البورصة المصرية تترقب استمرار الأداء الإيجابي حتى نهاية العام

تشهد البورصة المصرية حالة من الحراك الملحوظ مع نهاية الربع الثالث من العام 2025، مدفوعة بجملة من التطورات الاقتصادية والمالية التي انعكست بشكل مباشر على المؤشرات الرئيسية وأداء الأسهم القيادية. يأتي هذا الحراك في ظل بيئة داخلية متطورة وسياسات نقدية داعمة، وحضور لافت للمؤسسات والأفراد في مشهد التداول.
يأتي ذلك في الوقت الذي يتابع فيه المستثمرون عن كثب مسار السوق، وسط مزيج من العوامل المؤثرة التي تتراوح بين قرارات خفض الفائدة، وحركة الاستحواذات والصفقات، ونتائج أعمال الشركات، إلى جانب التباينات في سلوك المتعاملين المحليين والأجانب.
وتستعد المؤشرات لدخول مرحلة جديدة مع الربع الأخير من العام، حيث تتزايد التوقعات بشأن استمرار الزخم الإيجابي، وبلوغ مستويات قياسية محتملة، مدفوعة بقطاعات واعدة وتدفقات نقدية داعمة، ما يفتح الباب أمام سيناريوهات متعددة لأداء السوق خلال الفترة المقبلة. وسط ترقب لنتائج أعمال الشركات، لا سيما القيادية الكبرى في المؤشرات الرئيسية.
أداء المؤشرات في سبتمبر
– أغلق المؤشر الرئيسي EGX30 عند 36,670.08 نقطة، مسجلاً ارتفاعا بنحو 33 بالمئة.
– سجل مؤشر 70EGX EWI ارتفاعاً بنحو 2.6 بالمئة إلى النقطة 11,018.91.
– سجل مؤشر EWI 100EGX ارتفاعا بنحو 43 بالمئة، مغلقا الفترة عند 14,609.69 نقطة.
وبلغ إجمالي القيمة السوقية بنهاية سبتمبر 2,585.6 مليار جنيه، بما يمثل ارتفاعا بنحو 4.98 بالمئة خلال الشهر.
وبحسب إحصاءات التقرير الشهري الصادر عن بورصة مصر، فقد بلغ إجمالى قيمة التداول خلال الشهر الحالي نحو 1,695.0 مليار جنيه مصري، في حين بلغت كمية التداول نحو 34,347 مليون ورقة منفذة على 2,360 ألف عملية، وذلك مقارنة بإجمالي قيمة تداول قدرها 1,530.7 مليار جنيه وكمية تداول بلغت 32,253 مليون ورقة منفذة على 2,531 ألف عملية خلال الشهر الماضي.
سجلت تعاملات المصريين نسبة 91.3 بالمئة من إجمالى التعاملات على الأسهم المقيدة، بينما استحوذ الأجانب على نسبة 4.3 بالمئة والعرب على 4.3 بالمئة، وذلك بعد استبعاد الصفقات.
سجل الأجانب صافي بيع بقيمة 49.9 مليون جنيه، بينما سجل العرب صافي بيع بقيمة 87.2 مليون جنيه، وذلك بعد استبعاد الصفقات.
أداء بورصة مصر في الربع الثالث
– سجل المؤشر الرئيسي لبورصة مصر EGX30 ارتفاعاً ربعياً بنحو 11.6 بالمئة.
– سجل مؤشر EWI 70EGX ارتفاعاً بنسبة 55 بالمئة.
– سجل مؤشر EWI 100EGX ارتفاعا بنحو 8.4 بالمئة.
بلغ إجمالى قيمة التداول خلال الربع الحالي نحو 4,957.3 مليار فى حين بلغت كمية التداول نحو 102,122 مليون ورقة منفذة على 7,151 ألف عملية، وذلك مقارنة بإجمالي قيمة تداول قدرها 3,860.6 مليار جنيه وكمية تداول بلغت 110,810 مليون ورقة منفذة على 6,043 ألف عملية خلال الربع الماضي.
سجلت تعاملات المصريين في الربع الثالث نسبة 90.5 بالمئة من إجمالى التعاملات على الأسهم المقيدة، بينما استحوذ الأجانب على نسبة 5.1 بالمئة والعرب على 4.4 بالمئة، وذلك بعد استبعاد الصفقات.
– سجل الأجانب صافي بيع بقيمة 3,949.6 مليون جنيه بينما سجل العرب صافي بيع بقيمة 2,073.4 مليون جنيه، وذلك بعد استبعاد الصفقات.
– تعاملات المصريين مثلت 89.1 بالمئة من قيمة التداول للأسهم المقيدة منذ بداية العام بعد استبعاد الصفقات.
– بينما سجل الأجانب 5.5 بالمئة، وسجل العرب 5.4 بالمئة منذ بداية العام.
– سجل الأجانب صافي بيع منذ بداية 2025 بنحو 6,049.0 مليون جنيه وسجل العرب صافي بيع بنحو 4,419.3 مليون جنيه، وذلك على الأسهم المقيدة بعد استبعاد الصفقات منذ بداية العام.
مكاسب منذ بداية العام
يقول خبير أسواق المال، ريمون نبيل، : "المؤشر الرئيسي تمكن منذ بداية العام من تحقيق مكاسب تقارب 23 بالمئة، حيث كان نصيب الربع الثالث وحده منها أكثر من 11 بالمئة، ليُغلق عند مستويات قريبة من 37,000 نقطة بعد أن بدأ الربع عند مستوى 23,550 نقطة.
