مخرجا كان يا مكان في غزة يحصدان إشادة واسعة من جمهور مهرجان القاهرة السينمائي.. ويؤكدان: الفيلم يحكي حياة الفلسطيني العادي بعيدا عن المقاومة

الشيماء أحمد فاروق
نشر في:
الجمعة 14 نوفمبر 2025 – 8:44 م
| آخر تحديث:
الجمعة 14 نوفمبر 2025 – 8:45 م
تشهد الأفلام الفلسطينية حضورًا واسعًا من الجمهور المصري، في ثاني أيام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الدورة الـ46، حيث كانت أغلب مقاعد المسرح الكبير ممتلئة أثناء عرض فيلم كان يا مكان في غزة، المعروض ضمن المسابقة الدولية بالمهرجان.
ويُعد هذا العرض الأول للفيلم في الوطن العربي، بعد عرضه في قسم “نظرة ما” بمهرجان كان السينمائي الدولي. حضر العرض المخرجان عرب وطرزان ناصر، وعدد من صناع الفيلم، والفنانين المصريين، من بينهم رئيس المهرجان الفنان حسين فهمي، والفنانة لبلبة، والفنان صدقي صخر، والفنان خالد سليم.
وقال الأخوان قبل بداية العرض: “صعب تكون في مصر من غير ما تتكلم بالمصري، بحاول أمزج بين المصري والغزاوي، عشان أحكيلكم طقوسي قبل كل عرض لأفلامي، بحب نحكي مع أهلي قبل كل عرض، لكن معرفتش اليوم للأسف بسبب المطر والخيام غرقت، ويمكن هذا سبب عدم وصولنا لعدم وجود إرسال، لكن نحن سعداء أننا مع أهم جمهور عربي، الجمهور المصري”.
تفاعل الجمهور بشكل إيجابي أثناء عرض الفيلم، حيث صفق البعض أكثر من مرة في مشاهد مختلفة، وعلت أصوات الضحك في مشاهد أخرى، فيما تأثر البعض بالمشاهد الدرامية القاسية.
يجمع الفيلم بين خطوط درامية وكوميدية ساخرة في آن واحد، ولكنه كوميديا سوداء تنتقد الوضع الداخلي لقطاع غزة، بينما يظهر القصف الإسرائيلي وتصريحات جهات الاحتلال في خلفية الأحداث كدراما موازية، لتنتقل أحداث الفيلم بسلاسة بين التشويق والصراع بين الشخصيات المتضادة.
يحكي الفيلم عن ثلاث شخصيات في غزة عام 2007: تاجر مخدرات وصديقه وضابط بقوات الأمن الداخلي، يقتل الأخير الأول بعد رفضه العمل لحسابه، ثم تتقاطع حياة الصديق والضابط لاحقًا مما يعيد الجراح القديمة والخوف في قلوبهما وتنمو الرغبة في الانتقام.
وفي نقاش مفتوح مع الجمهور عقب العرض، قال عرب ناصر: “خلصت كتابة الفيلم في 2015 وطورته في 2023، ولما بدأت الإبادة كان في بالي سؤال: هل أحتاج أن أرصد ما يحدث وأحكي عنه، أم أقدم اللحظة الراهنة؟ وبعد 5 أشهر قررنا صناعة الفيلم كما هو بقصته دون إضافة أي شيء حديث، لنوضح للعالم أن ما يحدث في غزة لم يبدأ في أكتوبر 2023، بل نحن محاصرون دائمًا، وصوت الزنانات والطائرات الإسرائيلية لا ينقطع”.
وخلال جدل مع أحد الجمهور حول فلسفة الفيلم، أوضح ناصر: “الفيلم عن المقاومة والشعب والإنسان بعيدًا عن ديانته وأفكاره وانتمائه، بطل فلسطيني يولد وأحلامه محاصرة، ولا يجد طريق العمل إلا مع تاجر مخدرات. الفيلم لا يعني أننا غير فخورين بالمقاومة، فهي الدرع الذي يحمي غزة، نحن نريد أن نحكي عن حياة الناس اليومية، لا عن كيفية موتهم، لأن العالم كله يرى كيف يُقتل الفلسطيني”.
وأشار ناصر إلى أن الفيلم تم تصويره داخل الأردن عام 2023.
يذكر أن الفيلم حقق إشادة كبيرة عند عرضه في مهرجان كان، حيث وصفته مجلة هوليوود ريبورتر بأنه “ملحمة درامية صغيرة لكنها واسعة التأثير”، وأشادت بالأخوين ناصر لإنتاجهما أفلامًا تسلّط الضوء على تعقيدات الحياة وسط الصراعات الجيوسياسية في غزة.
