فنون

ليلة واحدة ومكان واحد.. كيف صنعت ثنائية سامح عبد العزيز وأحمد عبد الله بصمتها في السينما والدراما المصرية؟


الشيماء أحمد فاروق


نشر في:
الخميس 10 يوليه 2025 – 2:30 م
| آخر تحديث:
الخميس 10 يوليه 2025 – 2:30 م

رحل المخرج المصري سامح عبد العزيز صباح اليوم بعد وعكة صحية مفاجئة، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا حافلًا بالأعمال التي مزجت بين الكوميديا والدراما الاجتماعية والواقعية.

ويُعد تعاونه مع المؤلف أحمد عبد الله أحد أبرز ملامح مسيرته، حيث شكّل الثنائي علامة مميزة في صناعة أعمال درامية وسينمائية ذات طابع خاص.

– رحيل مفاجئ لمسيرة فنية حافلة

توفي سامح عبد العزيز بعد إصابته بعدوى فيروسية أدت إلى مضاعفات صحية خطيرة، تمثلت في ارتفاع حاد في نسبة السكر في الدم، قبل أن تتدهور حالته بشكل مفاجئ.

تخرج عبد العزيز من المعهد العالي للسينما عام 1996، وبدأ مشواره بإخراج البرامج، ثم انطلق إلى عالم السينما عام 2005 بفيلم “درس خصوصي”، وواصل مسيرته حتى قدم نحو 40 عملًا تنوعت بين الكوميديا والدراما.

– خط درامي بصري فريد: المكان الواحد والليلة الواحدة

من يتأمل أعمال سامح عبد العزيز، لا يمكن أن يغفل الميل المتكرر إلى الأعمال الجماعية التي تدور في نطاق مكاني وزمني ضيق، وهو ما شكل ما يشبه “بصمة أسلوبية” في تعاونه مع الكاتب أحمد عبد الله.

– «كباريه».. البداية المختلفة عن الكوميديا

انطلقت هذه الرؤية الفنية لأول مرة في فيلم “كباريه” عام 2008، الذي تدور أحداثه في ملهى ليلي خلال ليلة واحدة فقط، تزداد فيها التوترات بين الشخصيات حتى تنتهي بانفجار مأساوي.

ابتعد الفيلم عن الطابع الكوميدي المعتاد في أعمال عبد العزيز، وشارك في بطولته: خالد الصاوي، أحمد بدير، فتحي عبد الوهاب، دنيا سمير غانم، ماجد الكدواني، هالة فاخر، رانيا يوسف، وآخرون.

– «الفرح».. ليلة جديدة تفيض بالوجوه

وفي العام التالي، 2009، أعاد الثنائي التجربة في فيلم “الفرح”، الذي دارت أحداثه أيضًا داخل حارة شعبية، وحول مناسبة واحدة (ليلة فرح)، وتحولت فيه الليلة من احتفال إلى مرآة لأوجاع المجتمع.

ضم الفيلم أسماء بارزة، من بينها: حسن حسني، باسم سمرة، كريمة مختار، جومانا مراد، سوسن بدر، ومحمود الجندي.

– «الحارة».. انتقال الروح إلى التلفزيون

عام 2010، انتقلت الثنائية إلى شاشة التلفزيون عبر مسلسل “الحارة”، الذي دارت أحداثه في حي شعبي بسيط، ونجح في تقديم شبكة علاقات اجتماعية مشحونة.

شارك فيه: باسم سمرة، نيللي كريم، صلاح عبد الله، رانيا يوسف، علا غانم، وسوسن بدر.

– «بين السرايات».. صراع الناس داخل جغرافيا الحي

واصل عبد العزيز تعميق خطه الإخراجي الخاص في مسلسل “بين السرايات” عام 2015، الذي تناول الحياة اليومية في منطقة شعبية تحمل اسم العمل، من خلال قصص متشابكة ترصد صراع الطبقات وتحديات الواقع.

بطولة: روجينا، نسرين أمين، محمد شاهين، أيتن عامر، صبري فواز، محمد الشرنوبي.

– «رمضان كريم».. الحارة في ثوب الشهر الفضيل

واحد من أنجح أعمال سامح عبد العزيز الدرامية، هو مسلسل “رمضان كريم” الذي لا يزال يحظى بإعادة عرض جماهيري واسع.

دارت الأحداث في حارة مصرية خلال شهر رمضان، ونجح في تجسيد طقوس الشهر ومشكلاته بطابع إنساني دافئ.

بطولة: سيد رجب، صبري فواز، ريهام عبد الغفور، شريف سلامة، نجلاء بدر، محمد لطفي، وسلوى محمد علي.

– «ليلة العيد».. قضايا نسوية في ثوب درامي مكثف

كان آخر تعاون بين عبد العزيز وأحمد عبد الله عام 2024 في فيلم “ليلة العيد”، الذي طرح قضايا شائكة تخص النساء، مثل: الختان، الاغتصاب الزوجي، والعنف الأسري، في إطار درامي مكثف داخل جزيرة نائية.

بطولة: يسرا، نجلاء بدر، وآخرون.

– إرث فني مختلف

بوفاة سامح عبد العزيز، تفقد الساحة الفنية أحد المخرجين الذين امتلكوا حسًا اجتماعيًا خاصًا، ونجحوا في تقديم أعمال تتحدث عن الناس العاديين بلغتهم وتفاصيل حياتهم.

وتبقى شراكته مع أحمد عبد الله نموذجًا فريدًا في تناغم الرؤية الإخراجية مع الكتابة الدرامية ذات الوعي الاجتماعي.