فنون

في عيد ميلاده.. عمرو دياب بين نقد الأمس واحتفال اليوم




الشيماء أحمد فاروق



نشر في:
السبت 11 أكتوبر 2025 – 8:44 م
| آخر تحديث:
السبت 11 أكتوبر 2025 – 8:44 م

يحتفل جمهور عمرو دياب بعيد ميلاده، وظهرت الكثير من التغريدات والمنشورات على منصات التواصل الاجتماعي مهنئة الهضبة، كما استعاد البعض مقاطع من أغانيه القديمة والحديثة، واهتم آخرون بإبراز تفرده عبر منشورات تعبر عن نسب استماعه المرتفعة على منصات الاستماع.

وُلد عمرو عبدالباسط عبدالعزيز دياب في 11 أكتوبر 1961 في مدينة بورسعيد، ثم انتقل إلى الشرقية بعد هزيمة يونيو 1967، حيث نشأ وتعلم. وفي عام 1982، انتقل إلى القاهرة لكي يلتحق بالمعهد العالي للموسيقى العربية.

بدأ مسيرته الفنية في أوائل الثمانينات، وأصدر أول ألبوماته “يا طريق” عام 1983، تلاه ألبومات أخرى مثل “غني من قلبك” و”هلا هلا” و”خالصين”، التي ساهمت في بناء قاعدة جماهيرية واسعة له. ومع نهاية الثمانينيات، كان قد وضع دياب قدمه على سلم النجومية، التي لم يتراجع عنها حتى الآن.

وقد يعتقد الجيل الجديد الحالي أن مسيرة عمرو دياب كانت هادئة ومستقرة على مدار سنوات نجاحه. لكن الحقيقة، في تسعينيات القرن الماضي، واجه دياب هجوما شرسا سواء في الصحافة المطبوعة أو برامج التلفزيون، التي كان يٌنتقد فيها بشدة، ومن أبرز ألسنة الانتقاد الإعلامي الراحل مفيد فوزي.

ضمت الصحافة المطبوعة مئات المقالات التي تنتقد عمرو دياب بشدة، ومع صدور كل ألبوم جديد له، كان يواجه سيلا من المقالات التي تصف الألبوم بأنه “نهاية عمرو دياب”، بل اتهمه بعض الكتاب بـ”إفساد الذوق العام وتضليل الأجيال الجديدة”.

في مقال بعنوان “نهاية عمرو دياب”، بمجلة الجيل عدد 20 يونيو 1999، كتب محمد العسيري مهاجما دياب: “نحن لا نختلف مع أحد لكننا نختلف حول ما قدمه وما يرتبط به، صناعة الأغنية التي هي أهم من مناهج وزارة التربية والتعليم بحالها.. نحن نختلف مع طوفان من الزيف آن الآوان لنفسه من أساسه وخطر مغنواتي ضعيف الصوت لكن شهرته جعلته يطل علينا من كل الحنفيات ومن المجاري، وجعلت أولادنا يقلدون كل حركاته وسكناته أكبر من خطر عشر تجار مخدرات مجتمعين.. القضية ليست عمرو دياب وإنما ما يقدمه وما يفعله بنا وأبنائنا أصحاب المستقبل وضحايا هذا الجيل.. فيا وزارة الداخلية ويا كل الوزارات المعنية بشباب مصر، خطر هؤلاء أكبر من البانجو والحشيش”.

وفي جريدة الأحرار، عدد 9 فبراير 1989، هوجم عمرو دياب بتهمة التهرب من الضرائب، في تقرير تحت عنوان “الغرور يضع نهاية عمرو دياب”، وفي نفس العام عدد 22 أغسطس، نُشر مقال في جريدة الأهرام الاقتصادي بعنوان “عمرو دياب ليس عبدالحليم عصره”، محاولا التقليل من أي إنجاز وصل له عمرو دياب خاصة بعد حصوله على جائزة World Music Awards عن ألبوم نور العين.

وفي نفس الشهر، نشرت الأحرار مقالا آخر يهاجم عمرو دياب، بعنوان “هل اشترى عمرو دياب التلفزيون؟”، ركز نقده حول الحضور الكثيف لعمرو في قنوات التلفزيون المصري: “يجلس الملايين أمام شاشة التلفزيون فيرون المغني عمرو دياب وفرقته من الفتيات العاريات الراقصات على شاشة القناة الأولى والثانية والثالثة والنيل والفضائية وكل القنوات وكأنه في مطاردة مع المشاهدين، وهم يسألون ومعهم حق هل اشترى دياب شاشة تلفزيون القاهرة؟، وإذا لم يكن اشتراه، فما سبب فرضه على أعين المشاهدين بهذه الشراسة؟ وهل أصبح تلفزيون مصر اسمه تلفزيون عمرو دياب؟ ولماذا كل هذه الحفاوة غير المسبوقة بأغانيه الهزيلة لحنا وكلمات وأداء ولا تستحق كل هذه الضجة؟ من يقف وراء ظاهرة عمرو دياب؟”.

هناك الكثير من المانشيتات الأخرى التي تُقلل من نجاحات عمرو دياب أو حصوله على جوائز، ومنها من يقودها أبناء المهنة أنفسهم مثل الشاعر مجدي النجار، الذي هاجم دياب عبر صحيفة الأحرار في سبتمبر 1998 قائلا: “دياب لا يستحق جائزة موناكو”، ونفس الجريدة صنعت ملفا صحفيا كاملا لتقيم صوت عمرو دياب، ركز على وصف صوته بالضعيف، حيث قال مجدي العمروسي: “استغل الشائعات للترويج لأغانيه”، وأضافت رتيبة الحفني: “أضحك عندما أشاهده يغني”، وتابع ماهر العطار: “لجأ إلى الشعوذة ليداري ضعف صوته”.

على الرغم من كل ذلك وغيره من التوصيفات والتصريحات، استمر عمرو دياب على قمة الأغنية المصرية حتى الآن، وواصل تقديم كليبات غنائية تضم العديد من الراقصات، رغم أنها كانت من محاور الانتقاد، ولم يلتفت للتقليل من تطويره للموسيقى والجوائز التي حصل عليها، بل حصل على المزيد من الجوائز، مثل جائزة الأكثر مبيعًا في الشرق الأوسط عن ألبوم «أكتر واحد» عام 2001، وحقق عام 2007 world music award مرة ثانية عن ألبوم “الليلة دي”. وحاليا تتصدر أحدث أغانيه مثل أغنية “بابا”، قوائم الأعلى استماع على سبوتيفاي وبيلبورد عربية، وتحقق أرقاما كبيرة على يوتيوب، ولا يزال الجيل الجديد يستمع إليه.