30 جنيه تدمّر حياة الطفل محمد.. نزيف في المخ وكسر بالساق
لطالما كانت العقيدة الإنسانية الثابتة منذ بدء الخليقة النزعة الحنونة التي تفيض بها مشاعر الأباء تجاه أبنائهم، فنجد الأبناء منذ نعومة أظافرهم يلجأون إلى أحضان أبائهم كملاذٍ آمن غير قابل للشك أو الريبة، ولكن على النقيض يتجرد العديد من الآباء من المسؤولية الملقاة على عاتقهم بل ويصل بهم الأمر إلى حد تشويه أبنائهم والتنكيل بهم دون تورع، غير مكترثين العواقب النفسية المدمرة الناتجة عن مثل هذه السلوكيات.
اقرأ أيضًا..امرأة تجمع بين زوجين في وقت واحد
محافظة القاهرة وعلى وجه الخصوص منطقة المرج كانت مسرحًا لحادث مأساوي، بعدما تعدى أب بالضرب المبرح بواسطة العصا الخشبية على نجله بسبب “٣٠ جنيه” قيمة أجرة يومية فقدها، مسببًا إصابته بارتجاج في المخ، فضلا عن إصابات أخرى ظاهرية من أنحاء جسده، ما استدعى نقله إلى المستشفى على الفور.
تعود بداية أحداث مسرح الجريمة ،منذ ثلاث سنوات عندما انفصل الزوج ويدعى “م أ م” م عن زوجته ، وانجب منها ثلاثة أبناء بقرية تابعة لمركز ومدينة طوخ حتى فوجئت الزوجة أن زوجها أخذ أولادها الثلاثة وهرب بهم إلي منطقة المرج بالقاهرة ، وبدأت رحلة العذاب للأطفال الثلاثة أكبرهم المجنى عليه ويدعى “محمد ” والذي جعله الأب يترك التعليم وشقيقيه ويعمل لينفق علي الأب وإخواته.
محمد الطفل الذي لا يتعدى عمره 12 عامًا، له أخوين آخرين ، كانوا يريدون العيش وسط أسرة تُنعم عليهم بالحب والحنان والاستقرار ، ولكن جحود الأب حوّل أحلام هؤلاء الصغار إلى واقع مر لا يستطيعون تحمله ، حيث اعتاد على التعدي عليهم بالضرب المبرح، وكانت آخر التعديات ضربه نجله الكبير “محمد” وإصابته بعدة إصابات بالغة في أنحاء متفرقة بجسده، في غياب الأم التي تعيش منذ سنين مع أهلها بسبب سوء معاملة زوجها لها.
وفي تفاصيل الواقعة أردف محمد معاناته مع والده ، وبصوت يغلب عليه الحزن والكسرة ، كنت أدرس بالصف الثاني الإعدادي، ووالدي خرجني من التعليم من أجل العمل والإنفاق عليه، وبالفعل كنت بشتغل في مغسلة وكل ما أتحصل عليه يأخذه والدي مني.
وفي يوم الواقعة عدت إلى المنزل وأعطيت والدي ما أخذته من عملي، وكان ناقص مبلغ 30 جنيه، لأنهم ضاعوا مني، ولكن والدي لم يصدقني واتهمني بأنني أخذتهم ليا، وعلى إثر ذلك تعدى عليّ بالضرب المبرح باستخدام سلك وعصا خشبية، كما قيّدني بإيشارب، ووضع شريطا لاصقًا على فمي كي لا أستغيث بأحد إخوتي أو الجيران.
وبنبرة يغلب عليها الانكسار ، بدأ الطفل شاردًا ومعالم الاعتداء الوحشي ترتسم قسمات وجهه ، مستحضرًا تفاصيل ليلة الواقعة ، والدي
ظل يضربني لمدة ست ساعات متواصلة من الليل حتى الصباح، ثم أخذني للمستشفى بصحبة أحد أقاربه، وهناك تم ضبطه وإحالته لقسم شرطة المرج، مضيفًا أنه أصيب جراء ذلك الضرب باشتباه في نزيف بالمخ وكسر بالساق والذراع.
وأردف محمد بأنه ظل في المستشفى لمدة 6 أيام ثم قرّر الأطباء خروجه، وأصبح حاليًا طريح الفراش لا يقوى على الحركة سوى بمساعدة والدته، التي يعيش معها بإحدى قرى مدينة طوخ بمحافظة القليوبية، إذ إنها تركت والده بسبب سوء معاملته لها منذ سنوات وتعيش مع أهليتها.
وعلي جانب اخر ـ قال جيران الأب المتهم أن الطفل كان دائما يعانى من اعتداء الأب عليه عقب انفصال الأب عن زوجته التي انفصل عنها منذ ثلاث سنوات وشاهد الجيران الطفل بوجه شاحب تظهر عليه علامات الضرب المتكرر فضلًا عن شكواه من التعذيب والإصابات الخطيرة في جميع أنحاء الجسد لينتقم من زوجته ام الطفل.
وقد توصلت التحريات إلى أن الطفل ” محمد ” من إحدى قرى دائرة مركز شرطة طوخ تعرض للضرب والتعذيب على يد والده بسبب قيام الطفل بفقد مبلغ من المال عقب قيام الأب المتهم بأخذ الطفل المجنى علية وشقيقيه من والدتهما وهرب بهما من القرية الى منطقة المرج في القاهرة وهناك أجبره الأب على ترك التعليم ليعمل في مهن مختلفة.
ويوم الواقعة عاد الابن للمنزل عقب فقدان المال فانهال الأب عليه بالضرب حتى أصيب بارتجاج بالمخ وكدمات كبيرة بالوجه واصابات متفرقة من الجسد وكسر في الذراع والقدم وتم نقله لمستشفى اليوم الواحد بالمرج ، وتم إبلاغ الأم التي حضرت فيما ألقت الأجهزة الأمنية لقسم شرطة المرج بمحافظة القاهرة القبض على المتهم وتم تحرير محضر بالواقعة.