ويضيف:
– كانت الأسهم القيادية الأكثر مساهمة في هذه الارتفاعات خلال الربع الثالث هي المصرية للاتصالات، فوري، CIB، ابن سينا فارما، إلى جانب بعض أسهم قطاع الأسمنت وعدد محدود من أسهم البتروكيماويات، والتي استفادت بشكل كبير من التدفقات النقدية الضخمة وتخفيض أسعار الفائدة.
– المؤشر الرئيسي ما زال في اتجاه صاعد على المدى المتوسط والطويل، وحتى على المدى القصير، مع توقع أن يواجه بعض الضغوط البيعية بالقرب من مناطق 37,200 – 37,500 نقطة، ما قد يدفعه لاختبار مستويات الدعم حول 36,000 – 35,500 نقطة، قبل أن يعاود الصعود مجددًا في الربع الرابع.
ويستطرد: "ما زلنا نرى فرصاً جيدة في السوق المصرية خلال الفترة المقبلة، خصوصاً في بعض أسهم البتروكيماويات، القطاع الصناعي، القطاع العقاري، والتي قد تشهد تحسناً تدريجياً تبعاً لنتائج أعمال الشركات، إضافة إلى توقعات قوية لقطاع الأغذية مع صدور نتائج الربع الثالث خلال أكتوبر، مقارنة بنفس الفترة من عام 2024".
ويؤكد نبيل أن القوة الشرائية لا تزال قادرة على امتصاص أي عمليات تصحيح محتملة قرب مستويات 35,500 نقطة، مرجحاً أن يحقق المؤشر قمة جديدة عند 39,000 نقطة بنهاية العام أو مع بداية الربع الأول من 2026.
وبالنسبة للمؤشر السبعيني، يوضح أنه تمكن من بلوغ منطقة 11,100 نقطة والتي تشكل مقاومة رئيسية، متوقعاً أن يتحرك بشكل عرضي بين 10,600 – 11,100 نقطة خلال أكتوبر، نظراً لأن الصعود السابق لم يكن متوازناً وشمل عدداً محدوداً من الأسهم مقارنة بالمستوى الكلي للسوق.
ويختم بالقول: "ما زلت أتوقع أن يحقق المؤشر الرئيسي مستوى 39,000 نقطة خلال الربع الرابع وبداية 2026، مع بقاء منطقة 35,500 نقطة مستوى دعم رئيسيًا خلال أكتوبر، على أن يتفوق أداء القطاع البتروكيماوي، الصناعي، والزراعي في الفترة المقبلة".
وخلال الربع الثالث، جاء قطاع الخدمات المالية غير المصرفية في صدارة الأداء القطاعي من حيث قيم التداول (باستبعاد الصفقات) مسجلاً 50.9 مليار جنيه (نسبة 18.5 بالمئة من السوق) عبر نحو 26.1 مليار ورقة مالية، تلاه على الترتيب قطاعا: العقارات والأغذية.
من جانبها، تقول خبيرة أسواق المال حنان رمسيس إن:
– مؤشرات البورصة المصرية استطاعت خلال الربع الثالث من العام 2025 أن تحقق أرباحاً تاريخية، مدعومةً بعدة عوامل إيجابية في السوق.
– البورصة ربحت نحو 240 مليار جنيه خلال هذه الفترة، حيث قفز رأس المال السوقي بنسبة 10.2 بالمئة ليصل إلى 2.585 تريليون جنيه.
– نتائج الأعمال القوية ونشاط الاستحواذات وزيادة اهتمام المتعاملين الأفراد بتكوين محافظ استثمارية، إلى جانب خفض أسعار الفائدة، كانت من أبرز العوامل الداعمة لأداء السوق.
وتلفت إلى أن قطاع التعليم أظهر نمواً قوياً، بينما شهد قطاع العقارات حالة من الهدوء النسبي مع عودة أسهم بعض الشركات الكبرى مثل مجموعة طلعت مصطفى للارتفاع، مؤكدة أن استقرار توريد الغاز للمصانع انعكس إيجابياً على شركات الأسمدة والبتروكيماويات التي عانت سابقاً من تراجع في الأرباح والتداولات نتيجة توقف بعض خطوط الإنتاج.
وتشدد خبيرة أسواق المال على أن قطاع البنوك عاد إلى صدارة المشهد عبر أسهمه القيادية، مما دعم بقوة أداء المؤشر الرئيسي EGX30 وبالتالي انعكس إيجاباً على باقي المؤشرات.
وعن التوقعات المستقبلية، تقول رمسيس: "نتوقع استمرار الأداء الإيجابي للمؤشرات في الربع الأخير من العام، مع إمكانية أن يصل المؤشر الرئيسي إلى 40 ألف نقطة قبل نهاية 2025، خاصة مع الدور الحيوي للمؤسسات في دعم الأسهم ذات الأوزان النسبية الكبيرة".
قد يهمك أيضــــــــــــــا
البورصة المصرية تختتم تعاملات الأسبوع بارتفاع جماعي للمؤشرات مدفوعة بمشتريات محلية وأجنبية
ارتفاع أسعار النفط مع تقييم أثر خفض الفائدة ومخاوف متعلقة باقتصاد أميركا