مقالات

مهارات ريادية أساسية يجب أن يتمتع بها رائد الأعمال.. ما هي؟

ريادة الأعمال هي ميدان يحول فيه المبدعون أفكارهم إلى مشاريع واقعية مربحة، وفي هذا الميدان لا بد من توفر مهارات متنوعة تضمن النجاح والتميز، ولا بد من تطوير هذه المهارات بشكل دائم لضمان الاستمرارية ومواكبة التغيرات والقدرة على المنافسة. ولا تنحصر المهارات الريادية في إطار محدد، إنما يجب أن تطال كافة جوانب العمل الإبداعية والفنية والتقنية والقيادة وإدارة الأعمال وغيرها..
العديد من خبراء ومنصات ريادة الأعمال والاقتصاد تناولوا هذا الأمر تفصيلياً، وتعددت الآراء حول عدد من المهارات التي لا بد وأن تتوافر في شخصية رائد الأعمال وممارسته للعمل، فيما اتفقت معظم الآراء على كون شخصية رائد الأعمال هي شخصية مقدامة ومبادرة وتتعامل مع التحديات بكونها فرصاً أكثر من كونها عقبات..
لذا دعونا نرى ما هي أبرز هذه المهارات الريادية؟ وماذا لو توفرت إحدى هذه المهارات؟ وكيف يمكننا تحسين مهارة ما؟

مهارات للتقدم بثقة وثبات:

مهارات للتقدم بثقة وثبات – الصورة من freepik تصوير 8photo
 

وفق تقرير نشرته عبر موقع كلية هارفارد العالمية للأعمال HARVARD BUSINESS SCHOOL حددت أخصائية التسويق كيلسي ميلر 10 مهارات أساسية لريادة الأعمال ليتقدم بثقة وثبات في أعماله وهي:

الفضول:

الفضول هو سمة تميز رواد الأعمال عن أي شخص آخر، وهذه السمة تدفعه للبحث المستمر عن الفرص الجديدة، فيسأل أسئلة صعبة، ويحاول إيجاد إجابات لها وتحدي الواقع الراهن للوصول إلى اكتشافات قيمة في مجال ما يحدده بنفسه.

الاستعداد للتجربة:

إلى جانب الفضول، يجب أن يكون رائد الأعمال مدركاً لأهمية التجريب ومستعداً له، لكن هذا التجريب يجب أن يكون منظماً ومدروساً، ومع كل فرصة جديدة، يجب على رائد الأعمال إجراء اختبارات لتحديد ما إذا كانت هذه الفرصة جيدة ومفيدة وتستحق الاستمرار بها، وللقيام بذلك، سيحتاج إلى إجراء أبحاث سوق شاملة وإجراء اختبارات ذات مغزى للتحقق من صحة الأفكار وتحديد إمكاناتها.

التكيف:

ريادة الأعمال هي عملية مستمرة، وتظهر تحديات وفرصاً جديدة في كل منعطف، ويكاد يكون من المستحيل أن يكون رائد الأعمال مستعداً لكل طارئ، لذا من أبرز المهارات التي تساعد رائد الأعمال هنا هي القدرة على التكيف، وهذا يعني تقييم المواقف والحفاظ على المرونة لضمان استمرار الأعمال بغض النظر عن التغييرات غير المتوقعة.

الحسم:

هناك بعض المواقف والمحطات التي تتطلب من رائد الأعمال اتخاذ قرارات صعبة، فبالنهاية هو المسؤول عن توجيه مسار أعماله. وهذا لا يعني دوماً أن قراراته الحاسمة قد تكون أفضل القرارات، ولكنها تكون ضرورية في حينها، لذا عليه متابعة نتائج هذه القرارات، وإذا ثبت عدم تحقيقها لنتائج إيجابية هنا يأتي مكان القرارات التصحيحية التي لا تقل أهمية عن القرارات الأساسية.

الوعي للقدرات:

يدرك رائد الأعمال الناجح نقاط قوته وضعفه، وبدلاً من أن يسمح لنقاط الضعف بأن تكون عائقاً أمام النجاح، يقوم ببناء فريق عمل متكامل لتعويض هذه النقاط لديه والتكامل معه في القدرات، وهذا الفريق هو الذي يقود المشروع نحو النجاح بالأخص عندما يتم الاتفاق على هدف مشترك للجميع.

إدارة المخاطر:

ريادة الأعمال ليست ميداناً آمناً، وهي غالباً ما ترتبط بالمخاطرة منذ بداية إطلاق المشروع، لذا لا بد من رائد الأعمال الاستعداد لذلك ووضع خطة استباقية للتعامل مع المخاطر المحتملة تتوازن مع تصورات النجاح، وهذه الخطة لا تعني بالضرورة إلغاء المخاطر بل الجهوزية للتعامل معها والتخفيف من حدتها للمرور منها بأمان إلى مرحلة جني الثمار أو بمعنى آخر النجاح.

