فنون

أزمة الصمت

يحدث أن تختنق العبارات في الساعة العاطلة من الصدق ، و تُقتل رغبة الأشياء فينا ..

يحدث  أن نتفرّج على العالم من نقطة شاهقة للخوف ، إذا ما تكلّمنا …و بُحنا بكلّ ما يجول في دواخلنا …

يحدث أن تنعدم الرؤيا و المتعة و اللهفة إلى التفاصيل الصغيرة بعد أن تروض الحياة حبالنا الصوتية و تعلّمنا  امتهان" الصمت " …

يحدث أن يُحدِّثنا الآخر عن قيمة الحياة و الطاقة الإيجابية و أنه علينا أن ننسى من  " جملة ما ننسى "  ..و في نفس الوقت يسلب منّا حق التجربة و التجريب…

قطعاً …أكبر لغزين في الحياة..هما الحب و الحرية ..

كلّما حصلنا على شيفرة أحدها ..فقدنا مفتاح الآخر !!

و كلّما جرّبنا أحدهما أصابتنا لعنة الآخر …فنفقد بذلك متعة الاثنين معاً ..!!

و لو حدث ..و خضنا الحرية كرد اعتبار ..فقدنا لذّة القيد الذي اعتدنا عليه..و اعتاد علينا  …

حقاً …كم نحتاج أن نستعيد عافيتنا العاطفية و النفسية …

و كم نحتاج أن نكتشف البعد الآخر للذات…

و ألا نستنزف أنفسنا بالأسئلة … و الاحتمالات …

و ألا نحترف الحلم ..كنوع من الكذب المهذّب..

حقّاً ….كم نحتاج أن نكون قدريون ..لوجهِ الله ، و لوَجهِ ما تبقّى منّا.

كم نحتاج إلى وطنٍ يحمل عنّا ثقل الحياة ، وينفض عن أكتافنا غبار الغربة و الوحدة…

فأصعب شيء على الإطلاق هو مواجهة الذاكرة بواقع مناقض لها و بحاضرٍ مليء بالخيبات .

* سناء الحافي شاعرة وإعلامية مغربية تقيم في عمّان