فنون

الحجار عن المشاركة في ليلة الأبنودي بأبو ظبي: غنيت من أشعاره 200 أغنية.. وعلاقتنا لم تنقطع رغم الرحيل


تقرير: أمجد مصطفى


نشر في:
الإثنين 22 مايو 2023 – 7:34 م
| آخر تحديث:
الإثنين 22 مايو 2023 – 7:34 م

* الخال كان همه الأول أوجاع الناس.. وأعمال مسلسل «عبدالله النديم» لها مكانة خاصة 

* كان يسترد عافيته داخل حقل المانجو.. ويملك إرادة قوية للإبداع

يقدم الفنان على الحجار فى السابع والعشرين من مايو الحالى حفلا غنائيا خاصا فى المجمع الثقافى، التابع لدائرة الثقافة والسياحة فى أبوظبى بعنوان «مبسوطين» تكريما للشاعر المصرى الراحل عبدالرحمن الأبنودى، وتفتتح الحفل الإعلامية المصرية آية الأبنودى ابنة الشاعر الراحل بإلقاء عدد من أشهر قصائد والدها، ويأتى الحفل بالشراكة مع معرض أبوظبى الدولى للكتاب.

عن المشاركة فى تلك الليلة تحدثت مع المطرب الكبير على الحجار، الذى تحدث عن المشاركة وعلاقته مع الابنودى التى تمتد إلى 41 عاما، وأهم الملامح الإنسانية التى جمعتهما فى هذا المشوار.. قال على الحجار:

فوجئت باتصال من السيدة نهال كمال أرملة الراحل عبدالرحمن الابنودى، منذ أكثر من شهر ونصف الشهر، أخبرتنى خلاله أن معرض الكتاب بأبو ظبى الذى يقام فى مايو من كل عام، وكان الخال، رحمه الله، يشارك فيه بأمسية شعرية، قرر هذا العام تكريمه، وهم يرون أننى اكثر الاسماء بين المطربين غناء له، وبالتالى تم اختيارى لاحياء تلك المناسبة، وبالفعل انا غنيت من اشعار الابنودى اكثر من مائتى أغنية. وافقت على الفور، وشعرت بسعادة كبيرة، وستقوم آية عبدالرحمن الابنودى بإلقاء الشعر كما كان يفعل والدها.

بعد عدة أيام اتصلت بى ادارة المعرض واتفقت معى على كل شىء، وحصلت على «الفيش تكنيك» الخاص بالفرقة، وتم نقل الحفل إلى مكان أكبر، كما اصبح الحفل مباعا، بعد أن كان مقررا له أن يكون بدعوات، وسوف أسافر يوم 24 مايو.

سألته: هذا معناه أن برنامج الحفل سيكون لأشعار الابنودى فقط.. قال: أغلب البرنامج من اشعاره، لكننى اتفقت معهم على ان يكون هناك فاصل لأعمال الغير، لان الجمهور من الممكن ان يطلب أعمالا اخرى، لأننى أثناء حفل تكريم أحمد الحجار فى يناير الماضى، طلبوا اعمالا اخرى ليست من ألحانه، ولذلك قررت أن أستعد لأى رغبة من الجماهير.

برنامج حفل الخال يتضمن «ماتمنعوش الصادقين، لو مش ح تحلم معايا، مبسوطين، ليلى ويا ليلى، ذئاب الجبل، قالوا علينا ديابة، وخاصمنى يا زمانى، ويا حبيبتى الشمس مش بعيدة، اتنين، يا لولا دقة إيديكى، راحل، على كتف صاحبى حلمت، زمن وحافر، قلبى على ولدى، فرحنا بيها، خايف من بكرة، كل الجروح، هيه دى الحياة.

وهناك تنويعات أخرى منها: عارفة، تيجيش نعيش، أنا كنت عيدك، الزين والزينة، زى الهوى، العروسة، اللى بنى مصر، بوابة الحلوانى.

وقال الحجار بدأت علاقتى بالأبنودى بمسلسل عبدالله النديم عام 1982، وكان من ألحان عمار الشريعى، البداية كانت غريبة، حيث طلب الابنودى ان يعقد اجتماعا ثلاثيا فى منزل عمار الشريعى، ذهبت فى الموعد، وفوجئت به يؤكد ان ميزانية الاغانى والموسيقى 7 آلاف جنيه فقط، وهذا رقم ضعيف جدا وقتها، عمار بدأ وأعلن عن رفضه تقاضى أى مبلغ مالى، وكذلك الابنودى، وبالتالى قمت بالغناء ايضا دون ان احصل على أجر، وتم تنفيذ الموسيقى بهذا المبلغ لان الموسيقيين بالتأكيد ايضا خفضوا أجورهم كنوع من المجاملة لعمار الشريعى. والحقيقة من اجمل المسلسلات التى قمت بالغناء فيها وحتى الان تطلب منى اغانى هذا المسلسل فى الحفلات، منها لولا دقت ايديكى، وراحل من تانى راحل وعلى كتف صاحبى باتكى، والأخيرة هى الأغنية التى شهدتها جلسة الصلح بين عمار والأبنودى، بعد خصام دام أكثر من خمس سنوات، فى وجودى ومشاركة محمود سعد، وكانت هناك ندوة وغنيت يومها هذه الأغنية.

بعد عامين من أول لقاء اجتمعنا مرة أخرى فى مسلسل رحلة السيد أبوالعلا البشرى وهى من اجمل الاعمال الدرامية، غنيت فيه اعمالا مهمة فى مشوارى من اول التتر ما تمنعوش الصادقين عن صدقهم، ولو مش هتحلم معايا مضطر احلم لنفسى، مبسوطين وليلى ويا ليلى، والسهرة التى سوف تقام فى أبو ظبى اختاروا لها اسم مبسوطين إحدى أغانى هذا العمل.

