The Dung.. عرض مسرحي يجسد مأساة الجندي المنهزم في مهرجان نوادي المسرح

نشر في:
الإثنين 5 مايو 2025 – 2:59 ص
| آخر تحديث:
الإثنين 5 مايو 2025 – 3:05 ص
استقبل مسرح قصر ثقافة القناطر الخيرية، مساء أمس الأحد، العرض المسرحي “The Dung”، ضمن عروض المهرجان الختامي لنوادي المسرح في دورته الثانية والثلاثين، والذي يُقام برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمه الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة خالد اللبان، وتُنفَّذ فعالياته تحت إشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة.
العرض تقدمه فرقة الشاطبي، عن نص “مكان مع الخنازير” للكاتب أثول فيوجارد، بإعداد دراماتورجي وإخراج محمد بسيوني، ويتناول الصراعات النفسية التي عانى منها الجنود خلال الحرب العالمية الثانية، من خلال قصة “بافيل”، الجندي الذي يفر من ميدان المعركة ويختبئ لسنوات داخل حظيرة خنازير، لتتكفّل زوجته “براسكوفيا” بحمايته، بعد أن فقد القدرة على اتخاذ القرار.
شهد العرض حضور الفنان أحمد الشافعي، رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية، وسمر الوزير، مدير عام الإدارة العامة للمسرح، والكاتب والناقد يسري حسان، والكاتب سامح عثمان، بالإضافة إلى أعضاء لجنة التحكيم: د. محمد زعيمة، د. مصطفى حامد، الموسيقار د. وليد الشهاوي، الكاتب سعيد حجاج، والمخرج سامح مجاهد، إلى جانب ربيع عوض، مدير قصر ثقافة القناطر الخيرية، وعدد من القيادات الثقافية والمسرحيين.
وأوضح المخرج محمد بسيوني أن العرض يتناول فكرة احتياج الإنسان إلى من يدعمه وقت الأزمات، وأن عليه أن يختار من يسانده بعناية. وأضاف أن الحياة تقدم دائمًا خيارين، وعلى الإنسان أن يقرر: إما أن يحيا في عالم يسوده الجمال، أو عالم تحكمه الوحشية.
وقال الفنان مصطفى كرم، بطل العرض: “أجسّد شخصية الجندي بافيل، الذي يفر من المعركة بدافع الخوف ويختبئ في زريبة الخنازير، هربًا من مواجهة واقعه. ينتظر كل عام ليسلم نفسه للسلطات، لكنه يتراجع في كل مرة خوفًا من العقاب ومن نظرة المجتمع إليه.” وأشار إلى أن الشخصية تمر بصراعات داخلية تجعلها عاجزة عن اتخاذ أي قرار، لتتحول حياته تدريجيًا إلى ما يشبه حياة الخنازير التي يعيش بينها، رغم محاولات زوجته المتكررة لإخراجه من عزلته.
من جانبها، قالت الفنانة ندى حسن إنها تؤدي دور الزوجة “براسكوفيا”، التي تحاول إقناع زوجها بمواجهة العالم مجددًا، لكنها تدخل هي الأخرى في صراع داخلي بعد أن تجد في بقائه مصلحة لها تتيح لها السيطرة والاستفادة من وضعه.
أما عن العناصر البصرية في العرض، فقد أوضح د. أحمد بركات، أستاذ مساعد بقسم النحت في كلية الفنون الجميلة، أن الديكور اعتمد على خامات وإكسسوارات تعكس صعوبة الحياة في الريف الروسي، وصُمم على مستويين: المستوى الأرضي ويمثل الزريبة والبئر، والمستوى العلوي وهو بانوراما ليلية زرقاء يتوسطها القمر، لتعزيز الإحساس بالمكان والزمان. كما جاءت الأزياء والماسكات مستوحاة من بيئة الريف الروسي، ومعبّرة عن الحالة النفسية للشخصيات.
طاقم العرض “The Dung”:
تمثيل: مصطفى كرم، ندى حسن
تأليف موسيقي وألحان: شريف ياسر
غناء: ندى عادل
تصميم استعراض: جنى الجندي
أشعار: هند يوسف
دراما حركية: مؤمن هشام
إضاءة: معاذ مدحت
ديكور، ملابس، ماسكات: د. أحمد بركات
ماكياج: مريم محمد، نانسي مجدي
مساعد إخراج: زياد عبد القادر
مخرج منفذ: دنيا مصطفى
يُنَفّذ المهرجان من خلال الإدارة المركزية للشئون الفنية، ويشهد هذا الموسم مشاركة 27 عرضًا مسرحيًا من مختلف الأقاليم الثقافية، كما يصدر عنه نشرة يومية توثّق الفعاليات.
وتتواصل فعاليات المهرجان اليوم الاثنين، بعرض “قضية أنوف” لفرقة مسرح 23 يوليو، تأليف ماروشا بيلاتا، وإخراج أحمد جمال، في تمام السادسة مساءً، يليه عرض “نساء شكسبير” لفرقة غزل المحلة، تأليف سامح عثمان، وإخراج حسام العجوز.
ويُعد المهرجان من أبرز المنصات الثقافية لاكتشاف ودعم المواهب المسرحية الشابة من مختلف المحافظات، حيث توفر الهيئة العامة لقصور الثقافة من خلاله مساحة حرة للإبداع والتجريب، تأكيدًا على دورها في تحقيق العدالة الثقافية وتعزيز الحراك الفني في المجتمع.