عمرو سليم لـ الشروق: عرفت كوكب الشرق فى صالون بيت جدى

حوار – مصطفى الجداوى:
نشر في:
الجمعة 24 أكتوبر 2025 – 8:21 م
| آخر تحديث:
الجمعة 24 أكتوبر 2025 – 8:21 م
– علاقتى بمدحت صالح لا تعرف الغيرة.. والتفاهم بيننا تجاوز لغة الكلام
– التواجد فى مهرجان الموسيقى العربية بدورة تحمل اسم أم كلثوم شرف كبير
أصابعه تعرف طريقها لمفاتيح تلمس الوجدان، وذاكرته تختزن حكايات من زمن النغم الجميل، تشكل لوحة موسيقية خاصة فى كل ظهور له على المسرح، تلك هى أسرار الموهبة الاستثنائية التى يتمتع بها الموسيقار عمرو سليم، الذى يجعل البيانو يتحدث بلغة تخطف القلوب.
عمرو سليم الذى أصبح القاسم المشترك فى كل حفلات الفنان مدحت صالح، شارك هذا العام فى حفل ضمن فعاليات مهرجان الموسيقى العربية فى دورته الـ33، دورة تحمل اسم أم كلثوم، والتى عزف لها موسيقى أغنية «أنت الحب».
وفى حواره لـ«الشروق» قال عمرو سليم، إنه ينتظر مهرجان الموسيقى العربية كل عام، ويحب التواجد فيه بصحبة صديقه المطرب مدحت صالح، مؤكدا أن المهرجان ملتقى لنجوم الطرب فى العالم العربى، ويحظى باهتمام إعلامى واسع، مبديا سعادته بالمشاركة فى كل دورات المهرجان، وتشرفت بالتواجد فى دورة هذا العام على وجه الخصوص لأنها تحمل اسم أم كلثوم.
وعن علاقته بـ«أم كلثوم»، قال عمرو سليم، إنه كان طفلا لم يتخط الـ8 سنوات، وكانت كوكب الشرق تأتى لمنزل جده محمد سليم باشا، وكانت تغنى وتجلس فى الصالون، والذى كان يتواجد فيه شخصيات كثيرة، مثل محمد عبده صالح، ومحمد العربى، ومحمد الحفناوى، وهو عايش كل هؤلاء فى منزل جده، وحضر حفلات كثيرة لأم كلثوم فى المنزل، وكان مبهورا بكل شىء، فهو لم يكن يفهم فى هذه المرحلة العمرية قيمة كوكب الشرق لكنه كان سعيدا لأنه يسمع شيئا جميلا، فقد تربى على تذوق هذا الطرب العميق الجميل.
وأضاف عمرو أنه ليس متحيزا للجيل القديم، موضحا أن الجيل الجديد يمكن أن يكون مميزا فى أمور معينة، لكن من الصعب أن يأتى أحد مثل أم كلثوم وعبد الوهاب والعندليب وفريد الأطرش ووردة، ولا نستطيع أن نضع أى شخص فى مقارنات مع هؤلاء.
وأوضح أنه فى كل مرة يصعد فيها على خشبة المسرح يشعر بالخوف، الخوف هنا ليس من حجم الجمهور، ولكنه يأتى من الشعور بالمسئولية تجاه هذا الجمهور، وهل سيستطيع أن يسعد كل هؤلاء أم لا، وهل البرنامج الذى اختاره سينال إعجابهم أم لا، ورغم أنه يكون مستعدا للحفل لكنه يشعر بالخوف مثل الطالب قبل الامتحان، وبعد مرور دقائق على المسرح يشعر بالهدوء والراحة، كما أنه يسعد كثيرا باستقال الجمهور له على المسرح.
وعن ارتباطه بمدحت صالح، قال عمرو سليم وهو بالنسبة له ليس علاقة عمل، بل تربطه به صداقة طويلة تعود لسنة 1977، عندما كانا يعملان معا فى مسرح البالون ضمن فرقة الفنانة منار أبو هيف، ورغم أن كلا منهما سار فى طريقه، وذهب مدحت إلى الغناء، وهو إلى تكوين فرقة موسيقية غنائية استعراضية، لكن عندما تفككت الفرقة عادا سنة 1990 للعمل معا، واستمرا حتى الآن، مشيرا للتفاهم الكبير بينهما.
وتابع سليم، أنه يشعر دائمًا أن مدحت يهتم بأدق التفاصيل التى تخصّه كمطرب، وقال إن أجمل ما فى العلاقة بينهما أنهما لا يشعران يومًا بالغيرة أو بالمقارنة عندما يصفّق الجمهور لأحدهما أكثر من الآخر، بل بالعكس، يشعر أن الناس تفرح بتواجدهما سويًا على المسرح، وأنهما يؤمنان بفكرة أنهما فى مركب واحدة، وهذا الإحساس نادر بين الفنانين، فإن تحب نجاح من حولك بصدق ليس أمرًا سهلًا أبدًا، لذلك يقول إن مدحت صالح شخص جميل والتعامل معه والعزف له ومشوار الحياه إلى جواره شىء جميل جدا.
وأوضح عمرو سليم انه ومدحت صالح قدما العديد من الحفلات سويا، وأصبح بينهما تفاهم كبير، وهناك علامات بينهما يتفاهمان بها بدون كلام، فمثلا لو مدحت صوته «مجلجل» ويريد أن يقدم شيئا مختلفا عن كل يوم، يعرف ذلك دون أن يخبره بهذا الأمر، وإذا شعر أن صوته مجهد بعض الشىء ويريد أن يغير سرعة الأغنية مع أنها ليست سرعتها الطبيعية فيلاحظ هذا الأمر دون أن يقول له مدحت، ونفس الأمر معه عندما يقوم بعزف أغنية غير معتاد عليها مدحت فيلاحظ هذا الأمر ويتوقعه سريعا.