شىء عظيم أن أغنى هذه الاعمال إلى جانب شيخ العرب همام والرحايا، رحلتى مع الابنودى طويلة وجميلة، رحلة حافلة بالابداع والدهشة آخر عمل جمعنا كان «ابن ليل» أو الرحايا، ولم يكن الأبنودى يتقاضى أجرا عندما أكون أنا المنتج، وكان دائما يقول لى انه لم يحصل من عبدالحليم حافظ على أى أجر للأغانى الوطنية.

وكان معظم عملى معه أغانى وطنية ودراما، والعاطفى كانت داخل المسلسلات أيضا.

وعن علاقته الانسانية مع الابنودى بعيدا عن الفن؟ قال الحجار: علاقتى الانسانية مازالت مستمرة حتى الان، لان أرملته السيدة نهال كمال حريصة على إرسال صندوق المانجو المزروعة فى المزرعة الخاصة بهم، كما كان يفعل الخال رحمه الله فى كل موسم للمانجو.

ولك أن تتخيل ان الخال عندما كنت ازوره فى رحلة مرضه، كان يحرص على أن يصطحبنى خارج منزله ونمشى بين المزارع عنده، والغريب، أن الرجل الذى كان يعانى من المرض داخل المنزل، بمجرد ان يهبط إلى الارض الزراعية تدب فيه الروح من جديد، ويترك العكاز الخاص به، ويقوم برى الشجر ويتحدث إليه، كأنه صديق له، قبل رحيله بيومين كنت ازوره فى المستشفى وكان يتألم ثم يتحدث إلى قائلا اطمئن الذى يرقد امامك يتألم عندما يمسك قلمه يكون شخصا آخر، وهذا يؤكد قوة ارادته الابداعية، عنده اصرار الا يظهر للناس اوجاعه.

وأضاف الحجار، الأبنودى كان عنده إصرار على العمل معى، لأنه كان يرانى الصوت الذى غنى من أشعار صلاح جاهين وفؤاد حداد، والذى غنى الأيام لسيد حجاب، وبالتالى لابد من العمل معه.

العشرة كانت طويلة بيننا وشاهدت الابنودى فى فترتين مختلفتين، الاولى عند العمل فى الاغانى الوطنية باعياد الشرطة واكتوبر، وكان يتحدث عقب الحفل ويوجه كلاما للحكومة وللرئيس مبارك وشاهدته فى المراحل الاخيرة من حياته حيث كان يهتم بالانسانيات اكثر من السياسة، حتى فى ثورة 2011 عندما كتب «ضحكة المساجين» كان همه انسانيا وليس سياسيا.

فى المسلسلات كان شيئا مختلفا يمزج السياسة بالمواقف الاجتماعية. كان عايش الحياة بكل ما فيها، الهم الاجتماعى يمزجه مع الاحداث.

وأتذكر اننى اثناء لقاء اذاعى مع ناصر رشوان قال عندما كتبت كلمات عبدالله النديم كتبت همى ونفسى فى العمل، من اول ما قال «وآهين يادى الزمن الكداب راجع بتصفى معايا حساب» وعندما عبر عن وجوده فى الزنزانة قائلا «وأنا بتشعلق مع الدخان».

والغريب أنه سجن فى فترة عبدالناصر لكنه كتب فيه قصيدة رائعة، سألته ليه ترثيه بهذه القصيدة الرائعة رد ردا غريبا، قال عبدالناصر جعل من مصر زعيمة للامة العربية، وصنع كرامة لبلدنا، وبالتالى تخطيت كل ما هو شخصى وكتبت ما يستحقه.

أما عن اهم عمل له مع الابنودى فقال: النديم لأنه اول عمل، لكن حتى الرحايا كان رائعا، لما قال «قلبى على ولدى انفطر وقلب ولدى على حجر». تعلمت منه كيف انطق الصعيدى، لاننى كنت اطلب منه ان يسجل الكلام المكتوب بصوته. ايضا قدمت معه مسألة مبدأ مع عمر خيرت.

41 سنة هى عمر مشوارى معه، رحلة طويلة، وبالمناسبة الابنودى رحل فى نفس شهر ميلاده وهو ابريل، الغريب انه رحل فى نفس يوم رحيل سيد مكاوى وصلاح جاهين وهو 21 ابريل مع اختلاف السنة طبعا. أيضا عمار الشريعى وأنا من مواليد ابريل.

سألته: هل الابنودى تم تجاهل ذكراه فى مصر؟ 

قال انت فتحت جرح عندى، بعد احتفال السعودية بهانى شنودة اتصل بى صديق مؤكدا على عدم قدرة أى مكان فى مصر على جمع الكوكبة التى حضرت حفله بالرياض، كان ردى، لو هناك كيان مصرى اتصل بنا كلنا سوف نذهب، الموضوع ليس فلوس فقط، بلدنا عندما تستدعينا لأى مناسبة احنا تحت أمرها، لو طلبوا الاحتفال بالابنودى مثلا، أتصور ان كل المطربين سيبادرون بالمشاركة، مين يقدر يقول لأ للابنودى، وأتمنى الا نعتمد فقط على دار الأوبرا فى كل المناسبات، وأتمنى عندما تنظم مناسبة يتم دعوة الأدباء والشعراء والملحنين والممثلين.

مصر قوتها فى فنها، أنا سعيد بتكريم السعودية لرموزنا، لكن فى المقابل أتمنى ألا نتجاهلهم نحن.