تقبل الفشل:

إطلاق مشاريع وشركات جديدة لا يعني بالضرورة أن كلها ستستمر وتنمو وتنجح، فاحتمال الفشل وارد جداً في أي عمل وله أسباب متفاوتة وعديدة وواسعة الإطار، منها ما يتعلق بطبيعة المشروع وطرق تنظيمه وإدارته ومنها ما يتعلق بمتطلبات ومتغيرات السوق والعديد من الأسباب الأخرى، وفي حين يمكن تجنب العديد من هذه الأسباب من خلال إدارة المخاطر، إلا أن بعضها لا يمكن تجنبه، لذلك على رائد العمال إعداد نفسه لتقبل الخسارة أو الفشل والتعامل معه بروح إيجابية حتى لا تكون هذه نقطة توقف، بل حافزاً للبحث عن فرص جديدة.

المثابرة:

في حين أن العديد من رواد الأعمال الناجحين يشعرون بالراحة مع احتمال الفشل، إلا أن هذا لا يعني أنهم يستسلمون بسهولة، بدلاً من ذلك، ينظرون للفشل كفرصة للتعلم والنمو. وأحد الأمور التي تجعل رائد الأعمال ناجحاً هو استعداده للتعلم من الأخطار وطرح الأسئلة والاستمرار حتى يصل إلى هدفه.

التفكير الإبداعي:

التفكير الإبداعي – الصورة من freepik تصوير creativeart

الابتكار وريادة الأعمال توأمان متلازمان، والابتكار لا ينطوي دائماً على إنشاء منتج أو خدمة جديدة تماماً، بل قد يكون من خلال أخذ منتج أو خدمة موجودة فعلاً وتحسينها بشكل كبير لتلبية الاحتياجات المتغيرة للسوق، وهو ما اتجهت نحوه العديد من الشركات الناشئة الأكثر نجاحاً، وسمة الابتكار هي نوع من العقلية الاستراتيجية التي يمكن تنميتها، حتى لو لم تكن متواجدة بشكل طبيعي لدى رائد الأعمال، وذلك من خلال تطوير مهاراته في تحليل الواقع والبحث عن الحلول، مما سيجهزه لاكتشاف الفرص المبتكرة وتوجيه المشروع نحو النجاح.

التخطيط البعيد المدى:

بالنسبة لمعظم الناس فإن ريادة الأعمال تعني إطلاق المشروع، وتأمين أساسيات نجاحه مثل التمويل، لكن في الحقيقة فإن العملية لا تنتهي بمجرد بدء التشغيل، فالصعوبة الحقيقة والتحدي الأكبر يكمنان في تحقيق الاستدامة والنمو للمشروع، فريادة الأعمال هي مسعى طويل الأمد وعلى رواد الأعمال التركيز على العملية من البداية إلى النهاية لضمان النجاح على المدى الطويل.

مهارات أخرى لا يمكن الاستغناء عنها:

كلية EDHEC الدولية للأعمال حددت أيضاً عبر موقعها الإلكتروني عدداً من المهارات التي تقاطع بعض منها بشكل كبير مع المهارات المذكورة سابقاً، مثل:
مهارة التفويض: والتي يعنى بها توزيع المهام على فريق العمل المتكامل القدرات، مما يساعد رائد الأعمال على تعويض القدرات غير المتواجدة لديه
مهارة التفكير الاستراتيجي: التي عرفها مقال كلية هارفارد بالتخطيط البعيد المدى، وهنا يذكر مقال كلية EDHEC الدولية للأعمال أن إحدى أهم المهارات الريادية هي القدرة على رؤية الصورة الكبيرة والتعرف إلى ما هو مهم لتقدم عملك
مهارة المرونة: وهي مسمى آخر لما أسميناه سابقاً تقبل الفشل؛ إذ إن جميع الشركات معرضة للانتكاسات والفشل من وقت لآخر، والمرونة هي ما تسمح لرائد الأعمال بتقبل هذه الإخفاقات والتعلم منها والمضي قدماً بشكل أقوى.

فيما ذكرت المدرسة مهارات أخرى لا يمكن الاستغناء عنها في شخصية رائد الأعمال وهي:

التقدير:

يعتمد نجاح أي عمل تجاري إلى حد كبير على رضا العملاء؛ إذ لا يمكنك أن تكون رائد أعمال ناجحاً إذا فشلت في تقدير عملائك؛ لذا فإن مفتاح تحقيق ذلك هو فهم عملائك واحتياجاتهم وما يريدون الحصول عليه من خلال عملك. إن فهم احتياجات عملائك أمر بالغ الأهمية لبناء علاقات قوية معهم، وهذا ما قد يجعل عملاءك أكثر ميلاً إلى تفضيل شركتك على شركات أخرى.

