فنون

أحمد نبيل فنان البانتومايم: اعتزلت عندما شعرت بأن لا مكان حقيقى لفنى




كتبت – إيناس العيسوى:



نشر في:
الخميس 24 يوليه 2025 – 1:09 ص
| آخر تحديث:
الخميس 24 يوليه 2025 – 1:09 ص

– شاركت فى تأسيس ثلاثى أضواء المسرح وغادرته بناءً على رغبة جورج سيدهم

– أعشق الأفلام الصامتة لشابلن وكنت أرتدى زيه وأؤدى مشاهد من ابتكارى
– منزلنا فى الإسكندرية كان «بيت العيلة» للفنانين

كشف الفنان أحمد نبيل عن أسرار رحلته فى عالم الفن، وتحدث خلال ندوة تكريمه فى المهرجان القومى للمسرح المصرى التى أقيمت أمس الأول بالمجلس الأعلى للثقافة، عن تجربته مع فرقة ثلاثى أضواء المسرح، والتى شارك فى تأسيسها قبل انضمام الفنان الضيف أحمد، وقدم معهم أعمالا ناجحة مثل «حواديت» و«براغيت»، وغيرهما.
وقال أحمد نبيل إنه ترك فرقة ثلاثى أضواء المسرح بناءً على رغبة الفنان جورج سيدهم، وبعد وفاة الضيف أحمد، رفض سيدهم أن يعود للفرقة من جديد، لأسباب لم يفصح عنها، ورغم ذلك فهو مازال يكن لجورج كل التقدير والاحترام، وحزن وبكى كثيرًا عندما علم خبر وفاته.
وخلال الندوة التى احتفى خلالها المهرجان بتجربته المميزة فى عالم الفن، وصدور كتاب «الصامت الضاحك» الذى يوثق سيرته الفنية والإنسانية، كشف أحمد نبيل عن أن لديه كتابا آخر خاصا بفن البانتومايم، وحركاته وتمارينه، موثقا بالصور، وأنه سيعرض هذا الكتاب على وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو.
وتناول أحمد نبيل فى حديثه الجانب الخفى فى حياته الفنية ودوره خلف الكواليس كمساعد مخرج فى فيلم «لسنا ملائكة»، وأشار إلى أن هذه المرحلة كانت بوابة انطلاقه، لكنها لم تكن نهاية الرحلة، حيث بدأ اهتمامه الجاد بفن البانتومايم فى منتصف السبعينيات، بعد عودته من منحة دراسية فى موسكو، ليصبح أحد أبرز وجوه هذا الفن فى مصر.
وأكد أنه اتخذ قرار اعتزال الفن عام 2012 بعدما شعر بأنه لم يعد هناك مكان حقيقى لفنه فى المشهد العام، مؤكدًا أنه كان منذ صغره مفتونًا بالحركة أكثر من الكلمة، ولم يجد نفسه فى فن الإلقاء أو النكتة بقدر ما وجدها فى التعبير الجسدى وتقديم المشاهد الصامتة والكوميديا الحركية.
واستكمل: كنت أقلد الضيوف الذين يزوروننا فى المنزل، والمدرسين فى المدرسة، وكنت أعشق الأفلام الصامتة وخاصة أعمال شارلى شابلن، حتى إننى كنت أرتدى زيه وأؤدى مشاهد من ابتكارى.
وأضاف: لقائى الأول مع مصطلح «البانتومايم» جاء عام 1960، حين عرفنى مدير مكتبة بالإسكندرية بهذا الفن وأهدانى كتبًا مترجمة عنه، وبدأت أتدرب بجهد حتى حصلت على منحة للدراسة بالخارج وحققت المركز الثالث بين فنانين من 43 دولة.
وحكى أحمد نبيل عن أول لقاء له بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر، عندما كان طفلًا وابتسم له ومد يده نحو رأسه ليضبط له «الكاب» الذى كان يرتديه، وظل يحركه له يمينًا ويسارًا حتى استقر شكله وهو يبتسم.
وقال نبيل وهو يتذكر ابتسامة جمال عبد الناصر بعد 71 عاما: حبيته جدًا وكلنا كنا بنحبه وفضلنا نحبه، انفعلنا بقرار تأميم القناة وغضبنا من محاولة اغتياله فى ميدان المنشية، وعشنا معه ونحن أطفال مشاعر المقاومة ضد العدوان الثلاثى، ونزلت فى المسيرات بشوارع وحوارى الإسكندرية.
وحكى أيضًا الفنان أحمد نبيل عن أن بيته فى الإسكندرية، والذى قال عنه إنه كان بمثابة «بيت العيلة» للفنانين ومنهم سعاد حسنى وفريد شوقى وغيرهما، واللذان كانا عندما يحضران للإسكندرية يأتيان إليه أو لوالدته حتى لو لم يكن هو متواجدا، ويأكلان السمك الذى تطهيه خصيصا لهما.
وفى الندوة التى أدارت الكاتبة الصحفية هبة محمد على، روى الفنان أحمد نبيل خلال كواليس اختياره الكاتب محمود التميمى لكتابة سيرته، مشيرًا إلى أنه التقى به صدفة فى الإسكندرية، وبعد متابعته لعدد من المقالات التى كتبها عنه، قرر أن يمنحه الثقة الكاملة لكتابة رحلته، قائلًا: «أعطيته كل أرشيفى الشخصى، وكل ما كُتب عنى على مدار حياتى، وكان بمثابة ابنى، وأردت أن يكون الكتاب صادقًا وعميقًا».
ومن جانبه قال محمود التميمى ان كتاب «الصامت الضاحك» لا يقتصر على توثيق تجربة أحمد نبيل مع فن البانتومايم فقط، بل يرصد مسيرته الكاملة منذ نشأته فى الإسكندرية وحتى لحظة اعتزاله، مرورًا بجميع المحطات الفنية والإنسانية التى شكّلت شخصيته وأعماله، وأن حبه لأحمد نبيل منذ الثمانينيات هو ما دفعه لكتابة هذا الكتاب، فكان دائمًا يراه كائنًا استثنائيًا فى أدائه وتكوينه، فهو تجربة فنية وإنسانية تستحق التوثيق.