حوادث وقضايا

اعترافات المتهم بقتل زميله وشطر جثمانه 4 أجزاء في الإسكندرية: فكرت في حرق جثته وخشيت رائحة الدخان


عصام عامر


نشر في:
الإثنين 22 ديسمبر 2025 – 12:02 ص
| آخر تحديث:
الإثنين 22 ديسمبر 2025 – 12:22 ص

– المتهم: دفن الرأس أسفل قاعدة الحمام.. وتقطيع ودفن الجثة استغرق 9 ساعات

– كسر سيراميك غرفة المجني عليه بالأجنة والشاكوش ودفن القدم اليمنى وغطاها بالأسمنت

– استحم وارتدى الملابس وجلس على مقهى واشترى كبده وشرب الشاي ثم عاد للشقة وخلد للنوم قبل السفر للصعيد

أقر المتهم بقتل زميله، عامل اليومية، وتقطيع جثمانه 4 أجزاء، ودفن جزء منه وإلقاء الباقي في مقلب قمامة بمنطقة العجمي في الإسكندرية، خلال التحقيقات التي تباشرها النيابة العامة، اليوم الأحد، بأنه بعد الانتهاء من تقطيع الجثمان، فكّر في إشعال النيران فيه، لكنه تراجع عن الفكرة؛ خشية تصاعد الدخان وأن يلاحظه الجيران ويبلغوا الشرطة بوجود حريق داخل الشقة، وينكشف أمره.

وأضاف المتهم أنه سبق له العمل في مهن “الطبخ والجزارة”، وهو ما سهل عليه مهمة التخلص من آثار الجريمة نتاج خبرته بالجزارة، حيث قطع الجثمان وقام بتكسير سيراميك غرفة المجني عليه باستخدام الأجنة والشاكوش، ثم وضع أجزاء من الجثة، وتحديدًا القدم اليمنى، وغطاها بخليط من الرمل والأسمنت وسوى الأرضية فوقها.

وأوضح المتهم، أنه وعقب ذلك صعد إلى الطابق الثاني بالعقار محل الحادث، حيث توجد شقة “تحت التشطيب”، بحثًا عن مكان لدفن رأس المجني عليه، فشاهد غرفة الحمام بها موضع مخصص لقاعدة الحمام، وبأسفله حفرة، فوضع الرأس بداخلها، ثم جهز خليطًا من الأسمنت والرمل وغطى به الحفرة حتى لا يكتشفها أحد.

وأشار المتهم إلى أن المدة الزمنية التي استغرقها في التخلص من أجزاء المجني عليه منذ البداية وحتى النهاية 9 ساعات تقريبًا، وعقب ذلك عاد إلى الشقة محل الواقعة، واستحم وارتدى ملابسه، وعقب إحساسه بالجوع اشترى سندوتش كبده، وذهب للجلوس على المقهى واحتسى الشاي واستمع للأغاني، ثم عاد إلى الشقة وخلد للنوم حتى اليوم التالي، حيث قرر السفر لبلدته في صعيد مصر، وذلك قبل ضبطه.

وقررت نيابة الدخيلة الجزئية في الإسكندرية، حبس “ط.ح.ع”، 32 عامًا، من محافظة المنيا، عامل يومية، 4 أيام احتياطيًا على ذمة التحقيقات؛ لاتهامه بقتل زميله “ع.ع.ص”، من محافظة قنا، داخل شقة مستأجرة، وشطر جثمانه إلى 4 أجزاء، ودفن أجزاء منه ووضع الباقي في جوال، وإلقائه بمقلب قمامة في منطقة أبو يوسف، وذلك بدعوى سبه وقذفه بالأم والأب واتهامه بسرقة 1200 جنيه.

وتلقت النيابة العامة تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة، وتقرير الصفة التشريحية الخاص بمناظرة جثة القتيل، مع التصريح بدفن الجثمان عقب الانتهاء من الإجراءات، واستمعت لأقوال شهود العيان، مع مدها بتقرير فحص تسجيلات كاميرات المراقبة الموجودة في المنطقة؛ لبيان ملابسات الحادث.

تلقى مدير أمن الإسكندرية، اللواء رشاد فاروق، إخطارًا من قسم شرطة الدخيلة، بورود إشارة إدارة شرطة النجدة، حول بلاغ من الأهالي بعثور عمال النظافة على أشلاء جثة داخل مقلب قمامة بالعجمي في نطاق دائرة القسم.