إدارة الوقت:

إن إدارة الوقت مهمة للجميع، ولكنها ضرورية للغاية بالنسبة لرجال الأعمال، وعندما تدير عملك الخاص، يكون لديك دائماً الكثير للقيام به والقليل من الوقت، لذا للحفاظ على سير عملك بسلاسة، تحتاج إلى تقسيم وقتك بشكل فعال بين مهامك ومسؤولياتك العديدة، وأن تكون قادراً على تحديد الأولويات وتركيز طاقتك على ما سيكون له أعلى عائد على الاستثمار.
اقرؤوا أيضاً: أهم مجالات الاستثمار لرواد الأعمال في عام 2025

التواصل الفعال:

يعد التواصل إحدى أهم المهارات الريادية. فمهما كان حجم وطبيعة عملك، فلن تتمكن من تنمية شركتك دون مهارات تواصل فعّالة. فهي لا تساعد في تعزيز العلاقات الداخلية فحسب، بل إن التواصل الواضح والمباشر يجعل من السهل على رواد الأعمال جذب جمهورهم المستهدف، كذلك تعمل مهارات التواصل الجيدة على تعزيز الإبداع. وعلى رائد الأعمال أن يعرف كيفية توصيل الأفكار المبتكرة والاستراتيجيات الجديدة إلى الموظفين. إن الطريقة التي تتفاعل بها مع موظفيك وعملائك ستحدد نجاح شركتك.

مهارة إتقان التعامل مع المال:

إلى جانب اتفاقه مع كل ما ذكر من مهارات، هناك مهارة إضافية يذكرها موقع INVESTOPEDIA المتخصص بالأعمال، وهي مهارة إتقان التعامل مع المال، ما هي هذه المهارة؟
إن التدفق النقدي الثابت هو جوهر أي عمل تجاري جديد ناجح، وهو أمر ضروري للحصول على الحاجيات، ودفع الإيجار، وصيانة المعدات، والترويج للأعمال التجارية. إدارة التدفق النقدي الصارمة والمنتظمة هي المفتاح للحفاظ على معدل الربح. إن معرفة كيفية إدارة الأموال وفهم البيانات المالية أمر بالغ الأهمية لأي شخص يدير أعماله الخاصة. على رائد الأعمال معرفة إيراداته وتكاليف عمله وكيفية زيادتها أو خفضها على التوالي، والتأكد من عدم استنزاف الأموال، مما سيسمح له بالحفاظ على استمرارية العمل.
ويذكر المقال أن معظم الشركات الجديدة لا تحقق ربحاً في غضون العام الأول، ولا بد من تخصيص المال الاحتياطي لهذه المرحلة، للمساعدة في التخفيف من خطر نقص الأموال، كذلك من الضروري الفصل بين التكاليف الشخصية والتجارية، وعدم اللجوء إلى أموال الأعمال لتغطية تكاليف المعيشة اليومية. تقول المنصة إنه من المهم أن يدفع رائد الأعمال لنفسه راتباً واقعياً يسمح له بتغطية الضروريات، ولكن ليس أكثر من ذلك بكثير، وهذا قد يؤثر على مستوى معيشة رائد الأعمال وعائلته أو الأشخاص المسؤولين منه، وعليه أن يكون واضحاً ودقيقاً فيما يتعلق بهذا الأمر من البداية للتأكد من الاستعداد لذلك الأمر.

كيفية تنمية المهارات:

تطوير المهارات – الصورة من pexels تصوير pavel danilyuk

بالنسبة لكلية EDHEC الدولية للأعمال فإنه على الرغم من أن بعض هذه المهارات قد تأتي بشكل طبيعي لبعض الأشخاص أكثر من غيرهم، إلا أن العديد منها يمكن تعلمها أو تطويرها من خلال الممارسة، ولكن كيف؟
تقول الكلية إن هناك العديد من الطرق المختلفة التي يمكنك استخدامها لتطوير مهاراتك الريادية:
ومنها:

  • الالتحاق بدورات متخصصة:

إن إحدى التقنيات الفعّالة لتحسين مهاراتك الريادية هي الالتحاق بدورة تدريبية في مجال الأعمال، أو التسويق، أو إدارة الأموال، أو أي جانب إداري آخر من جوانب تطوير قدراتك.

  • حضور الفعاليات وورش العمل:

يمكن لرائد الأعمال أيضاً حضور ورش عمل ريادة الأعمال وفعاليات التواصل. وبصرف النظر عن الفائدة المباشرة للتعلم، يمكن ذلك رائد الأعمال من اكتساب جهات اتصال قيّمة والتحدث مع متحدثين ذوي خبرة والحصول على نظرة ثاقبة حول العمل.

  • اللجوء للخبراء والمرشدين:

الاستفادة من أصحاب الخبرة والاختصاص مفيد للغاية لتطوير المهارات الريادية لرائد الأعمال، ويمكن له ملاحظة نشاط صاحب عمل لمدة يوم أو يومين من أجل فهم كيفية إدارته لأعماله.

  • تنمية مهاراتك القيادية:

بصفتك قائداً أو مديراً للفريق يمكن لذلك مساعدتك على تنمية بعض المهارات. فقد تطلب ملاحظات من زملائك في الفريق والزملاء الآخرين لمساعدتك على تطوير مهاراتك الإدارية والقيادية بشكل أكبر.
في الختام، إذا كنتم تتجهون نحو العمل الحر، اعرفوا أن العمل الحر: مغامرة لها مزاياها وعيوبها تعرفوا إليها..