7 طرق لتحفيز طفلك على القراءة..لبناء أساس قوي لمستقبله وشخصيته

اللقاء والدكتور حافط السيد أستاذ التربية وعلم نفس الطفل الذي يقدّم رؤية واضحة حول أهمية القراءة في حياة الطفل، ويعرض نصائح عملية لتشجيع أطفالهم على البحث والمعرفة والقراءة الحقيقية بطرق ممتعة ومحبّبة.
القراءة ليست مجرد معرفة.. إنها بناء للإنسان
القراءة تُنمّي لغة الطفل، خياله، قدرته على التفكير، تواصله الاجتماعي، ثقته بنفسه، وعلاقته بوالديه. القراءة الأساس المعرفي لكل خطوة سيخطوها في المدرسة، وفي حياته المستقبلية، حين تفتح الأم كتاباً لطفلها، فهي في الحقيقة تفتح له باب المستقبل، وكل طفل يُمكن أن يحب القراءة فقط إذا وجد من يمسك بيده في بدايتها.
أولاً: لماذا القراءة مهمة للطفل؟

تعزيز اللغة وتنمية مهارات التعبير
القراءة من أهم الوسائل التي تُنمِّي لغة الطفل منذ سنواته الأولى. فعندما يقرأ الطفل، أو يسمع القراءة بصوت والدته أو والده، يتعرّف إلى كلمات جديدة قد لا يسمعها في حياته اليومية. هذا التعرّض الغني للّغة يُكسبه مخزوناً لغوياً أكبر، و قدرة أفضل على التعبير عن المشاعر والأفكار.
وتشير الدراسات التربوية أن الأطفال الذين يتعرّضون للقراءة المبكرة، يتفوقون في الكتابة لاحقاً، وتتطور لديهم “اللغة ” فيكون النطق أوضح والفهم أعمق للجمل والتراكيب.
تنمية الخيال والإبداع
كل قصة هي عالم جديد. من خلال القراءة، يسافر الطفل إلى أماكن لم يرها، ويتعرّف إلى شخصيات غريبة، ويعيش أحداثاً مختلفة. هذا كله يفتح باب الخيال أمامه ويجعله يفكر خارج حدود الواقع.
الطفل الذي يمتلك خيالاً خصباً يكون أكثر قدرة على ابتكار الحلول، ومواجهة المشكلات، وتوليد أفكار جديدة. الإبداع لا يأتي من الفراغ، إنه نتيجة تراكم الخبرات، والقراءة إحدى أهم هذه الخبرات.
بناء شخصية اجتماعية وعاطفية متوازنة
القصص ليست مجرد أحداث؛ إنها تجارب عاطفية؛ من خلالها يتعرف الطفل إلى مشاعر الغضب والخوف والفرح والحزن، ومواقف اجتماعية متنوعة، وطرق للتعامل مع أقرانه، بجانب التعرف إلى أهمية الصداقة، التسامح، التعاون.
عندما يقرأ الطفل عن شخصية حزينة أو خائفة، يبدأ يفهم ما يشعر به الآخرون، وهذا يُنمّي لديه مهارة التعاطف. أما عندما يقرأ عن شجاعة أو صدق أو مساعدة، فيتشكل وعيه الأخلاقي.
القراءة بصوت مرتفع مع الأم أو الأب تقوّي الرابط العاطفي بين الطفل وأهله، وتخلق ذكريات دافئة تبقى في قلبه لسنوات.
تعزيز النجاح الأكاديمي والمستقبلي
القراءة مهارة أساسية في كل مواد التعليم: العلوم، الرياضيات، التاريخ، وحتى الفنون. الطفل الذي يتقن القراءة مبكراً يصبح قادراً على:
فهم الدروس بسهولة، تحليل النصوص، تطوير مهارات التفكير النقدي، التعلم الذاتي بعيداً عن الاعتماد الكامل على المعلم. والأهم من ذلك، أن القراءة المبكرة تزيد معدل التركيز والانضباط، وهما مهارتان أساسيتان للنجاح في الحياة.
ثانياً: كيف نُشجّع الطفل على القراءة الحقيقية؟

