مهارة التفكير قبل الكلام فن التواصل الواعي

السرعة التي فرضتها علينا مواقع التواصل الاجتماعي انعكست على كل شيء، حتى على سلوكيات الكلام والتواصل، بات جيل الشباب أكثر ميلاً للردود المتسرعة حتى وإن كانت جارحة أو غير مناسبة.
الآن، مهارة “التفكير قبل الكلام” أكثر أهمية من أي وقت مضى، لأنه من خلال التفكير الجيد يمكن تحويل نقاش ساخن، إلى حوار هادئ ومثمر، يمكن من خلال اختيار الكلمات وتحديد نقاط الحوار أن يعزز الطرفان التقدير المتبادل، بدلاً من أن تكون ساحة للصراع وسوء الفهم.
بحسب مقال نُشر في موقع Calm بعنوان “كيف ولماذا تفكر قبل أن تتكلم: 12 نصيحة واعية”، التفكير قبل الكلام يساعد على تهدئة الانفعالات، وتوضيح الأفكار، وبناء الثقة مع الآخرين، هذه النصائح، التي يستعرضها المقال، تسلط الضوء على أهمية الوعي الذاتي والتأمل في كل كلمة تُقال.
أهمية التفكير قبل الكلام
غالباً ما نجد أنفسنا نتحدث بسرعة، بدافع التفاعل اللحظي أو الرغبة في إثبات وجهة نظرنا، لكن التسرع في التعبير عن الأفكار قد يؤدي إلى نتائج عكسية، وفقاً لموقع Headspace، يشير الخبراء إلى أن التفكير قبل الكلام يتيح للمتحدث فرصة تقييم الموقف، واختيار الكلمات التي تناسب اللحظة والمستمع.
التفكير الجيد قبل الإدلاء برأي في نقاش يجنبنا الوقوع في فخ الكلمات الجارحة أو غير المناسبة.
وتكمن أهمية التفكير قبل الكلام في عدة نقاط رئيسية:
- يمنح المتحدث فرصة تقييم الموقف بدقة.
- يساعد في اختيار الكلمات المناسبة لكل لحظة ومستمع.
- يقي من استخدام كلمات جارحة أو غير مناسبة.
- يضمن نقل الرسائل بوضوح وكفاءة.
- يعزز الثقة المتبادلة في التواصل.
استراتيجيات عملية لتعزيز هذه المهارة
حدد خبراء مجلة Calm عدة استراتيجيات من شأنها أن تساعد على التفكير الجيد قبل الكلام والوصول إلى الأهداف المطلوبة وتم حصرها في التالي:
التنفس العميق
قبل التحدث، خذ لحظة للتنفس بعمق، يساعد التنفس العميق على تهدئة التوتر ومنحك مساحة للتفكير، كما أنه فرصة للتوقف عن الرد المتسرع، أيضاً التنفس العميق يشعر الشخص بالهدوء الداخلي، من ثم يقلل من حدة الرد.
توجيه الأسئلة لنفسك
واحدة من الاستراتيجيات الفعالة في تهذيب الكلام، هي أن تسأل نفسك، هل كلامي حقيقي؟ مفيد؟ لطيف؟ ضروري؟، تقييمك هذا يمنحك الفرصة للتفكير، ومن ثم عدم التسرع في ردود ربما تكون مؤذية للآخرين.
الاستماع الجيد
لا تتعجل في الرد، استمع بتركيز، وحاول فهم ما وراء الكلمات، الحديث نفسه هو فرصة للتفكير الجيد في الرد المناسب، كما أن فهم الطرف الثاني جيداً يساهم في مساعدته دون تسرع.
التعاطف
ضع نفسك مكان المستمع، وفكر كيف ستشعر إذا سمعت الكلمات نفسها، صحيح أن التفكير العلمي المرتب أمر هام، غير أن الرحمة وتفعيل المشاعر الإيجابية قد يكون تأثيرها أكبر في التواصل الجيد.

تطبيقات في الحياة اليومية
ليس من السهل دائماً ممارسة هذه المهارة، خاصةً في مواقف مليئة بالتوتر كالمناقشات العائلية أو اجتماعات العمل، لكن القليل من الوعي قد يصنع فرقاً كبيراً.
على سبيل المثال، في مواقف الخلافات، من الأفضل التريث قبل الرد السريع، يمكن للتفكير الهادئ أن يحوّل الحوار من مشاجرة إلى نقاش بنّاء.
في الحياة المهنية، التفكير قبل الكلام يساعد على تقليل الأخطاء في التواصل مع الزملاء والعملاء، بحسب مقال في MasterClass، فإن هذه المهارة تُظهر احترامك للآخرين وتجعلك قائداً ناجحاً.
الصحة النفسية والتواصل الواعي
ثمة بُعد آخر شديد الأهمية في مهارة التفكير قبل الكلام، وهو الصحة النفسية.
التفكير قبل الكلام لا يؤثر فقط على جودة العلاقات، بل ينعكس أيضاً على صحتنا النفسية، وحدد خبراء علم النفس تأثير التفكير الجيد قبل الكلام على الصحة النفسية في الآثار التالية:
- التواصل الواعي يقلل من التوتر.
- يحسن احترام الذات.
- يقلل من الشعور بالذنب.
- يحد من القلق الناتج عن قول أشياء نندم عليها لاحقاً.
نصائح لتطوير التفكير قبل الكلام
تحقيق كل السابق من نصائح يحتاج إلى تدريب يومي لخلق عادة الاستماع الجيد والتفكير المتأني بدلاً من التسرع، وفيما يلي إرشادات من شأنها أن تساعدك على تبني سلوك التفكير قبل الكلام:
- تدريب يومي: خصص 5 دقائق يومياً للتفكير الواعي، دون أفكارك، وراجع كلماتك قبل التحدث.
- التغذية الذهنية: اقرأ كتباً عن الذكاء العاطفي والتواصل.
- طلب الملاحظات: استعن بأصدقاء موثوقين لتقييم أسلوبك في الحديث.
- تجنب السلبية: ابتعد عن المبالغات والانتقادات اللاذعة.
من خلال تطبيق جميع النصائح التي حددها خبراء علم النفس وهي أن يصبح التفكير قبل الكلام عادة أساسية وبسيطة، وستلاحظ بعد ذلك كيف تغيرت حياتك للأفضل وكيف أصبح التواصل مع الآخرين مجدياً وأكثر فائدة.
اقرئي أيضاً كيفية التخلص من الشعور بالذنب واللوم الذاتي