اخبار المغرب

وسائل إعلام أوروبية تستهدف المنتجات الفلاحية المغربية بحملات تبخيسية

رغم التوضيحات التي قدمها المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية “أونسا” حول وجود عقوبات ضد مصدري شحنة من البطيخ المغربي تحمل نسبا مرتفعة من مبيد “الميثوميل”، فإن الإعلام الإسباني، وبعض وسائل الإعلام الأوروبية، اخبار السعودية شن “حملة ممنهجة ضد المنتجات المغربية”.

هاته الحملات تستهدف الإضرار بسمعة المنتج المغربي الفلاحي، إذ تجاهلت جل الصحف الأوروبية التوضيحات التي قدمتها الجهة الوصية المغربية، التي سبق أن أكدت لهسبريس أن “الأمر يتعلق بشحنة واحدة فقط، وليس جميع الصادرات التي تم توجيهها إلى أوروبا”.

مصدر من المهنيين في مجال تصدير الفواكه والخضر أوضح أن “هاته الحملات الدعائية تنم عن عدم وجود وعي لدى بعض الصحف الأوروبية عن طبيعة تصدير المنتجات الفلاحية بالسلسلة التجارية العالمية، التي تخضع دائما للمراقبة والتدقيق، كما هو الحال لدى المنتج المغربي المعروف بجودته وسمعته الكبيرة”.

وأورد المصدر المهني ذاته، في حديثه لهسبريس، أن “الواقعة التي حدثت للبطيخ المغربي تعد استثناء وحيدا، ولا تشمل باقي المنتجات الأخرى، التي تخضع للمراقبة والعناية اللازمة، قبل توجيهها للتصدير إلى الخارج”.

وأفاد المصدر عينه بأن “الحل الذي بقي لمواجهة مثل هاته الحملات الدعائية هو توجيه دعوة لوسائل الإعلام الأوربية من أجل الوقوف بشكل مباشر على مراحل الإنتاج الفلاحي المغربي، ثم جميع مراحل المراقبة، ثم التصدير، حتى يتبين لها الأمر بشكل واضح”.

طيلة سنوات تشن أوساط من المصدرين الإسبان حملات شرسة على المنتجات الفلاحية المغربية، في ظل تصاعد مخاوفهم من استحواذها على الأسواق الأوروبية؛ ورغم محاولاتهم المتعددة نجحت بعض المنتجات المغربية في “التفوق على نظيراتها الإسبانية، أهمها الطماطم، التي غزت جل الأسواق الأوروبية، مزيحة نظيرتها الإسبانية من العرش”.

ومع حادثة الشحنة المغربية من البطيخ استغلت وسائل الإعلام الأوروبية الحادثة للتحذير من المنتجات الفلاحية المغربية، وذهب بعضها إلى وصفها بـ “التهديد الخطير للأمن الغذائي لأوروبا”، وهو أمر يتعارض مع التوضيحات التي قدمها المغرب، وأيضا مع التحذيرات التي يطلقها نظام الإنذار السريع للمجتمع للأغذية والأعلاف الأوروبي “Rasff”، التي لا تقتصر على المنتجات الأجنبية، بل تصل أيضا إلى الأوروبية.

رياض وحتيتا، خبير في المجال الفلاحي، قال إن “المنتجات الفلاحية المغربية أصبحت تشكل رقما صعبا على الصعيد الأوروبي، سواء من حيث المنافسة أو الجودة”.

وأورد وحتيتا، ضمن تصريح لهسبريس، أنه “قبل الجائحة كانت فرنسا وإسبانيا تستوردان المنتجات الفلاحية المغربية، مع تغيير مكان إنتاجها قصد تصديرها إلى دول أخرى، غير أنه في الوقت الحالي أصبح المصدرون المغاربة يتوجهون بأنفسهم إلى هاته الأسواق الجديد، الأمر الذي يشكل قلقا لهاته الأطراف”.

واعتبر الخبير في المجال الفلاحي أن “دخول المنتجات الفلاحية المغربية إلى أسواق مثل بريطانيا، وسويسرا، المعروفة بصرامتها في ما يتعلق بشروط السلامة الوقائية، دليل على جودة الصادرات المغربية”.

“بكل تأكيد هاته الحملة التي تشنها وسائل الإعلام بالجارة الشمالية وأوروبا سيكون لها تأثير على سمعة المنتج المغربي بالخارج”، يضيف المتحدث عينه، مبرزا أن “هاته الحملة تظهر مدى التنظيم والاتحاد الذي تتوفر عليه أوساط التصدير بإسبانيا، وهو ما يجب أن يتوفر لدينا أيضا”.