ليس المطلوب أن نُجبر الطفل على القراءة، بل أن نجعل القراءة جزءاً ممتعاً من حياته. إليك نصائح عملية يمكنك تطبيقها بسهولة:
ابدئي مبكراً
يُنصح بالبدء في قراءة القصص للطفل منذ عمر الأشهر؛ فالطفل يستمتع بصوت أمه، وبالصور الملونة، وبالتفاعل البصري. كل هذه الأشياء تساعد على ارتباطه بالكتاب منذ البداية.
اجعلي القراءة جزءاً من الروتين اليومي
الروتين يصنع العادات. خصّصي وقتاً ثابتاً كل يوم – ولو 10 دقائق – لقراءة قصة. يمكن أن يكون هذا الوقت قبل النوم، أو بعد الغداء، أو في لحظة هدوء خلال اليوم.
استخدام أسلوب القراءة الممتعة
خلال القراءة غيّري نبرة صوتك للشخصيات، واستخدمي تعابير وجه مختلفة.، احكي القصة كما لو أنكِ تشاركينه مغامرة، هذا النوع من التفاعل يجعل الطفل ينتظر القصة بشغف، ويشارك بنشاط أكبر.
توفير بيئة ممتلئة بالكتب
اجعلي الكتب موجودة حوله دائماً: في غرفته، في حقيبته، في غرفة الجلوس، على طاولة الطعام حتى، عندما يرى الطفل الكتاب في كل مكان، يتعامل معه كجزء طبيعي من حياته.
تقديم أنواع مختلفة من المعرفة
لا تقتصر الكتب على القصص فقط. قدّمي للطفل:
- كتب علوم بسيطة.
- كتباً عن الحيوانات.
- كتب شعر للأطفال.
- كتباً تفاعلية.
- كتب معلومات مصوّرة.
التنوع يُنمِّي فضوله ويُعرّفه إلى مسارات مختلفة للمعرفة.
كوني أنت القدوة
إذا رأى الطفل أنّ أمه تقرأ – حتى لبضع دقائق يومياً – فسوف يفهم أن القراءة جزء مهم من حياة الكبار. الطفل يتعلّم بالقدوة أكثر مما يتعلّم بالكلام.
شجّعي الطفل على المشاركة
اسأليه أسئلة أثناء القراءة:
- ماذا تتوقع أن يحدث بعد ذلك؟
- لماذا فعلت الشخصية هذا؟
- كيف تشعر لو كنت مكانها؟
هذا يطوّر مهارات التفكير والتحليل لديه، ويحوّل القراءة إلى تجربة تفاعلية وليست مجرد تلقّي.
ثالثاً: التحديات التي قد تواجه الأمهات وكيفية التعامل معها

عدم اهتمام الطفل بالقراءة وهذا طبيعي، ولا يعني أن الطفل لا يحب المعرفة. قد يكون السبب:
- اختيار كتب غير مناسبة لسنّه، وربما عرض الكتب عليه بشكل مُمل، ووجود بدائل جذّابة مثل الشاشات، والحل يكون بتجربة كتب مشوّقة، خفيفة، ملونة، وقصيرة.
- المنافسة مع الشاشات، لهذا اجعلي القراءة لحظات خاصة ومختلفة ، لحظات تقرّبكِ من طفلك، وكوني مرنة، وقلّلي وقت الشاشة تدريجياً، وهناك حساب لضيق وقت الأمهات والآباء.
- القراءة حتى 10 دقائق يومياً يمكن أن تصنع فرقاً كبيراً، المهم الاستمرار، وليس طول الوقت، أيام قليلة وربما أشهر معدودة..ستلاحظين تغييراً على طفلك.
رابعاً: نصائح إضافية لبناء علاقة الطفل بالقراءة

- اصنعي “زاوية قراءة” صغيرة في المنزل.
- اسمحي للطفل باختيار كتبه بنفسه.
- اذهبي معه إلى المكتبات العامة ومعارض الكتب.
- استخدمي الكتب الصوتية كخيار داعم.
- احتفلي بأي تقدم صغير يحققه في القراءة.
*ملاحظة من “سيدتي”: قبل تطبيق هذه الوصفة أو هذا العلاج، عليك استشارة طبيب متخصص.