وبانتقال الشرطة إلى موقع البلاغ، رفقة سيارة إسعاف، تبين من المعاينة المبدئية وفحص تسجيلات كاميرات المراقبة، أن زميله وراء ارتكاب الواقعة، حيث حضر من الصعيد منذ 3 أعوام، واستقر في منطقة أبو يوسف حيث يقيم في شقة مستأجرة، عبارة عن غرفتين وصالة، إحداهما مخصصة للمجني عليه، والأخرى للمتهم وشخص ثالث يدعى “م.ا” كونهم عمال باليومية، ويتقاسموا دفع إيجارها.

وبتقنين الإجراءات، وضبط المتهم، أقر في التحقيقات أن المجني عليه طلب منه أن يشاركه “منذ عام” في نقل عفش سيدة من منطقة أبو يوسف إلى منطقة البيطاش، فذهب معه، وعقب الانتهاء من عملهم، حدثتهم السيدة بأن درج “الكمودينو” كان يوجد به مبلغ 1200 جنيه، فردا عليها بأنهم لم يأخذوا تلك الأموال، وبإمكانها تفتشيهم أو طلب الشرطة، فردت عليهم قائلة: “خلاص ربنا يعوض عليا”، وانتهيا من العمل وذهبا إلى المسكن.

وأضاف المتهم، أنه وبعد مرور سنة كاملة، وبسبب أن المجني عليه لم يعمل لبعض الوقت، واضطر لاقتراض مبالغ مالية من زملائه على سبيل السلف، خاطبه قائلًا: “عايز مبلغ الـ1200 جنيه اللي سرقتهم من السيدة التي نقلنا العفش لديها”، فأنكر المتهم السرقة وقال إنه ليس “حرامي” فنعته المجني عليه بالسباب والشتائم بالأم والأب، ليتطور الأمر إلى حدوث مشادة بينهما، ألح خلالها القتيل في طلب المبلغ، مكررًا أمر السب والقذف للمتهم وأهله، فقرر الانتقام منه.

وأشار المتهم في التحقيقات إلى أنه وعقب هذا الخلاف، استغل نزول زميلهما الثالث إلى العمل صباحًا، وأحكم غلق باب الشقة جيدًا، وأعد سلاحين أبيضين “سكينتين”، ودخل غرفة المجني عليه وطلب منه الذهاب إلى السيدة لإنهاء الخلاف بينهما، وعندما رفض، أخرج السكين الصغير وسدد به طعنه نافذة له في الرقبة وأخرى في الصدر، ثم أخرج السكين الكبير وسدد له به عدة طعنات في البطن أردته قتيلا.

وكشف المتهم أنه وعقب ذلك أهداه تفكيره الشيطاني إلى التخلص من الجثة بتقطيعها لأجزاء، ودفن بعض منها في الشقة، ونقل الباقي داخل جوال وإلقائه في صندوق القمامة، ثم وضع متعلقاته الشخصية معه حتى لا يفتضح أمره.

وأضاف المتهم أنه استعان في التخلص من الجثة بـ”الأجنة والشاكوش” الخاصين بعمل المجني عليه، واشترى 3 أجولة فارغة وأسمنت، ورمال جمعها من أسفل عقار تحت التجهيز.

ورصدت 7 مقاطع فيديو سجلتها كاميرات المراقبة تفاصيل الواقعة، حيث ظهر المتهم في المقطع الأول حاملا جوال بلاستيكي ممتلئ، والمقطع الثاني عقب التخلص من الأجزاء الأولى، ومقطع ثالث يظهره دون أن يحمل أشياء بيده، والمقطع الرابع أثناء دخوله مخبز، ومقطع خامس أثناء خروجه من المخبز ويحمل أجولة بلاستيكية، والمقطع السادس حال توجهه لشراء الأسمنت والرمال، والمقطع السابع يحمل كيس بلاستيكي أسود ممتلئ، وبمواجهته بمحتواهم أقر بها.

تم تحريز الأسلحة والأدوات المستخدمة في الحادث، وبمواجهة المتهم أقر بارتكابه الجريمة، فتحرر محضر إداري بقسم شرطة الدخيلة، وجارٍ العرض على النيابة العامة حيث تباشر التحقيقات.