمر، اضطرابات النوم، والمشاعر السلبية المتكررة.
ما هي متلازمة الاحتراق النفسي؟
بحسب تقرير منشور على موقع Healthline، فإن الإرهاق العاطفي هو حالة من الإنهاك العقلي والنفسي، ناتجة عن التعرض المستمر للضغوط في الحياة الشخصية أو المهنية أو كلتيهما.
أعراض الاحتراق النفسي
وهناك علامات تشير إلى الإصابة بمتلازمة الاحتراق النفسي، مثل:
- انخفاض مستوى الطاقة.
- اضطرابات النوم.
- فقدان الشغف.
- الشعور بالتعب المتكرر.
- فقدان الحافز.
- التهيّج والعصبية.
- الأرق.
- الشعور باليأس.
- قلة التركيز.
- الصداع.
- تغير الشهية.
- العصبية المفرطة.
- الاكتئاب.
لكن الأخطر من ذلك هو أن هذه المتلازمة قد تتسلل بهدوء، لتتحول إلى حالة مزمنة تؤثر سلباً على الصحة الجسدية والنفسية على حد سواء، ما لم يتم التدخل والعلاج.
لماذا يعاني الشباب بسرعة من الإرهاق العاطفي؟
في مقال نشر على موقع naperville counseling، تسلط المعالجة النفسية كيللي لابورت الضوء على ظاهرة مقلقة؛ وهي أن المراهقين والشباب اليوم يعانون من الإرهاق بوتيرة أسرع من أي وقت مضى.
توضح “لابورت” أن جيل اليوم يخضع لضغط غير مسبوق؛ بين الدروس المكثفة، الامتحانات المتواصلة، التنافس في المرحلة الجامعية، والمطالبة بالحفاظ على حياة اجتماعية جيدة. وقد أشارت إلى أن العديد من المراهقين ينامون فقط 4-5 ساعات يومياً، ويقضون بقية اليوم في التنقل بين الدراسة والتدريب والمهام المنزلية.
مع هذا الجدول اليومي المزدحم، وكذلك ضغوط وسائل التواصل الاجتماعي، بات من الطبيعي أن تظهر أعراض الاحتراق النفسي على هؤلاء الشباب، ومن المؤسف أن النظام التعليمي والاجتماعي لا يوفر لهم مساحات كافية للراحة والتنفس، حسب الخبيرة.
عوامل تسبب الاحتراق العاطفي لدى الشباب
هناك أسباب عديدة وراء الاحتراق العاطفي، فأغلب الشباب مستنزفون نفسياً. ومن أبرز العوامل التي وردت في الدراسات والمصادر السابقة:
- الضغوط الأكاديمية؛ مثل الدراسة المكثفة، أو التحضير لاختبارات القبول الجامعي.
- العمل بدوام طويل أو في بيئة مرهقة.
- رعاية أفراد العائلة أو الأطفال في سن مبكرة.
- الصعوبات المالية أو الحياة في ظل الفقر.
- فقدان أحد الأحبّة، أو المرور بمرحلة طلاق مؤلمة.
- التواجد المستمر على مواقع التواصل الاجتماعي.
وهنا أشارت الخبيرة إلى أن حياة الآخرين المثالية باتت عبئاً نفسياً إضافياً على الشباب، خصوصاً من يقارنون أنفسهم بغيرهم طوال الوقت.
العواقب النفسية والجسدية للاحتراق العاطفي
- عادة ما يتجاهل الشباب الأعراض السابقة، والتي تشير إلى ارتفاع فرص الإصابة بحالة الاحتراق العاطفي، لكن تجاهل أعراض الإرهاق العاطفي قد يؤدي إلى نتائج صحية خطيرة، مثل:
- ارتفاع ضغط الدم.
- ضعف جهاز المناعة.
- زيادة الوزن أو فقدانه بشكل غير طبيعي.
- القلق والتوتر المزمن.
- الاكتئاب.
- اضطرابات النوم المزمنة.
ولدى المراهقين، قد تظهر هذه العوارض بشكل أكثر حدة، مثل: الانعزال، ضعف الأداء الأكاديمي، نوبات القلق، فقدان الرغبة في الحياة، بل وفي بعض الحالات التفكير في الانتحار.
ووفقاً لتقارير المركز الوطني للإحصاءات الصحية في الولايات المتحدة، فإن الانتحار كان ثاني سبب رئيسي للوفاة بين الفئة العمرية من 15 إلى 24 عاماً عام 2017، ما يدق ناقوس الخطر حول حجم الضغوط النفسية التي يواجهها الشباب.

نصائح للتخفيف من الإرهاق العاطفي
يجب أولاً الانتباه إلى أعراض الاحتراق النفسي، ثم البحث عن طرق للدعم، سواء من الأهل أو الأصدقاء؛ للحد من تبعات هذه الحالة، وينصح الخبراء بعدد من الخطوات العملية، مثل:
الراحة
حالة الاحتراق النفسي، كما سبق وتم وصفها، هي نتيجة لحياة مليئة بالمهام وذات وتيرة سريعة، لذلك فالعلاج يبدأ بإتاحة يوم راحة نفسي من المدرسة أو العمل عند الحاجة، تماماً كما يفعل الكبار.
تنظيم الوقت
في حالة التشويش العقلي، فإن تنظيم الوقت من أهم السبل للحد من الضغوط، لذلك يجب التخطيط المسبق للأيام؛ لأنه يساعد على تخفيف الفوضى وتقليل التوتر.
العناية الذاتية
هناك العديد من النشاطات التي تحدّ من الشعور بالاحتراق النفسي؛ مثل الاستماع إلى الموسيقى، الرسم، الكتابة، أو أي نشاط يساعد على التفريغ العاطفي.
ممارسة التمارين الرياضية
الرياضة ليست نشاطاً تقتصر فوائده على الجسم فحسب، بل إن النشاط البدني يرفع من هرمونات السعادة ويقلل التوتر.
تعليم فن قول “لا”
لا تدع نفسك فريسة للضغوط، وارفض الأشياء التي تزعجك، وتجنّب تحميل النفس فوق طاقتها.
ممارسة اليقظة الذهنية
وهي مهارة ذهنية تساعد على التركيز في اللحظة الحالية، وقد ثبت أنها تخفف من القلق والإرهاق.
متى يجب طلب المساعدة؟
إذا استمرت الأعراض أو تفاقمت، ينصح باللجوء إلى اختصاصي نفسي. وقد يكون من المفيد في بعض الحالات استخدام العلاج السلوكي المعرفي (CBT) أو تقنيات الاسترخاء. وفي بعض الحالات، يمكن للطبيب اقتراح أدوية للمساعدة على النوم أو تخفيف أعراض القلق والاكتئاب.
اقرأوا أيضاً: عادات يومية بسيطة يمكنها أن تزيد من سعادتك