حوادث وقضايا

طعنات قاتلة في الرقبة والصدر.. ماذا كشف التقرير الطبي عن جريمة الأب ضد ابنتيه بالإسكندرية؟








نشر في:
الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 – 3:48 م
| آخر تحديث:
الثلاثاء 23 سبتمبر 2025 – 3:48 م

كشفت التقارير الطبية المبدئية ومناظرة النيابة لآثار حادث قيام عامل يدعى “أحمد.ع.م”، بالتخلص من ابنته الكبرى “رويدا”، 16 عامًا، والشروع في قتل الصغرى “رقية”، 10 أعوام، ترقد حاليًا في العناية المركزة، ثم أنهى حياته، طعنًا بسلاح أبيض “سكين” بسبب الخلافات الزوجية، عن بشاعة الحادث.

وجاء بتقرير جثة المجني عليها الأولى “رويدا” أنها في منتصف العقد الثاني من العمر، متوسطة الطول والبنية، قمحية البشرة، ذات شعر رأس أسود اللون، وتبين أن عموم جسدها ويديها وملابسها ملطخين بالدماء، وترتدي من الملابس ما هو عباره عن تيشرت بأكمام سوداء اللون، ووجود جرح طعني في الرقبة من الناحية اليسرى، يعلوه جرح طعني أخر أسفل الأذن اليسرى، وجرح طعني ثالث في مؤخرة الرقبة من ذات الجهة، وجرح بسيط بأصبع البنصر من يدها اليمنى يتشبه في كونه مما يحدث جراء الإمساك بنصل آلة حادة “سكين”.

وأوضح التقرير الطبي الخاص بالمجني عليها الثانية “رقية” أنها مصابة بجرح طعنى شبه نافذ أسفل الرقبة من الأمام، وجرحان طعنيان شبه نافذان أعلى الكتف الأيمن، وجرح طعنى في الوجه من الناحية اليمنى، وجرح قطعى حول الرقبة من الناحية اليسرى، وجرح طعني من الناحية الخلفية في الكتف الايسر، وتمكث بالعناية المركزة في المستشفى.

وأشار التقرير الخاص بالأب “أحمد” المتسبب في الحادث أنه مصاب بجروح طعنية متعددة في الوجه، مع اشتباه قطع في الأوردة، والشرايين، والرقبة، والشرايين المغذية للمخ، وجروح طعنية متعددة في الصدر، مع وجود اشتباه بقطع في الأحشاء، ونزيف في البطن، وبنقله إلى امستشفى لإسعافه، فارق الحياة فور وصوله.

وتواصل نيابة أول العامرية في الإسكندرية، اليوم الثلاثاء، الاستماع لأقوال شهود العيان من الجيران، واستدعاء الزوجة لسؤالها، وموافاتها بتطورات الحالة الصحية للطفلة المصابة لسؤالها حال سماح حالتها الصحية بذلك، مع استعجال التقارير التفصيلية للطب الشرعي حول أسباب وفاة الأب وابنته، والتصريح بدفنهما، والتحفظ على السلاح المستخدم ورفع البصمات من عليه.

وتلقى مدير أمن الإسكندرية، اللواء رشاد فاروق، إخطارًا من مأمور قسم شرطة أول العامرية، يفيد بورود إشارة من إدارة شرطة النجدة، حول بلاغ من الأهالي، بوقوع حادث قتل في مساكن مبارك، منطقة زاوية عبد القادر، غربي المحافظة.

وبانتقال الشرطة، إلى موقع البلاغ رفقة، سيارة الإسعاف، تبين من المعاينة والفحص المبدئي، أن الأب قتل ابنته الكبرى، ثم حاول قتل الصغرى، لكن الجيران أنقذوها بعدما تعرضت لإصابات بالغة، وظلت على قيد الحياة، وأقدم عقب ذلك على إنهاء حياته، وبنقله إلى المستشفى، فارق الحياة أثناء محاولة الأطباء إسعافه.

وجاء في التحقيقات أنه وعلى أثر خلافات أسرية بين الزوجين منذ شهر أغسطس 2024، ترك الزوج منزل الزوجية وانتقل ليعيش بمفرده في مسكن مُستقل، وعندما حاول التواصل مع زوجته وتدعى “هـ.ب.ع”؛ لإصلاح العلاقة بينهما، دون جدوى، فطلب حضور ابنتيه إليه لاستلام الحقيبة المدرسية، التي اشتراها للصغرى.

وأضافت التحقيقات أنه وحال حضور الابنتان، تواصل مع والدتهما وأخبرها بأنه احتجزهما لديه، وأصر على حضورها إليه لشدّة احتياجه لها؛ كونها زوجةً له، وعند رفضها الحضور، هددها بقتل ابنتيهما، فلم تُعر تهديداته اهتمامًا، فتوجه إلى المطبخ وأحضر سلاحًا أبيض “سكينًا”، واعتدى به في البداية على ابنته الكبرى بطعن في الرقبة، وعند محاولتها الهرب باتجاه باب الشقة، لاحقها وانهال عليها بطعنات إضافية، ما تسبّب لها بجروح أخرى حتى سقطت أرضًا.

وأشارت التحقيقات إلى أنه وبالتزامن، كانت ابنته الصغرى تتوسّل إليه لترك شقيقتها، فلاحقها أيضًا، وأمسك بها بجوار السرير في غرفة النوم وانهال عليها بطعنات بالسكين في رقبتها فأُصيبت، ورغم إصابتها تمكنت من الفرار، فلحق بها مرة أخرى في مدخل المطبخ، لكنها نجحت في الهرب مجددًا مستنجدة بالجيران.

ولفتت التحقيقات إلى أنه وبعد ذلك، أقدم الأب على محاولة إنهاء حياته بطعن نفسه عدة طعنات في مواضع مختلفة من الجسم “صدره وعنقه وبطنه”، ونُقل على أثرها هو والابنة المصابة إلى المستشفى، ففارق الحياة متأثرًا بإصابته.

نُقلت الجثتين إلى مشرحة كوم الدكة، والمصابة إلى المستشفى لإسعافها، وتحرر محضر إداري بالواقعة حمل رقم 10762 لسنة 2025، وجارٍ العرض على النيابة العامة؛ حيث تباشر التحقيق.